متابعات- الزاوية نت- أثار قائد فيلق البراء بن مالك المصباح أبوزيد طلحه، الجدل الكثيف في وسائل التواصل الاجتماعي، ووسط الناشطين والسياسيين، من خلال منشور على صفحته في الفيسبوك، تحدث فيه عن اقتراب عودة إبراهيم بقال، القيادي في المليشيا والذي كان ينصب نفسه واليًا على الخرطوم أيام كانت تحت سيطرة الدعم السريع.
لم يحمل سلاحا بمعركة
وقال المصباح في منشور مختصر “الأستاذ بقال قريباً في حضن الوطن”، وعندما تساءل الناس عن مغزى المنشور وماذا يعني، وكيف لبقال أن يعود؟، قال المصباح في منشور آخر “للتاريخ..الأستاذ بقال لم يحمل سلاحاً بمعركة ولم يوجه ذخيرة أبداً تجاه القوات المنضوية في معركة الكرامة منذ بداية التمرد، بل دوره اقتصر على الظهور أمام عدسة موبايل باستيكر مكسور”.
طلب لجوء سياسي في أوروبا
وكان المصباح قد مهد للمنشور بتغريدة أخرى في 2 أغسطس الجاري قال فيها: تأكدت لدينا معلومات تفيد بأن بقال بدأ فعلياً الترتيب للهروب من السودان، عبر تشاد ومنها إلى أوروبا، بغرض طلب اللجوء السياسي، بعد أن شعر بأن موقعه أصبح مهدداً وأن الاستهداف قد يطاله في أي لحظة، وتشير ذات المصادر إلى اتصالات نشطة أجراها مؤخراً مع ناشطين في الخارج لترتيب عملية خروجه وتوفير الحماية له”.
القانون لا يمنع
وأثار المنشور الكثير من الجدل بين منتقد ورافض للفكرة وبين مؤيد ومتصالح معها، من واقع أن بقال كان متمردا وسبب الكثير من الأذى للمواطنين في الخرطوم عندما كان يظهر في فيديوها وصفها البعض بالمستفزة لمشاعر المواطنين في الخرطوم الذي اخرجهم الدعم السريع واستقر في منازلهم ونهب ممتلكاتهم وسيارتهم، حينها كان بقال يوجه اساءات بالغة وصلت حتى قائد الجيش، بينما رأى أخرون أن بقال مهما ارتكب من جرم فان له الحق ان يعود مع الاعتراف بأخطائه ويطاله القانون على ما ارتكب، وهنا يقول المحامي د. ناجي مصطفى، إن القانون لا يمنع عودة المتمرد، بشرط أن يأتي تائباً نادماً معترفاً، ويتحمل تبعات جرائمه في حق المواطن ومنها تحريض المليشيا ودعمها ولو بكلمة وعلى الحكومة في مقابل العفو العام أن تعوض المواطن.
ولم يكن منشور المصباح عن بقال جديدا فقد سبق في مايو الماضي، عندما نشر الأخير صورة وفيديوها هاجم فيها قيادات المليشيا لكونها تخلت عنه في امدرمان، حتى كاد ان يقع فريسة في يد الجيش، قال المصباح حينها إن بقال، كان يعمل مصدر منذ سنين بعيدة قبل تمرد المليشيا وكان حينها على علاقة بالمدعو عرمان ويلتقيه دائما في فندق كانون بالخرطوم 2، وواصل عمله كمصدر حتى لحظة سقوط مدني، لكنه بعد سقوط سنجة تمرد ورفض العمل.
فكرة مرفوضة
لكن الحقيقة أن معظم المنشورات والمداخلات من الناشطين والإعلاميين رفضت فكرة التصالح مع بقال، واعتبرها البعض محاولة لجس نبض الشارع ربما لقبول فكرة أكبر، وقالوا إن كان الجيش ومناصريه سيعفون عن بقال ما الذي يمنع أن تعفي عن قيادات الحرية والتغيير بما فيهم حمدوك الذين يواجهون قضايا جنائية تصل عقوباتها إلى الإعدام.
وقال الصحفي صبوح بشير النور، إن محاولات تلميع من شاركوا في الحرب ضمن صفوف المليشيا واظهارهم كأنهم أبطال كانوا يعملون ضمن كتيبة الاستخبارات ولم يتسببوا بالضرر للمواطن هي ذاتها سيناريوهات المجرم كيكل وما بقال الا نسخة سيئة من قيادات المليشيا التي انتهكت وقتلت ونهبت حتى وأن كانت تنضوي تحت لواء الاستخبارات والشعب واعي جدا في حربه ويدرك تمام ان لا وصي عليه أين كان، ففي الحرب كل له كسبه وأجره يحتسبه عند الله.
وأضاف “ما يحاول البعض تمريره بهدوء من تحت الطاولات ويرسل رسائل لجس نبض الشارع حول الاقتناع به هو رسم لخارطة طريق الاستسلام للمليشيا بعد أن تحقق النصر بدعم الشعب ومحاولات اخذ صكوك مغفرة باسم الشعب عن مجرمين يدخلون بوابة الوطنية كما حدث مع عدد من مستشاري الجنجوبد الذين فتحت لهم أبواب مطارات بورتسودان وغسلوا من ذنوبهم في معركة الكرامة، وكل الشعب السوداني قادر على كسر كل محاولات تمرير القتلة ومن أسهم معهم في معركة خراب الوطن وتدمير مكتبات الشعب.
بينما قال الصحفي عبدالجليل سليمان في منشور على الفيسيوك إن المصباح قد لا يطيق، فالرجل لم ينطق عن هوىً في النفس، فإذا كان تم العفو من قبل قيادة الجيش عن ” أبو عاقلة كيكل” وهو الذي حمل السلاح وحارب به وارتكب الموبقات، وشرد مواطني الجزيرة وسنار وغيرها من البلدان والأمصار، وصار بطلاً قومياً ومجاهداً عظيماً، فلم لا يعامل (بقال) بالمثل؟، فالرجل لم يفعل عُشر ما فعله كيكل.
القيمة الفنية للمتمرد بقال
وقال الناشط عثمان العطا إن بقال لعب دورا في مشروع افراغ الخرطوم من أهلها وأصحابها الذي كان هدفًا جوهريًا للتمرد والغرض معروف هو إحلال وابدال السكان الأصليين بأجانب عربان الشتات من دول الجوار؛ مكافأة لهم نظير استعمالهم في السيطرة على السلطة بعد فشل انقلاب الساعات الثلاث تبادلت الفكرة وبدأ التمرد في استعمال آلات أخرى لإفراغ الخرطوم وهو اللعب على نشر الإحباط عبر ادعاء سيطرة المليشيا على كامل الخرطوم.
وأضاف “هذا هو الدور الذي لعبة الصحفي المليشياتي إبراهيم بقال باحترافية عالية وجرأة وشجاعة يحسد عليها؛ بقياس الرأي العام لو استطلعت سكان الخرطوم عن أسباب وصولهم لحالة اليأس وفقدانهم الأمل والتشكيك في قدرة الجيش على طرد التمرد ثم خروجهم المبكر هربا من الخرطوم ربما تجد الغالبية منهم تأثرت بما كان ينشره المتمرد إبراهيم بقال اللص.
ونوه عثمان إلى أنه بالفعل كانت فيديوهات بقال قاتلة معنويا ومحبطة لمن في قلبة ذرة من التفاؤل هذا تاريخ موثق لا يمكن نكرانه او نسيانه او حتى غفرانه والحـرب الحديثة لا تعتمد على البندقية وحدها ؛ بل أصبحت المعلومة أخطر من الطلقة وأشد فتكاً من القذيفة.
وتابع “عزيزي القائد المصباح الشعب السوداني ليس لديه فراغ إضافي في ذاكرته لفضيلتي الحلم و الغفران خاصة تجاه من اعتدى عليه وسلبه الأمن والأمان والاستقرار وسرق عرق السنين منه، بقال عند الشعب السوداني مثله مثل المتمرد حميدتي وشـارون وحافظ كبير وعلي يعقوب والبيشي وجلحة وخالد سلك وبابكر فيصل وشريف عثمان الدقير وبرمة ناصر وحمدوك ووجدي صالح وحنان ام نخرة ورشا عوض”
التلميح بقبول أي خائن أمر مرفوض