متابعات- الزاوية نت- فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع في السودان بسبب جرائم ارتكبت في الفاشر، أبرزهم قائد ثاني عبد الرحيم دقلو، وقائد قطاع شمال دارفور اللواء جدو حمدان، القائد تيجاني إبراهيم موسى، والفاتح عبدالله إدريس المعروف بـ«أبو لولو”.
وقالت إن القيادات الأربع بما فيهم عبدالرحيم دقلو، هناك أسباب معقولة للاشتباه في تورطهم أو مشاركتهم في عمليات قتل جماعي للمدنيين، إعدامات موجهة على أساس عرقي، عنف جنسي منهجي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، عمليات اختطاف مقابل فدية، اعتقالات تعسفية، وهجمات على المرافق الصحية والعاملين في المجال الإنساني.
وبحسب القرار البريطاني أن أفعال الدعم السريع في الفاشر ليست عشوائية: بل هي جزء من استراتيجية متعمدة لترهيب السكان وبسط السيطرة عن طريق الخوف والعنف. وآثار أفعالهم يمكن مشاهدتها من الفضاء. حيث تُظهر صور الفاشر التي التقطت من الفضاء الرمال مخضّبة بالدماء، وأكوام جثث، وما يدل على وجود قبور جماعية دفنت بها جثث الضحايا بعد حرقها. لا بد من المحاسبة عن هذه الأفعال، واتخاذ خطوات عاجلة للحيلولة دون حدوثها مرة أخرى.
وقالت إن فرض عقوبات على قيادات قوات الدعم السريع الذين يُشتبه بضلوعهم في أعمال القتل الجماعي والعنف الجنسي في الفاشر يرسل رسالة واضحة بأن كل من يرتكب فظائع سوف يُحاسَب عن أفعاله. وذلك يجسد التزام المملكة المتحدة بمنع ارتكاب مزيد من الفظائع.
وأعلنت المملكة المتحدة رصد مبلغا إضافيا قدره 21 جنيه إسترليني لتقديم حزمة من الدعم العاجل لمساعدة المجتمعات التي باتت على حافة الهاوية، لتوفير المواد الغذائية والماء النظيف والرعاية الصحية،
وكذلك الحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضررا بسبب العنف.
ونوهت إلى أن شريان الحياة هذا سوف يمكّن وكالات الإغاثة من الوصول إلى 150,000 شخص، وتوفير احتياجاتهم الأساسية كالغذاء والرعاية الطبية والمأوى الطارئ، إلى جانب الحفاظ على استمرار تقديم الخدمات في المستشفيات، ولم شمل العائلات التي فرقت شملها الحرب. وقد ارتفعت التزامات المملكة المتحدة بشأن المساعدات المقدمة هذه السنة إلى 146 مليون جنيه إسترليني، الأمر الذي يجسد التزامنا الراسخ بالوقوف مع الشعب السوداني وتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وقالت وزيرة الخارجية، إيفيت كوبر إن الفظائع التي تقع في السودان مروعة للغاية وتُعدّ وصمة في ضمير العالم. والدليل القاطع على الجرائم البشعة – عمليات إعدام جماعي، وتجويع، واستخدام الاغتصاب بشكل ممنهج ومحسوب كسلاح حرب – لن، ولا يمكن، مرورها دون عقاب.
العقوبات المفروضة اليوم على قيادات قوات الدعم السريع تستهدف مباشرة من لُطخت أياديهم بالدماء، في حين أن حزمة المساعدات المعززة التي نقدمها سوف توفر دعما منقذا لحياة من يعانون.
المملكة المتحدة لن تتغاضى عما يحدث، وسوف نقف دائما إلى جانب الشعب السوداني.
ورحب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بإعلان المملكة المتحدة فرض عقوبات على عدد من قيادات مليشيا الدعم السريع ، باعتبارها خطوة مهمة نحو محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي شهدها السودان خلال الفترة الماضية.
وقال إنه مع ذلك تظل هذه الإجراءات غير مكتملة ما لم تطل رأس القيادة ومسؤول المليشيا الأول محمد حمدان دقلو، باعتباره صاحب القرار والموجه المباشر لمنظومة العنف التي أرهقت المدنيين وهددت وحدة البلاد واستقرارها.
وأشار مناوي إلى أن محاسبة القيادات العليا ليست مطلباً إنسانيا حسب ، بل ضرورة لتحقيق العدالة ووقف الإفلات من العقاب و نأمل أن تتبع هذه العقوبات خطوات أوسع وأكثر شمولاً تستهدف كل من تورط في الانتهاكات بحق الشعب السوداني.
