“الطريق إلى الوطن يشتعل: حريق يلتهم باص سفري يقل لاجئين سودانيين

0

بقلم- خليفة جعفر علي “الطريق إلى الوطن يشتعل: حريق يلتهم باص سفري يقل لاجئين سودانيين دون خسائر بشرية

 

 

في واحدة من الحوادث التي تسلط الضوء على هشاشة أوضاع اللاجئين العائدين إلى وطنهم، اشتعلت النيران بشكل مفاجئ في باص سفرى يقل لاجئين سودانيين قادمين من العاصمة المصرية القاهرة، أثناء توجههم إلى معبر ابو سمبل الحدودي، في رحلة عودة طال انتظارها.

 

 

الباص الذي كان يحمل عشرات الركاب، معظمهم من العائلات التي أنهكتها سنوات اللجوء والشتات، تحوّل في لحظات إلى كتلة من اللهب، نتيجة ارتفاع حاد في درجات الحرارة، بحسب مصادر أولية. وقد أدى هذا الارتفاع إلى انفجار مفاجئ التهم الباص بالكامل، في مشهد أثار الذعر وأحيا مخاوف كبيرة تتعلق بسلامة النقل البري في المنطقة.

 

 

لكن العناية الإلهية وحدها كانت الحارس الأمين في تلك اللحظات الحرجة؛ إذ لم تُسجّل أية إصابات أو خسائر في الأرواح، وهو ما وصفه بعض شهود العيان بـ”النجاة الإعجازية”، خاصة أن الحريق اندلع أثناء سير الباص على الطريق العام بالقرب من مدينة كركر. ورغم ذلك، فقد الركاب جميع أمتعتهم ومقتنياتهم الشخصية التي كانت مخزّنة داخل خزائن الباص، ليخرجوا من الحادث بأجسادهم فقط، بينما تركوا خلفهم كل ما استطاعوا حمله من حياة اللجوء القاسية.

 

 

الحادث، رغم نجاته من شقّه الإنساني، يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى جاهزية البنية التحتية، ومستوى الأمان والسلامة في وسائل النقل التي تقل الفئات الأكثر هشاشة. كما يكشف عن غياب الاحتياطات اللازمة للتعامل مع الظواهر المناخية المتطرفة، التي باتت أكثر تكرارًا وحدة في السنوات الأخيرة، في ظل ما يشهده الإقليم من تقلبات حرارية حادة وتدهور بيئي ملموس.

 

 

وتعليقًا على الحادث، دعا عدد من النشطاء والمهتمين بشؤون اللاجئين إلى فتح تحقيق عاجل في الأسباب الفنية وراء الحريق، ومراجعة أنظمة السلامة المتبعة في الباصات السفرية المخصصة لنقل العائدين، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير آليات حماية وضمانات إنسانية أكبر لهؤلاء العائدين، الذين لا يزال طريق الرجوع إلى الوطن محفوفًا بالمخاطر والعثرات.

 

 

يبقى أن هذا الحادث، بكل ما يحمله من مشهدية مروعة، هو تذكير مؤلم بأن معاناة اللاجئين لا تنتهي عند عبور الحدود، وأن العودة إلى الوطن  وإن كانت حلمًا نبيلًا  قد تصبح في غياب التخطيط والرعاية، مغامرة محفوفة بالخطر، إن لم تُواكبها مسؤولية دولة، ويقظة مؤسسات، ورعاية إنسانية تليق بكرامة الإنسان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.