متابعات- الزاوية نت- كشفت مصادر دبلوماسية تفاصيل جديدة عن أسباب تأجيل اجتماع دعت له الإدارة الأمريكية في واشنطن لمناقشة أزمة السودان وإمكانية إيجاد تسوية تضع حدًا لحرب استمرت دخلت عامها الثالث مع الكثير من الضحايا وسط استمرار الانقسامات الإقليمية وتصاعد التحذيرات الدولية من تعمق الأزمة.
خلافات حول وجود الجيش السوداني في المستقبل
وقالت فرنسا24 إن الأسباب تعود إلى خلاف بين مصر والإمارات حول مسودة البيان الختامي، بحسب ما أفاد مصدران دبلوماسيان، وأشار المصدر إلى أن الخلاف برزت بين القاهرة وأبوظبي وهما الطرفان الأكثر تأثيرا خارجيا في الصراع السوداني، بشأن دور الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أية عملية سلام مستقبلية.
وكان السفير المصري في واشنطن، معتز زهران، قال بحسب الشرق الأوسط إن الاجتماع من المحتمل أن ينعقد في سبتمبر المقبل، مع تأكيده اهتمام المجموعة الرباعية بمتابعة ضغوطها على الأطراف في السودان بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة في البلاد.
تعديلات في اللحظة الأخيرة
وقال مصدر دبلوماسي عربي إن الاجتماع تم تأجيله بسبب “خلافات عالقة” تخص البيان المشترك وأن “الإمارات اقترحت تعديلا في اللحظة الأخيرة يقضي بعدم مشاركة الجيش وقوات الدعم السريع في المرحلة الانتقالية المقبلة”، وهو ما رفضته القاهرة بشكل قاطع.
وتتمسك مصر بضرورة الحفاظ على استمرار المؤسسات الوطنية السودانية، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية، وذكر مصدر آخر مطلع على مجريات المفاوضات أن “الولايات المتحدة قدمت مسودة بيان وافق عليها الجميع، بمن فيهم الإمارات، غير أن مصر اعترضت على الجزء الذي يستبعد سيطرة أي طرف من الأطراف المتحاربة على المرحلة الانتقالية”، مما دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرارا بإرجاء الاجتماع إلى موعد سيتم تحديده لاحقا.
طيان النسيان الدولي
وأثار قرار تأجيل الاجتماع حالة من خيبة الأمل وسط بعض السودانيين سيما الداعمين لوقف الحرب أبرزهم تحالف صمود، وأشار محللون إلى أن اجتماع واشنطن كان أخر أمل يمكن عبره ايقاف الحرب، وقالت المحلل السياسي الصحفي عثمان ميرغني إنه بإسدال الستار على اجتماع الرباعية، تعود الأزمة السودانية مرة أخرى إلى طيات النسيان الدولي، وسط زخم قضايا أخرى لا تزال تشغل العالم وتهيمن على عناوين الأخبار.
غيوم كثيفة تفتح سيناريوهات
ونوه عثمان في عموده الصحفي إلى أنه في ظل غياب الحلول السودانية الداخلية، فإن أفق الأزمة يبدو ملبدًا بغيوم كثيفة، تفتح سيناريوهات عدة، أقلها قتامة استمرار الحرب لفترة أطول، حتى لو كانت في أجزاء من السودان دون ولايات الوسط.
وحذر ميرغني من تدحرج الأجندة إلى الفصل الختامي، وإعلان تقسيم السودان، بداية من دارفور التي تقف الآن في مقدمة طابور المستهدفين بعد تشكيل حكومة موازية في نيالا.