متابعات- الزاوية نت- أظهر فيديو نشرته وكالة السودان للأنباء وناشطين، تجوال رئيس الوزراء كامل إدريس مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في شوارع العاصمة أسمرا خلال وصول الأول إلى البلاد في زيارة تستغرق يومين.
وأثارت خطوة إدريس التي ظهر فيها وهو يهتف “عاش الرئيس أسياس” الكثير من الجدل والتفاعل وسط الناشطين والمهتمين في وسائل التواصل الاجتماعي، لكونها خطوة غير موفقة من رئيس وزراء دولة أخرى ويهتف في الشوارع باسم رئيس دولة أخرى، وهي سابقة لم تحدث من قبل.
وقال المنتقدون إن ما فعله رئيس الوزراء يعتبر تجاوزاً للأعراف الدبلوماسية وتناقضاً مع مبدأ الندية والاستقلال الوطني الذي يجب أن يحكم العلاقات بين السودان والدول المجاورة، بينما رأى المؤيدون أن الموقف يدخل في إطار المجاملة البروتوكولية خلال الزيارة الرسمية ولا يعكس أي توجه سياسي أو انحياز لكونه جاء في إطار شعبي عفوي تجاوبا مع المواطنين الإريتريين الذين تجمعوا في الشوارع لتحية ضيف البلاد.
وأجرى كامل إدريس جولة ميدانية مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في شوارع العاصمة أسمرا شملت شارع كمشتاتو وعدداً من المواقع الحيوية بالمدينة وسط ترحيب شعبي ومظاهر احتفاء رسمية من الجانب الإريتري.
وقال الناشط السياسي والصحفي حسام حيدر إنه في أعراف الدبلوماسية، لا يهتف رئيس الوزراء في الشارع بل يُستقبل بالهتاف، ولكن كامل إدريس كسر القاعدة لا ليس القاعدة بل كسر المنطق كلياً، وقرر أن يهتف باسم الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في قلب أسمرا، كما لو كان مشجعاً في مدرجات كرة القدم لا رجل دولة في زيارة رسمية، حتى المشجعون يعرفون متى يهتفون ومتى يصمتون ولديهم بروتوكول صارم ملتزمون به.
ونوه حيدر إلى أن رئيس الوزراء يُصافح ويُفاوض ويُمثّل هيبة بلاده، لا يذوب في لحظة انبهار أمام مضيفه ، لكن كامل إدريس يظهر بمظهر الطفل الفرحان الذي أخذه أهله لرحلة سياحية فصار يمشي راقصاً مغنيا.
وأضاف “ما فعله إدريس ليس تواضعًا كما قد يظن البعض، بل ابتذال للبروتوكول وخصم من رصيد السيادة، السودان لا يحتاج إلى رئيس وزراء يهتف، بل إلى رئيس وزراء يُحترم وهذا مالا تمثله سلطة بورتسودان مطلقاً ولا حالة الحرب هذه.
وقال الناشط السياسي علي عثمان إن التصرفات التي تبدر من رئيس الوزراء كامل إدريس ولا تتسق مع المنصب الرئاسي الذي يتولاه، كثرت في الفترة الأخيرة، ولا بد لها من أسباب، على الأقل حتى يتجنبها صانع القرار في المراحل التالية.
ونوه إلى أن هناك سبب متعلق بالتكوين الشخصي للرجل، لا أعلم تاريخه ولكن ممارسة العمل العام في سنين سابقة، تخلق خبرات تراكمية تعين أي شخص يتولى موقعاً قيادياً عاماً على التصرفات الصحيحة.
وأضاف هذه الممارسات مثلا عضو في تنظيم طلابي في سنوات الجامعة، إدارة رابطة، عضو اتحاد طلاب، هذه الأشياء تغرس في الشخص سلوك غريزي.
وتابع علي عثمان “يبدو هنا أن شخص رئيس الوزراء لا يملك هذا الشعور الغريزي، وسبب ثاني متعلق بإدارة البرتوكول والمراسم والمستشارين، وبلا شك أن الأشخاص حول الرجل سبب في الأخطاء البروتوكولية التي يقع فيها رئيس الوزراء.
وقال عثمان إنه يعتقد أن الرجل صنع طريقاً للمشي، وإن كنت أري أن الموقع في ظروف الحرب يحتاج شخصية عسكرية تمسك خيوط العمل التنفيذي في ظل حالة السيولة العامة وتعدد الجيوش، الخلاصة أعتقد أن الرجل قد أخذ فرصة كافية وأثبت أنه يحتاج للتغيير.
وقال الكاتب والباحث حسان الناصر إن هتاف كامل إدريس، ليس بالشيء الجلل ومحض انظار خصوصا في العلاقات مع دول الجوار، لكونه أمرا عاديا، سابقا شاهدنا الرئيس الراحل إدريس ديبي الذي حمل المنديل تأكيدا على نواياه، خاصة وأن الزيارة تأتي في ظل تدهور كبير بين أديس أبابا وأسمرا، تمضي نحو المواجهة، وأعتقد من المبكر أن نقول هذا انحياز واضح من السودان لإريتريا، لأن الملفات لا تحسم بين ليلة وضحاها.