ترجم التقرير إلى العربية د.يوسف عز الدين- كشفت تحقيقات صحفية أجرت وكالة أنباء دولية، عن تحول خطير حدث في السودان بعد الحرب، تمثل في انتاج مخدرات الكبتاغون، بعد انهيار سوقه في سوريا التي كانت المحطة الأولى له، مما يعتبر مؤشرًا خطيرًا بالنسبة للسودان في ظل أزمة استمرار القتال وتدفق المرتزقة.
مصنع ضخم تحيط به حقول ألغام وتسيطر عليه مليشيا الدعم السريع، في منطقة صناعية مهجورة في الجيلي، شمال الخرطوم، حيث تم اكتشافه من قبل جهاز المخابرات العامة في السودان بعد تحرير العاصمة الخرطوم.
أبرز النقاط التي يثيرها التقرير الذي نشره موقع ميدل إيست آي تتمثل في:
- المعدات المستخدمة في تصنيع حبوب الكبتاغون تم شحنها عبر شركة Amass Middle East Shipping Services.
- الشركة مقرها في دبي بالإمارات العربية تعمل في مجال الشحن عبر البحر الأحمر.
- هذا الأمر يربط بشكل مباشر بين منشآت الإنتاج في السودان وشبكات لوجستية دولية.
- ملصقات الشحن على الآلات تقود إلى هذه الشركة، بينما لم تقدم أي رد على استفسارات ميدل إيست آي
يكشف التقرير أن الأكياس التي تحتوي على المواد الكيميائية كانت تحمل أسماء شركات سورية مثل Hi Pharm Veterinary Medicines Co، وعنوانًا في حي برزة بدمشق بجوار “مركز البحوث العلمية”.
هذا يعزز فرضية وجود صلة مباشرة بين معامل الكبتاغون التي كانت تعمل تحت حماية نظام بشار الأسد وشبكات الإنتاج الجديدة في السودان.
الأكياس كانت مموهة على شكل مكملات غذائية بيطرية وإلكتروليتات للحيوانات، ما يشير إلى محاولة متعمدة لإخفاء المواد الأولية لصناعة الكبتاغون.
التقرير يوضح أيضًا أن مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) لا تستخدم الكبتاغون فقط لزيادة يقظة مقاتليها وكبح الجوع خلال المعارك، بل تبيعه أيضًا في السوق السودانية لتحقيق أرباح، وهو ما ساهم في انتشار غير مسبوق لهذا المخدر في السودان منذ بداية الحرب. هذا السلوك يضيف جريمة جديدة إلى القائمة الطويلة من الجرائم التي ارتكبتها هذه المليشيا بحق السودان وشعبه، من قتل ونهب وتهجير، وصولًا إلى نشر المخدرات وتدمير النسيج الاجتماعي.
كما يربط التحقيق بين هذا المصنع واكتشاف معامل أخرى منذ عام 2015، لكنه يشير إلى أن مصنع الجيلي هو الأكبر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. أحد أكثر التفاصيل إثارة هو وجود حفرة ضخمة داخل المجمع لم تكن موجودة قبل الحرب، ما دفع الشرطة للاشتباه بأنها كانت مهيأة لتخزين آلاف الحبوب.
الأدلة التي جمعها التقرير، من شحنات مصدرها دبي إلى عبوات تحمل عناوين في دمشق، ترسم صورة لشبكة إنتاج وتوزيع عابرة للحدود، حيث تتقاطع المصالح بين مليشيات مسلحة، شبكات تهريب، وشركات شحن دولية، بينما يتحول السودان إلى حلقة جديدة في تجارة المخدرات التي تموّل الحروب وتغذي الفوضى في المنطقة.
مقتطفات
- في عمق منطقة صناعية مهجورة على الضفة الشرقية لنهر النيل، تقف ثلاثة مبانٍ غير مكتملة تحيط بها حقل ألغام. لأشهر، حذّر مقاتلو مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) السكان القريبين من الاقتراب من هذا المجمع المسوّر … آلات ومنتجات كيميائية تقول السلطات السودانية إنها استُخدمت لإنتاج نحو 1000 حبة كبتاغون في الساعة.
- هذا المنشط الرخيص والمسبب للإدمان، الذي يزيد التركيز والقدرة البدنية ويمنح شعورًا بالنشوة،
- مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) إما توزعه على مقاتليها لزيادة اليقظة وكبح الجوع، أو تبيعه للمدنيين لتحقيق أرباح
- كانت سوريا هي المركز الرئيسي لإنتاج وتصدير الكبتاغون. لكن سقوط حكومة بشار الأسد، التي كانت متورطة بشكل كبير في هذه الصناعة، كشف وأغلق العديد من معامل الكبتاغون
- بجوار مكبس الأقراص المستخدم، يوجد الصندوق الذي يبدو أن الآلة وصلت فيه. وعلى أحد جوانبه، تشير بطاقة شحن ورقية إلى أنها استوردت عبر شركة Amass Middle East Shipping Services، وهي شركة مقرها دبي. طلب موقع ميدل إيست آي تعليقًا من شركة Amass Middle East Shipping Services لكنه لم يتلقَّ أي رد.
- طلب موقع ميدل إيست آي تعليقًا من شركة Amass Middle East Shipping Services لكنه لم يتلقَّ أي رد.
- تعد دبي ميناءً رئيسيًا للشحن عبر البحر الأحمر. وتعرف مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) بصلاتها الوثيقة بالإمارات. ورغم نفي الإمارات دعم المليشيا بالأسلحة أو المساعدات اللوجستية، فإن الأدلة تتزايد على أن الأسلحة الموردة من الإمارات ما زالت تتدفق إلى السودان.
- علم موقع ميدل إيست آي أن أحد أفراد قوات الأمن السودانية شرب كوب ماء مخلوطًا بملعقتين من هذا المسحوق، “وبقي مستيقظًا ليومين كاملين”، وهو ما لا يشبه سلوك شخص تناول إلكتروليتات. وقال مصدر عسكري: “كان يقفز طوال اليوم والليل”.
- يقول الضابط حمزة إن استخدام الكبتاغون لم يكن منتشرًا في السودان قبل اندلاع الصراع، “لكن استخدامه ازداد بشكل عنيف خلال الحرب”.
- وبشكل لافت، تم حفر حفرة ضخمة، بعرض وعمق عدة أمتار، داخل المجمع. وتُظهر صور الأقمار الصناعية أنها لم تكن موجودة في 14 أبريل 2023، أي قبل يوم واحد من اندلاع الحرب.
- “لكن إذا كانت هناك مواد تعبئة وتغليف مصدرها سوريا، فقد يكون هناك ارتباط أوثق هنا بكل من نظام الأسد وكذلك الشبكات الإجرامية الموجودة في سوريا”.