عطاف محمد مختار يكتب..”ترطيبة” حميدتي!
من الواضح أنّ حميدتي قائد ميليشيا الدمار، قصد توجيه رسائله إلى الخارج من خلال خطابه اليوم؛ الذي تم الإعداد له بعناية شديدة من خلال فريق خبراء، بأنه شديد الحرص على إيقاف إطلاق النار وإنهاء الحرب واستجابته لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
أما حديثه للداخل بأنه قرر تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين، لأن (المتفلتين أرهقونا)!، فهو الاستهبال كما ينبغي له أن يكون، لن يستطيع أن يقنع به الأطفال اليتامى المُشردين والأرامل والأمهات الثكلى والفتيات اللائي أصبحن إماء في سوق نخاسة (خور جهنم) والمغتصبات والحرائر اللاتي اغتصبن وأنجبن أطفالاً من قبل جنود حميدتي والقبائل المتحالفة معه ومرتزقة الشتات.
حميدتي من خلال خطابه للخارج، استطاع كسب نقاط في بورصة الحراك العالمي للأزمة السودانية، ليظهر نفسه داعية للسلام، منفتحاً لجميع المبادرات. نعم ظهر منتصراً ومتفوقاً على موقف الحكومة المضطرب، حيال المشاركة في مباحثات سويسرا، لكنها نقاط لن ترفع أسهمه في الداخل مهما فعل، فهي بضاعة زائفة لن يشتريها أحدٌ وإن عرضها بالمجّان.
المتفلتون يا حميدتي ناسك، وعلى رأسهم شقيقك عبد الرحيم دقلو، الذي أعطى التوجيهات المباشرة من أول يوم بتعطيش مدينة بحري عبر تدمير محطة المياه الرئيسية، وبأوامره اللاحقة بإخراج الناس عنوةً من منازلهم عبر الهجامة والنهابة والكسابة سافكي الدماء منتهكي الحرمات!
الجديد في خطاب حميدتي، أنه ظهرت آثار الدعة و(الترطيبة) على محياه، يبدو أنه طاب به المقام في منفاه الإجباري، بعد عمليات الاستشفاء وإعادة التأهيل.