أسامه عبد الماجد يكتب.. رخيص الروح
يا له من شاب عجيب.. يكفي يحمل اسم (محمد)، أصدق الرجال وأشجع الرجال.. وهو كذلك الملازم اول محمد صديق ، (الفريق) عند ابناء جيله ، (المشير) بين الشهداء.. جسد استشهاده ملحمة بطولية من ملاحم معركة العزة، ورسم لوحة جديدة من مواقف شجاعة ونضال القوات المسلحة والمجاهدين.. الفتى خارج المنظومة العسكرية،ولكنه ابنها تربى وترعرع في كنفها، رضع من ثدي الرجالة والبسالة. وكحل عينيه بالشطة.
¤ محمد في حواصل طير خضر .. لم ير احد باطن رجله.. تأسى بالشهيد العميد عبد المنعم الطاهر (المكحل بالشطة) صاحب المقولات الخالدة (نحن اماتنا لما ولدننا علمننا باطن كراعنا مايشوفا راجل).. عاهده ابن الصديق على ذلك.. وانخرط ضمن المستنفرين جندياً مخلصاً.. معاهدا الرئيس قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عندما التقاه ضمن المقاتلين المتطوعين.. عاهده بان لا تراجع او استسلام.. (قدام بس).
¤ ان استشهاد محمد درس لله والوطن والتاريخ.. كان لسان حاله كما كان يردد سيد شهداء الانقاذ المشير الزبير محمد صالح.. (نحن الموت دا نمشي ليه محل مايكون ونعز الدين والبلد).. لبى محمد (النداء) ليكون ضمن (الشهداء)، من (الاوفياء) لا (الجبناء)، او (العملاء).. ذهب (البسام) الى ربه، عالي (المقام).. هو (منا) و(فينا)، مثل اهل السودان (الاتقياء)، (الانقياء).
¤ محمد فصل من كتاب العزة والشموخ من شهداء معركة الكرامة.. ارخى يده من البندقية.. لكنها لم ولن تسقط على الارض.. بيننا عشرات الآلاف من امثاله المخلصين.. نار الجهاد في السودان ستظل مشتعلة.. في استشهاد محمد عبرة وعظة، بان الموت واحد، اما ان ترحل مع زمرة (الاعزاء) ، أو تسجل اسمك في عداد (الاذلاء).
¤ كان محمد امام خيار واحد اما يقدم روحه رخيصة فداء للوطن من (وسخ) الاعداء.. او يموت (فطيس).. فالموت واحد، يدركنا اينما كنا.. قالها ود صديق بالصوت العالي (لن نذل ولن نهان ولن نطيع العربان).. ذهب صفي النفس، نقي (السريرة).. واودع رسالة في بريد قائد (المسيرة).. يقول لك محمد ، سنخوض معك البحر من اجل سودان معافى من سرطان الجنجويد.. ارضه طاهرة وخالية من (دنس)، (الانجاس).
¤ يابرهان يقول لك محمد :
في الحارة نحن حمى الوطن،جنحينا فوقو بنفردا.. نبقالو مدفع (ار بي جي)، طيارة فوق راس العداء.
حالفين بربنا ياوطن اعداك نفني مقاصدا
يلقونا نيران في البدن لحماك وأكتر من كدا .
والله ساعة الجد يجي نملأها ساحات الفدا
فرسان ومابنرضي الهوان دولتنا مين بيهددا
¤ ذهب محمد ولكنه باق فينا.. ارسل رسالته الى المليشيا الارهابية وقائدها الباغي الشقي حميدتي :
سنعود في الفجر الجديد
ونملأ الطرقات بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد وتنتظم الحشود
ونزلزل الأركان بركانا تفجر بالهتاف الداوي وتصبحو كل عوالم الدنيا شهود.
¤ ومهما يكن من امر نشهد ان الراية التي رفعها محمد وكل شهداء معركة الكرامة ستظل خفاقه.