سياسي تشادي يوجه رسالة للتشاديين في صفوف الدعم السريع
متابعات- الزاوية نت
وجه الكاتب والسياسي التشادي، سعيد أبكر أحمد، رسالة إلى ما اسماهم الشاديين في صفوف الدعم السريع، طالبهم بالعودة إلى تشاد، وحذرهم من ان الحرب في السودان أهلكت الشباب.
أنضم إلى قروبنا في الواتساب من هنا https://chat.whatsapp.com/C87I9zsXta3IiYEZtf1jIr
نص المقال :-
هذه رسالةٌ من القلب أوجهها لكل تشادي انخرط في قوات الدعم السريع
أعتقدُ أنَّ تناول هذا الموضوع أصبح من المحرمات في تشاد؛ بسبب حدة الاحتقان السياسي وتداخل القبائل، ورمي كل مخالف لفكرة الحرب بالحسد والعداوة للقبيلة، لكنَّه يتحتمُ علينا في نهاية المطاف الاهتمام بما يحدث حولنا وأن نتفاعل مع المُجريات بالسلب والإيجاب، انخرط التشاديون في الدعم السريع منذ تأسيسه عام ٢٠١٣ وكانوا الساعد الأيمن في عملية التطوير والتحديث بسبب قدرتهم على المواجهة المسلحة المباشرة، وخبرتهم العريضة في النضال العسكري، وتشربهم لفكرة المعارضة المسلحة منذ تأسيس جبهة التحرير الوطني فرولينا عام ١٩٦٦، ولأن قبائل الحزام الرعوي يمتازون بالفتك والقوة والبسالة، فإنهم منذ أمد بعيد يشكلون العماد القوي واليد الباطشة لكل نظام حاكم طموح، وجد حميدتي ضالته في هولاء بعدما فشل نظام المعارضة التشادية عام ٢٠١٠ وأقسم البشير ثلاثاً أنَّه لن يدعم المعارضة التشادية، فاستقطب حميدتي خيارهم وطلب منهم دعمه في مشروع سياسي طويل الأمد، وهذا خلاف لما يعتقده معظم السودانيين بأنَّ هناك عملية زحف من غرب القارة عليهم، كلُّ ما في الأمر أنَّ المخابرات السودانية مع قوات الدعم السريع هي من استقطبت قبائل الحزام الرعوي لمناكفة حركات المعارضة في دارفور، وما رأينا مثقفا سودانياً كتب عن هذا الأمر إلا بعد حرب إبريل ٢٠٢٣ جنّب الله السودان الفتن.
أيها التشاديون إنَّ الحرب الدائرة في السودان ليست حربنا، نعم ليست حربنا. وأقولها بأننا نخسر شبابنا في حرب عبثية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وهذه خطة فرنسية في أن يموت أبناء قبائل الحزام الرعوي في هذه الحرب و يستنزفوا دون جدوى، وأن يتم العزف على وتر القبيلة حتى يهلك الناس، ما مصلحة النظام التشادي وهو الغريم التقليدي لقبائل العرب في دارفور ؟والعدو الرسمي لحميدتي بأن تفتح لهم أبواب الدعم والمساندة في هذه الحرب؟ لماذا لا يكون التفكير بعقلانية بدل العاطفة وإزكاء نار القبيلة، يجبُ أن نتيقن بأنَّ ما يحدث ليس إلا فكرة لإهلاك الناس وقد تستمر لسنوات وسنوات، وإذ يلاحظ المتابع لهذه المأساة بأنها حرب استنزاف صرفة، كلما حقق طرف الانتصار، دُعِمَ الطرف الآخر حتى تستمر رُحى الحرب وتعرك الناس عركاً.
إنها لخسارة أن تراق قطرة دم واحدة، وعليه فإنَّ التعويل على مشروع طويل يموتُ بسببه خلق كثير ومِن دون جدوى لهو أمر يُندى له الجبين.
إنَّ التاريخ كتاب مفتوح وينبغي أن نتعظ من الماضي، ونستحضر منه الدروس، ولنا عدة نماذج لضحايا الاستغلال السياسي في تشاد .
كيف استغل القذافي قبائل التبو عام ١٩٨٠ ثم تخلّى عنهم وسجنهم وطرد قادتهم وأراد سجن الرئيس قوكوني ودي ففرَّ إلى الجزائر.
وكيف استغلَّ القذافي القائد أصيل أحمد أغبش عام ١٩٨١ و عزف على وتر العروبة، وبطش بأنصار الحركة في ليبيا وأعتقل رئيس المجلس الديموقراطي الثوري الشيخ ابن عمر محمد سعيد ووضعه في زنانة انفرادية، وكيف استغلَّ البشير حركة UFDD ولمَّا تصالح مع ديبي الأب سلَّمهم كالكباش إلى المخابرات التشادية.
وهل يوجد أوفى من الحبيب حريكة إلى حميدتي؟ فقد اتهم بالسحر والشعوذة وعذبَ وسجن فترة طويلة قبل أن يطلق سراحه.
إنَّ التضامنَ شيء وحمل السلاح شيء آخر ولا يرضَ عاقلٌ أن يموتَ أخاه مهما كان الأمر فادحاً، وإنّكم الآن في موقف لا يخولني أن أدعوكم فيه إلى التولي من الزحف، لكن إذا وجدت أي فرصة فخليق بكم وحميد لكم أن تنتبهوا على حياتكم.
وعتبي الكبير على بعض المثقفين التشاديين الذين يقاتلون عبر لوحات المفاتيح ويدعون إلى مواصلة الحرب ويجدون ألف مبرر للمشاركة في الصراع السوداني، ويدرك العاقل أنها اُفتعلت لكي يموت الناس فيها وتتوقف عملية التطوير والاستقرار السياسي للشعوب الأبية ، وإنني منكم وفيكم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرائدَ لا يكذب أهله.
إذا قالت حذام فصدقوها
فإنَّ القول ما قالت حذام