تشاد تحذر من الجوع وتعلن حالة الطوارئ بسبب اللاجئين السودانيين
متابعات- الزاوية نت
حذر مسؤول تشادي من تفاقم الأزمة الغذائية في البلاد، إثر تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الدائرة في دارفور بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وقال العابد مصطفى البشير، مفوض لجنة حقوق الإنسان بتشاد، إن الأعداد وصلت حسب تقديرات الحكومة الرسمية إلى نحو مليون لاجئ.
وتضم تشاد نحو 1.4 مليون نازح داخلياً أو لاجئ بسبب نزاعات في هذا البلد ودول مجاورة، يواجهون ظروفا صعبة وتحديات كبيرة، وفق الأمم المتحدة.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها بسبب “توقف وشيك” لمساعداتها الغذائية في تشاد جراء نقص التمويل الدولي، في خضم تدفق هائل للاجئين الفارين من الحرب في السودان.
وقال برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في بيان، إنه في الأشهر الستة الماضية، بلغ عدد اللاجئين الفارين إلى تشاد ما يوازي عددهم في السنوات العشرين الماضية منذ بدء الأزمة في دارفور (غربي السودان) في العام 2003.
الاعداد تفوق التقديرات الرسمية.
وأضاف المسؤول التشادي طبقا لوكالة سبوتنيك الروسية، إن الأعداد التي وصلت إلى تشاد قد تفوق التقديرات الرسمية، نظرا لأن المناطق الحدودية تتداخل فيها القبائل، وكل قبيلة تحتوي أفرادها دون أن يمروا بإجراءات اللجوء ومنافذ الاستقبال، ما يعني عدم إحصاء هؤلاء، رسميا كما إن هناك بعض الأسر المقتدرة توجهت مباشرة إلى المدن الكبرى.
وأوضح المسؤول التشادي أن المناطق المعدة لاستقبال اللاجئين تعاني ضعف البنية التحتية، شح مياه الشرب، بالإضافة للمشكلات الأمنية، إذ يغيب الأمن هناك بدرجة كبيرة، حيث انتقلت العداءات خارج الحدود إلى داخل الحدود، بين بعض القبائل مثال ذلك (العرب والمساليت)، وفق تأكيده.
ولفت إلى أن مناطق اللجوء تشهد تشنجا غير مسبوق بسبب الخلافات القائمة، بالإضافة إلي وجود منظمات تبشيرية تستغل كل هذا الضعف لتنخر في النسيج المجتمعي بحجة المساعدات الإنسانية، في ظل ارتفاع كبير للأسعار نتيجة الوضع.
ووفقا للبشير بشأن إعلان الطوارئ في الحالة الغذائية، فإن إعلانا سابقا مماثلا جرى في عام 2021 ، في حين أن الإعلان الحالي يأتي عقب إعلان برنامج الأغذية العالمي أنه قد يعلق جزء من مساعداته إلى لاجئي تشاد، بسبب نقص التمويل من قبل الداعمين.
وأشار إلى أن الدولة تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية، ما يتطلب توجيه السلطات المحلية لاتخاذ تدابير تجاه هذا النقص الحاد، والذي فاقمه ضعف هطول الأمطار في العام 2023 ما سبب ضررا بالغا على الزراعة الموسمية التي تعتبر المورد الوحيد للاكتفاء الذاتي.
والعديد من العوامل أثرت بشكل مباشر على التشاديين، حيث تشتت جهود المنظمات بين لاجئ السودان وليبيا وإفريقيا الوسطى.
يرجع المسؤول التشادي التأثر إلى ما تقوم به المنظمات، حيث تشتري الأغذية من السوق المحلي وتقدمها للاجئين، في حين أن تشاد دولة حبيسة وتفتقر مطاراتها إلي أبسط البنى التحتية.
وبدأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق، عملية نقل لآلاف اللاجئين السودانيين إلى مخيم يبعد 130 كيلومتراً، حيث تنقل الشاحنات معظم اللاجئين ومواشيهم بينما تأخذ المركبات الصغيرة الأشخاص الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المرضى وكبار السن وذوي الإعاقة.
تشاد تعلن حالة الطوارئ
في السياق أعلنت تشاد اليوم الجمعة حالة طوارئ غذائية في جميع أنحاء أراضيها، بموجب مرسوم صدر اليوم الجمعة مع تدفق أكثر من نصف مليون لاجئ خلال عشرة أشهر هرباً من الحرب في السودان.
ولم يتضمن المرسوم الذي أصدره الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي تفاصيل عن إجراءات الطوارئ ولا عدد الأشخاص المعنيين، لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذر في نوفمبر الماضي من توقف وشيك لمساعداته في مواجهة تدفق اللاجئين السودانيين إذا لم يتلق التمويلات الدولية اللازمة.
وقال الدكتور محمد يونس بحر وهو محاضر بجامعة بنغازي فرع الكفرة ورئيس الجالية السودانية في المدينة لإذاعة «دبنقا» السودانية، الجمعة، إن اللاجئين يأتون إلى ليبيا بمعبر الكفرة، عبر مليط أو طريق دنقلا الخناق المثلث.
وأوضح يونس أن اللاجئين يعيشون أوضاعا إنسانية مزرية جراء عدم توفر مراكز إيواء وأنهم يعيشون في المزارع غير المهيأة للسكن. ونبه إلى توفير أغطية وسلال غذائية لما يزيد على ألفي لاجئ بالجهد الشعبي.
وأضاف: «أي منزل سوداني في المدينة يؤوي أسرتين أو ثلاثة وإن الجيش الليبي شرع في توزيع مواد غذائية وأغطية وملابس وحقائب تنظيف لأكثر من 10 آلاف لاجئ سوداني».
ولفت إلى الشروع في توزيع المعونات في مركز الهجرة غير الشرعية بطريق السنتر ودعا اللاجئين للذهاب لاستلام حصصهم وفق ما نقلت الإذاعة السودانية.
من جهته، قال الناطق باسم المجلس البلدي في الكفرة عبدالله سليمان إن اللاجئين السودانيين بدأوا يتدفقون إلى الكفرة بشكل لافت، بينما لم تتخذ الحكومتان أي إجراءات بالخصوص.
ولفت إلى عجز البلدية عن التعامل مع الأوضاع الجديدة في ظل إمكاناتها المحدودة، مشيرا إلى تشكيل لجنة طوارئ بالخصوص لمحاولة احتواء الأزمة. ولفتت تقارير إلى الارتفاع الكبير في إيجارات المساكن، بمعدل ثلاثة أضعاف، لتصل حتى 2000 دينار للشهر الواحد، بجانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والبنزين والجازولين مع عدم توفرها.
ويبلغ عدد سكان مدينة الكفرة 60 ألفًا، ولا تتوفر فيها القدرة الاستيعابية لهذا العدد من اللاجئين. وناشد الدكتور محمد يونس المنظمات والوكالات لمساعدة اللاجئين السودانيين في ليبيا. وتتمثل أبرز احتياجاتهم في توفير المواد الغذائية والملابس، وأواني الطهي والتدفئة والرعاية الصحية.
وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي في تصريحات في وقت سابق، من تدفقات جديدة للاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من السودان عبر ليبيا بسبب فشل الأطراف المتحاربة في السودان في التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية وتغذوية لنحو 1.4 مليون شخص في تشاد، وهو عدد النازحين واللاجئين في البلد شبه الصحراوي في وسط أفريقيا، بسبب النزاعات المستمرة محليا وكذلك إقليميا في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر ونيجيريا وليبيا والكاميرون.
ومنذ بدء الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وصل نحو 546770 لاجئا جديدا إلى تشاد، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مطلع فبراير الجاري.
[…] الفرق الميدانية لمنظمة الهجرة الدولية، عن نزوح واسع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، […]
[…] اللاجئون السودانيون في شرق تشاد وفدا من الكونغرس الأميركي، زار معسكر […]