حسين خوجلي يكتب.. عندما رأيت ذلك الفتى يتعرى في كمبالا

0

بقلم حسين خوجلي.. الكاميرا الجارحة.. عندما رأيت ذلك الفتى يتعرى في كمبالا أثناء (نمرته) في كازينو الاحتفال بديسمبر تعبيرا صارما عن الحرية العارية، تذكرت حكاية الفرزدق مع قاضي المدينة.

 

تقول الحكاية: إن النوار ابنة عم الفرزدق قد منحته توكيلا ليعقد قرانها على عريس ما، فاستغل الفرزدق التفويض وعقد لها على نفسه!، ورفض الطلاق، فاشتكته إلى عبد الله بن الزبير، فجعل الفرزدق بعض أبناء عبد الله بن الزبير شفعاء له عند التقاضي، أما النوار فقد جعلت عروسة ابن الزبير الجديدة الحسناء خولة بنت منظور ابن زبانا شفيعة لها، وهي من أصول رومية. والشفعاء في تاريخ التقاضي الإسلامي يماثلون (المحامون) اليوم.

 

قدم أبناء ابن الزبير مرافعتهم دفاعا عن الفرزدق. وجاءت خولة بنت منظور ابن زبانا، مترافعة عن النوار . وبعدها أصدر عبد الله بن الزبير حكمه القاضي بتطليق النوار من الفرزدق وتغريمه وجلده تعزيرا.

 

وعندما انتهت جلسات المحكمة، خرج الشاعر الكبير الفرزدق، كما يقول السودانيون (وشُّو يلعن قفاهُ)، وشاهد ظرفاء المدينة وشعرائها وصعاليكها وجمهرة من الشمّاشة والشفّاتة يحيطون بالمحكمة، يتطلعون لمعرفة التفاصيل، فرد عليهم من شرفتها بأبيات مرتجلة سارت بها الركبان تلخيصا للقضية والحكم، قائلا:

 

أما بنوه فلم تنجح شفاعتهم

وشُفّعت بنت منظور ابن زبّانا

إن الشفيع الذي يأتيك (مؤتزرا)

لا كالشفيع الذي يأتيك (عُريانا)!

 

فائدة:

ومن الموافقات أن (خَوْلَة) في اللغة تعني الظبية أو الغزالة، أما مذكرها في اللغة فهو (خَوَل) وهو التابع من الخدام والحاشية الذين يقومون على خدمة الرجل وأهله.

 

حسين خوجلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.