صحفي يقترح تدريب رئيس الوزراء كامل إدريس
لم يسع لغيرها- الطاهر ساتي- ثلاث صحف..أوقف مجلس الصحافة الأولى ذات جمعة، ولم ينتظروا يوم عمل، بعد ثلاثة أشهر من صدورها، لأنها فتحت ملف فساد بالطيران المدني، والثانية غادرتها بعد تسعة أشهر لإخلال الناشرين بالاتفاق (الاستقلالية)، أي أرادوها لخدمة أجندتهم، والثالثة تقاوم الحرب وتواصل الصدور إلكترونياً.
:: ثلاث صحف، بفضل الله ناجحة (تأثيراً ومالياً)، هي التي أدرتها، واستوعبت فيها ما لا يقل عن مائة زميل، بعضهم يرافقني الرحلة إلى يومنا هذا، وآخرين توزعوا في مواقع أخرى وتميّزوا فيه ..والله على ما أقول شهيد، ثم ما لا يقل عن مائة زميل، لم يتجاوز دوري في التعيينات غير تعيين مدير التحرير ..!!
:: أُمارس حقي في تعيين مدير التحرير، ليٌعيّن رؤساء الأقسام، ثم يُعيّن كل رئيس قسم المحررين بقسمه، مستوعباً التوجيه : ( لا تنسى، انت رئيس ما يحرره محررك) ..وهكذا، كما لم انتهك حق مدير التحرير في تعيين رؤساء الأقسام، لا ينتهك مدير التحرير حقوق رؤساء الأقسام في تعيين المحررين ..!!
:: وهم شهود..لم يحدث أن كلّفت رئيس قسم أو محرر مباشراً، فالتكليف لا يتجاوز مدير التحرير، ثم يتدرّج إلى المحرر..ولم يحدث أن حاسبت رئيس قسم أو محرر على خطأ، فالتكليف يكون لمدير التحرير بتشكيل لجنة ترفع حيثيات الخطأ وتوصيات العقاب، ليتم تنفيذها، وكذلك التحفيز، وكل شيء ..!!
:: وهم شهود..لا يدخل المحرر إلى مكتبي لقضية عمل، لمعرفته بمرجعتيه (رئيس قسمه)، والذي يذهب بقضيته لمدير التحرير، ليأتيني بها أو يحلها دون معرفتي.. وغير اجتماعيات الفرح والحزن، فعلاقتي بفريق العمل لا تتجاوز جداول التكاليف و تقارير الأداء، وذلك لكي لا اتدخل فيما لا يعنيني..!!
:: ونهجي ليس بدعة أو عبقرية، بل من طبيعة الأشياء أن يتم توزيع المسؤوليات – بعدل وشفافية وثقة -على هياكل المؤسسة، وهذاما يُسمى بالمؤسسية، وهي عماد أي مرفق و دولة، وبها تنهض الشعوب والأوطان، وبغيرها تصبح كل مناحي الحياة عشوائية، أي كما حال بلادنا..!!
:: و لوكنت أعلم أن القدر سوف يأتي بالبروفيسور كامل إدريس رئيساً لوزراء حكومة السودان، لأكرمته بمنحة تدريب على يد الأخ محمد جادين، رئيس قسم الأخبار باليوم التالي، ليتعلّم منه أبجديات الإدارة وقواعد المؤسسية، بحيث لا يتجاوز حدود سلطاته ويصغر أمام الناس والعاملين بحكومته..!!
:: اتصاله بالزميلة العزيزة لينا يعقوب، مديرة مكتب العربية بالسودان، لإبلاغها بقرار إلغاء إيقافها، هذا ما ظهر للناس من عشوائية حكومته، وما خُفي أكثر..أسألوا الوكيل السابق لوزارة الخارجية حسين الأمين عن كيفية مغادرته لهذا المنصب قبل شهر، ليٌخبركم بأنه غادر باتصال عشوائي أيضاً..!!
:: ومراعاة للمشاعر المنكوبة بالحرب، لم نكشف تفاصيل زيارته العشوائية للسعودية ومصر، ولا تفاصيل زيارته العشوائية لسويسرا، و لا عن الإعفاء العشوائي للدكتورة مني علي أمين مجلس البيئة ثم الإبقاء عليها بعشوائية أيضاً، والأدهى كل هذه العشوائيات مصدرها الاستشارية العشوائية.. !!
:: فالرجل طيب ومهذب، ويتقن ثلاث لغات وفن الخطابة، ولكنه ليس رجل دولة .. كان قد تحدث عن خطة المائة يوم، و انتهت الفترة، وهناك حديث عن تقييم لوزراء حكومته، وتقارير أداء، ثم قرار مرتقب بإعفاء (6 وزراء)، باعتبارهم فشلوا، وكل هذا أمر جيّد..!!
:: نعم، من الجيّد أن يُقيّم الرئيس أعضاء حكومته، ثم يعفي من فشلوا في أداء واجبهم، وهم ( 6 وزراء )، حسب التسريبات..هذا جيّد، و لكن الامتياز هو أن يكون سيادته ( سابعهم)، لحين يتعلم أبجديات المؤسسية..وشكراً للسودان الذي أضاف فقرة مهمة في سيرته الذاتية، وتقريباً لم يسع لغير هذه..!!

أعتقد وأظن وبعض الظن إثم أن السيد رئيس الوزراء ليس من يتخذ القرارات من موقعه ، فهناك مفارقة لافتة ، درست سيرة الرجل جيدا ووجدت أنه قد تبوأ أرفع المناصب في أروقة العديد من المنظمات الأممية بخلاف ( الويبو ) ولديه من الشهادات الأكاديمية وشهادات الخبرة مما لا يتسع المجال لذكرها، والحال كذلك فنحن أمام إحتمالين لا ثالث لهما ، إما أن أحدهم يستغل هاتفه الرسمي ومسمى وظيفته ويتخذ هذه القرارات، وإما أن كل هذه الشهادات والسيرة المهنية التي تزدان بها مسيرة الرجل مشفشفة وفي كلتا الحالتين هو لا يصلح للوظيفة والتي تحتاج رجل مرحلة بمعنى الكلمة له كاريزما قيادية خاصة والبلاد تمر بمنعطف خطير ولا تحتمل الوصفات التجريبية
السودان ده زي الابن العاق!
لك الله يا وطني