البرهان.. “قفلها طرشا”

0

كتب الصحفي أحمد دقش: قال لي أحد الأصدقاء إن البرهان برفضه التفاوض وهجومه على الوساطة الأمريكية “قفلها طرشا”، والقفلة الطرشاء بلغة “الدمينو” هي فقدان كروت اللعب بشكل كامل والخروج من المنافسة بخسارة مهينة.

 

ضحكت وقلت له: “أتفهم مخاوفك لكن في عالم السياسة، يشتد التصعيد قبيل اللحظات التي تسبق التفاوض، وذلك بهدف خلخلة المواقف وإحداث اختراقات وإعادة ترتيب الأجندة، وربما خلق فجوات بين الوسطاء في حال كانوا يمثلون عدة جهات كحال الرباعية”.

 

وقلت له أني أنظر لتصريحات البرهان على أنها:

1- ترتيب داخلي يقوم على احتمالين:

أ- إرسال رسائل للداخل أكثر منها للخارج، وللتأكيد على أن الرفض في هذه المرحلة قد يكون لإغلاق أي باب للتأويل بوجود تنازلات سياسية.

 

ب- تصعيد سياسي وعسكري يعزز موقف الجيش، ويمنح أفضلية في أي طاولة تفاوض مستقبلية، وذلك باستعادة زمام المبادرة عسكرياً على الأرض في كردفان ودارفور، والتأكيد سياسياً على أن الجيش لن يقبل بأي تسوية يتم فرضها عليه.

 

2- أن يكون الموقف الحالي برمته ينطلق من رؤية تفاوضية تعلي الأسقف قبيل أي جولة تفاوض، وتسعى كذلك لممارسة المزيد من الضغط على الوساطة الرباعية لإعادة صياغة دورها، مع التمسك بمخرجات منبر جدة، وبهذا المعنى فإن هجوم البرهان ليس لإغلاق المسار بل لإعادة هيكلته.

 

3- أن يكون ناتج عن تنسيق إقليمي، للمحافظة على منبر جدة وجعله هو الأساس لأي حل سياسي مستقبلي في السودان، وكذلك للتعاطي مع البيئة الدولية المتغيرة بشكل واقعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.