كشف القيادي بتحالف صمود طه عثمان، تفاصيل جديدة عن موقف قيادات الجيش السوداني أثناء مشاروات الاتفاق الإطاري والفترة التي سبقت الحرب، وعلى وجه الخصوص موقف الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق أول ركن ياسر العطا.
وقال طه في منشور إن أول اجتماع جمعه بقائد الجيش عبدالفتاح البرهان حول الاتفاق الإطاري كان في التصنيع الحربي بمكتب الفريق أول ميرغني إدريس بالقرب من القيادة العامة، بحضور بابكر فيصل وعلي مطر من قوى الحرية والتغيير ومن ثم تواصلت الاجتماعات ما بين التصنيع الحربي وبيت الضيافة.
وأشار طه إلى أنه في أحد الاجتماعات سلمه البرهان تعديلات وقال: “دا ملاحظات شمس الدين كباشي”، وأضاف: “ياسر ما عندو ملاحظات”، بعدها قال البرهان إن شمس الدين كباشي لديه رأي وغير موافق، وطلب منه مناقشته، وأضاف “ذهبت إلى شمس الدين كباشي في منزله وسألته عن سبب رفضه للاتفاق، وكان اعتراضه ليس في مضمون الاتفاق ولكن في النقاط التالية: “تجاوزهم في التفاوض، حيث اعتبر كباشي أن الاتفاق تم بين البرهان وميرغني إدريس دون أن يكونوا جزءًا منه، وأن البرهان لم يشاورهم أو يطلعهم على التفاصيل، رغم أن البرهان سلم “طه” ورقة وقال له انها ملاحظات كباشي.
وبحسب طه أن كباشي يرى كذلك عدم التفاوض كمكوّن عسكري موحد، وأن النقاش يجب أن يكون بين “الجيش والدعم السريع” كمكوّن عسكري واحد كما كان الحال منذ 2019، ومن ثم تتم مناقشة المدنيين بموقف موحد أما تفاوض الجيش والدعم السريع كلٌّ على حدة فكان يراه خطأً يتحمله البرهان وحميدتي.
وتحفظ كباشي كذلك على مقترح تعيينهم سفراء أو وزير دفاع، حيث أثناء نقاش البرهان وحميدتي حول خروجهم من مجلس السيادة وعدم مشاركة العسكريين، وذهابهم إلى قيادة الجيش، وجاء تساؤل حول بقية الأعضاء: شمس الدين وياسر وإبراهيم جابر، حيث طلب البرهان من طه امكانية تعيينهم سفراء بعد نزولهم المعاش، وأن يكون أحدهم وزير دفاع.
وأكد أن هذه النقطة خلقت توترًا بين شمس الدين وياسر من جهة والبرهان من جهة أخرى، وبعد الاستماع لنقاط كباشي، وبنقاش طويل، وصلوا لاتفاق وطلب منه طه أن يأتي بالاتفاق ويبدأ معه نقاشًا لوضع ملاحظاته.
وأضاف “حضرت في اليوم التالي أنا ومعي خالد عمر يوسف الى منزل شمس الدين الكباشي، وتمت مناقشة الاتفاق وإدخال جميع ملاحظاته وقال لهم كباشي إنه سيعرضه على هيئة القيادة، وتم ذلك، وبناءً عليه تم الاتفاق على قيام ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، وشُكلت لجنة من الجيش بقيادة الفريق الداروتي وأضاف “في رأيي، كان أكثر شخص لعب دورًا سلبيًا وزاد التوتر بين الجيش والدعم السريع أثناء الورشة هو الداروتي، وكثيرًا ما تدخل شمس الدين لمعالجة المشاكل التي كان يفتعلها ولربما لو جاءت لجان تحقيق لاحقًا حول من أشعل الحرب، ستجد أن الداروتي أحد الذين عملوا على ذلك”.
وقال طه عثمان إن إلى انه بعد رفض حول النقطة الثالثة (السفراء- وزير الدفاع) تم الاتفاق على أن تكون هناك هيئة قيادة “البرهان قائد عام، حميدتي نائبًا، شمس الدين وياسر وعبدالرحيم مساعدين للقائد العام، على أن تحدد اللجنة الفنية المهام والصلاحيات وهذا الهيكل هو نفسه تقريبًا هيئة القيادة الحالية للجيش، وأُخذ كأحد الخيارات المطروحة ضمن الاتفاق الإطاري.
وأكد ان نقطة الخلاف الوحيدة كانت حول هل تكون القيادة تحت القائد العام (كما يريد الجيش)؟ أم تحت القائد الأعلى المدني (كما يريد الدعم السريع)؟، حيث كان موقف الجيش: رئاسة البرهان، نائبه حميدتي، والمساعدون الثلاثة (كباشي وياسر وعبدالرحيم)، وموقف الدعم السريع: رئاسة القائد الأعلى المدني، ونائبان (البرهان وحميدتي)، وثلاثة مساعدين (كباشي، ياسر، عبدالرحيم).
وقال طه عثمان إنه بعد الاتفاق مع شمس الدين، طلب منه الجلوس مع ياسر العطا وتم الاتفاق أن على لقاء في منزل ياسر بالمهندسين يوم الخميس الساعة 8 مساء بعد افطار رمضان، وأضاف “ذهبت إلى منزل ياسر ومعي الواثق البرير، واعتذر شمس الدين عن الحضور لظرف طارئ، وتم النقاش مع ياسر، ولم يكن لديه ملاحظات على الاتفاق، وكانت النقطة الوحيدة هي موضوع السفراء وتم مناقشة معه مقترح أن يكونوا مساعدي القائد العام ضمن هيئة القيادة فوافق.
وأكد تشكيل اللجنة الفنية، وعقدت اجتماعاتها في القصر الجمهوري وكانت مهامها الجوانب الفنية، وليس المدة الزمنية، لأن المدة تم الاتفاق عليها مسبقًا حيث تم الاتفاق على مدة الدمج 10 سنوات، بعد دراسة المواقف والتجارب الدولية، وقدم البرهان مقترح هيكلة مراحل الدمج وفق العشر سنوات:
السنة الأولى: توحيد هيئة القيادة
- خلال 3 سنوات: توحيد هيئة الأركان
- السنة السابعة: توحيد الفرق
وقال إن اجتماع ليلة 14 وصباح 15 أبريل مع البرهان، تم التوافق على توقيع الاتفاق النهائي، وترك القضية الوحيدة محل الخلاف لحلّها خلال أول 6 أشهر بعد تشكيل الحكومة، لتجاوز التوتر وتمكين الأطراف من التوصل لاتفاق، لكن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية – عبر عناصرهم داخل الجيش وبقية الأجهزة الأمنية – أشعلوا الحرب لقطع الطريق على الاتفاق.
وأشار طه إلى أن خلاصة الأمر أن شمس الدين كباشي وياسر العطا كانا في البداية رافضين للاتفاق الإطاري، ليس بسبب بنوده، بل للأسباب الإجرائية المذكورة ولاحقًا وافقا على الاتفاق، والمناقشات الأخيرة للملاحظات تمت في منزل الكباشي، وكان مشرفًا على عمل لجنة الداروتي واللجنة الفنية.
وأشار طه إلى أن رأيه الخاص “حتى يثبت التحقيق المستقل خلاف ذلك” بانه لا قيادة الجيش (البرهان/كباشي) ولا قيادة الدعم السريع (حميدتي/عبدالرحيم) كانوا وراء “طلقة البداية” للحرب، بل تم استغلال حالة التوتر بين الطرفين، وأُشعلت الحرب بواسطة كيزان الجيش.
ولم يكن أمام قيادة الجيش أي خيار بعد اندلاع الحرب إلا الاستمرار فيها في وقتها ، لأن البديل كان فقدان القيادة والسيطرة وربما التخلص منهم بواسطة من أطلق الطلقة الأولى، لكن بعد خروجهم من حصار القيادة، بدلاً من الذهاب لوقف الحرب وتحقيق السلام، اختاروا محاولة استغلال الحرب والاحتفاظ بالسلطة حتى لو أدى ذلك لتفكيك البلاد أو استمرار الحرب

افتراءات لا تحترم حتى العقل..
سواء عقل القاريء أو الكاتب نفسه