غياب رئيس الوزراء السوداني يثير الجدل وحديث عن وجوده في دولة أوروبية

0

أثار غياب رئيس الوزراء كامل إدريس عن المشهد السياسي خلال الأيام الماضية جملة من التساؤلات حول أسباب الغياب وأين اختفى؟ حيث ترددت أنباء عن وجوده بسويسرا مستشفياً، وهو أمر لم يوضحه مكتب إدريس أو وزارة الإعلام أو جهة أخرى.

 

وقال الصحفي عزمي عبدالرزاق المقرب من كامل إدريس إن غياب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، عن المشهد في هذه المرحلة الاستثنائية يمثّل علامة استفهام كبيرة فمنذ أكثر من عشرة أيام لم يظهر للناس، ولم يزر معسكرات النازحين في الدبة، ولم يتبنَّ مبادرة مفيدة، كما لم يعقد اجتماعاً آخر لمجلس الوزراء، أو حتى يسعى لعودة الحكومة إلى الخرطوم، وترميم مركز الدولة، ليكون قريباً من الناس، ويحفزهم على العودة، الأمر الذي جعله يبدو بمثابة الحلقة الأضعف داخل منظومة الدولة.

 

​هذا الغياب ليس طارئاً أو مرتبطاً بظرف لحظي، بل هو امتداد لحالة من الانكفاء بدأت منذ اليوم الأول لتوليه المنصب؛ دون أن يُسفر عن أي حضور يوازي حجم التحديات، ولم يُضئ حتى “شمعة الأمل” التي طالما تحدّث عنها، لا أريد أن أقول خدعنا بها.

 

​ويبدو أن المشكلة لا تكمن في صلاحياته، فهو يتمتع بكامل الصلاحيات والاستقلالية، بل تتعلق بشخصيته التي توصف بالتردد، وضعية السكون، وعجزه عن اتخاذ القرارات، والأداء الاستعراضي الهزيل، إضافة إلى إصراره على الإحاطة بكوادر تفتقر إلى الخبرة والكفاءة، ولا تمتلك الحد الأدنى من مهارات إدارة الدولة.

 

​هذا الواقع يفتح الباب أمام نقاش جدي حول ضرورة ترشيح رئيس وزراء بديل، فالمسألة ليست مرتبطة بشخص واحد، على الرغم من أهمية رمزية وجود رئيس وزراء مدني، بل تتعلق بقدرة المنصب على الاستجابة لتضحيات شعب قدّم الكثير، ولا يزال مُمسِكاً بجمر القضية، ويستحق من يتحمل المسؤولية بثبات وكفاءة، واحترام تطلعاته وكرامته.

 

​أقول هذا على الرغم من أنني كنت من أكثر المتحمسين لوجود هذا الرجل، وقد دافعت عنه، لكنه خيَّب الآمال… ​غداً نكتب بالتفاصيل: لماذا يجب أن يرحل.

 

وقال الصحفي عبدالماجد عبدالحميد إنه في خواتيم الأسبوع الماضي، هاتف مصدرًا مأذونًا بمكتب الدكتور كامل إدريس أستفسره عن خبر بحوزته يفيد بسفر مفاجئ لرئيس الوزراء إلى خارج البلاد في رحلة بعيداً عن كواليس الأخبار وفلاش ولاقطات الكاميرات.

أكد له المتحدث صحة الخبر وأفاده في ذات الوقت أن الرحلة خاصة وأنه سيطلعه على مزيد من التفاصيل بعد يومين أو ثلاثة على حد قوله.

وأضاف “قلت لمحدثي إن رئيس الوزراء ليس موظفًا عاديًا لدى الشعب السوداني، إنه الرجل الثاني في الدولة من حيث الأهمية والأول من حيث التراتبية والأهمية التنفيذية، ولهذا فإن غياب الرجل عن المشهد الراهن بتقلباته وتعقيداته المتحركة بمتوالية هندسية لا يمكن أن يكون بعيدًا عن متناول وتساؤل مجالس ومنصات السياسة في بلادنا، وعليه أرى أن يصدر مكتب رئيس الوزراء تصريحًا أو تسريبًا بسفره خارج السودان مع التعليل لذلك بأسباب يمكن (تدبيرها”.

وتابع عبدالحميد “حتى لا أُتّهم بأنني أترصد حركة وسكون رئيس الوزراء، أمسكت عن الإشارة إلى الخبر، لكن اليوم حدث ما توقعته، تم تسريب خبر سفر رئيس الوزراء وتناسلت (تعليلات) وتكهنات غيابه حتى لا تزداد دائرة الشائعات حول دواعي رحلة رئيس الوزراء إلى خارج السودان، آمل أن يعمل محدثي القريب من د. كامل إدريس بالنصيحة التي محضتها إياه قبل أسبوع هذا أو ستتعالى أصوات كثيرة وستتبع خطى قلم الأخ العزيز عزمي عبد الرازق (أبو أحمد) والذي فاجأ كثيرين أنا أولهم وهو يكتب مطالبًا برحيل كامل إدريس!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.