بقلم بشير يعقوب- في مشهد يعيد إلى الأذهان زيارة قائد مليشيا الدعم السريع “حميدتي” إلى الإمارات قبل تنفيذ انقلابه على البرهان في أبريل 2023م، تكررت اللعبة نفسها مع رئيس جنوب السودان سلفاكير، لكن هذه المرة كانت النتيجة مختلفة.
فبحسب مصادر أمنية رفيعة، وعد أبناء زايد سلفاكير بدعم مالي ضخم لإنقاذ اقتصاد بلاده، مقابل تنفيذ أجندتهم السياسية تتمثل في: إبعاد المسؤولين المقربين من حكومة السودان، وتعيين رجالهم مثل بول ميل وآخرين من حلفاء الجنجويد.
نفذ سلفاكير تلك المطالب موقتاً، فتمددت مليشيا أبو ظبي داخل أراضي الجنوب وكأنهم في دارفور، يعيثون فساداً دون رادع، لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما زار سلفاكير الإمارات منتظراً الدعم الموعود، فقيل له بوضوح: سلم السلطة لعميلنا بول ميل وارتاح أنت.
هنا أدرك سلفاكير أنه أمام خدعة ونسخة جديدة من سيناريو البرهان وحميدتي، فتحرك بسرعة، وأصدر قراراته بإعادة القيادات التي طلبت إقالتها، وعلى رأسهم توت قلواك وطرد بول ميل شر طرده وتجريده من رتبته العسكرية وصلاحياته السياسية والتنفيذية.
الخطوة المقبلة المتوقعة: قرارات صارمة تمنع أي وجود لمرتزقة مليشيا ابو ظبي داخل أراضي الجنوب، وتغلق كل المنافذ التي تستخدمها الإمارات لتغذية مليشياتها بالسلاح والتشوين.
