القوات المسلحة ودرع السودان في ملحمة التحرير الكبرى نحو الفاشر

0

بقلم- خليفة جعفر على- سُيُوفُ المجد تُضاءُ من كردفان: القوات المسلحة ودرع السودان في ملحمة التحرير الكبرى نحو الفاشر

 

 

في لحظة من لحظات التجلّي الوطني، تشهد أرض السودان صفحةً جديدة من بطولات المجد، تُسطّرها أيادي الشرف والكبرياء، ممثّلة في القوات المسلحة السودانية الباسلة، ورفاقهم في حركات الكفاح المسلح وقوات درع السودان، الذين استنهضوا ضمير الوطن، وحملوا على عاتقهم شرف الذود عن سيادته، والوقوف في وجه العاصفة التي أرادت أن تُطفئ نوره.

 

 

على تخوم كردفان، حيث يعلو غبار الكفاح وتمتزج الرمال بندى العزم، تسير قوافل النصر بخطى واثقة نحو الفاشر، العاصمة التي شاء لها العابثون أن تسقط، فأبى لها الشرفاء إلا أن تُستعاد بالعزة، وتُطهّر بالدم النقي، وتُظلّل برايات الدولة ورايات المجد معًا.

 

 

إن ما تحقّقه القوات المسلحة، ودرع السودان، ليس نصرًا عسكريًا بالمعنى التقني فحسب، بل هو تجديد للعهد الوطني، وإحياءٌ لمشروع الدولة السودانية الراسخة، في وجه كل من حاول تقزيمها أو تفتيت هويتها، من الداخل أو الخارج على السواء.

 

 

انتصارات تكتبها البنادق بنبض الوطن:

 

تؤكّد المصادر الميدانية أنّ تناغم الأداء بين الجيش النظامي وقوات الدرع، قد أفرز معادلة نادرة من الفعالية والانضباط، مكّنتهما من إحراز مكاسب ساحقة في جبهات القتال، حيث انهارت تحصينات المليشيات المتمردة أمام زحف لا يرحم، وأمام جنود لا يساومون في السيادة ولا يُراوغون في الولاء.

 

 

وبينما تساقطت نقاط العدو واحدة تلو الأخرى، تساقط معها الغرور، وانكشف زيف المشروع، وبرزت الحقيقة الناصعة: أن السودان ليس ساحة مستباحة، بل وطن تذود عنه سواعد من طين هذه الأرض، وقلوب تنبض بالعقيدة والانتماء.

 

ويُسجّل التاريخ وقوف أبناء ولاية القضارف في مقدّمة الصفوف، كعادتهم، يقدّمون الأرواح ولا يطلبون الثمن، لأنهم أيقنوا أن من يموت في سبيل وطنه، يحيا في وجدان الأجيال إلى الأبد.

 

 

تكامل القوة وميلاد مرحلة سيادية جديدة:

 

ما نراه اليوم من وحدة الصف بين القوات المسلحة ودرع السودان هو لحظة تاريخية لا تُقاس بالأسلحة، بل تُقاس بميلاد عقيدة وطنية مشتركة، تجاوزت الحساسيات والانقسامات، وأعلت مبدأ “لا صوت يعلو فوق صوت الوطن”.

 

 

هذا التمازج بين الانضباط العسكري المتجذّر، والزخم الشعبي المقاوم، يُعلن للعالم أن السودان يُعيد ترميم بنيانه السيادي، لا بالتبعية، بل بالمواجهة؛ لا بالتفاوض الضعيف، بل بالانتصار الميداني الذي يُملي شروط الكرامة.

 

 

البُعد السياسي والاستراتيجي للنصر:

 

إن التحول الراهن يُمثّل لحظة استعادة القرار الوطني، وعودة الدولة إلى مسرح الأحداث كفاعل لا كضحية. وما تحقق من انتصارات ليس فقط درسًا للمتربصين، بل هو رسالة حاسمة: أن من أراد تقويض السودان سيُهزم على أعتابه، وأن السلاح الذي يرفع خارج مؤسسات الدولة، لن يصنع سلطة، بل يجرّ الخراب.

 

وتتزايد دلالات هذا الانتصار على المستويين الإقليمي والدولي، حيث يعود السودان، بجنوده ورجاله، إلى واجهة المشهد لاعبًا قويًا لا تابعًا، يصوغ معادلات الأمن في الإقليم، ويبعث برسائل الطمأنينة إلى عمقه العربي والأفريقي: السودان باقٍ، حرٌ، سيدٌ، صانعٌ لمصيره.

 

 

ختام المجد: دعاء وصلاة على الأبطال

 

وفي هذا المشهد المهيب، لا يسعنا إلا أن ننحني إجلالًا لأرواح الشهداء، الذين طهّروا تراب هذا الوطن بدمائهم الطاهرة. نسأل الله أن يرفع مقامهم في عليين، وأن يربط على قلوب ذويهم، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ويُعيد المفقودين سالمين، ويفكّ أسر المرابطين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

 

 

إن ما كُتب اليوم في كردفان، وما يُرسم الآن في طريق الفاشر، ليس مجرّد خبر عسكري… بل هو فجرٌ جديد يُشرق من صلب المحنة، فجرٌ يُبشّر بسودان لا تُكسره الفتن، ولا تنال منه المؤامرات، لأنه محروس برجالٍ كتبوا أسماءهم في كتاب الخلود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.