متابعات- الزاوية نت- وجه رئيس مجلس الوزراء السوداني، كامل إدريس، طلبا إلى الاتحاد الأفريقي بأهمية التعامل مع مسألة رفع تعليق عضوية السودان كـ”حق مكتسب”، وبحيادية ومهنية، بعيداً عن أي تدخلات.
وفي 27 أكتوبر 2021م، أعلن الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية السودان حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنيين” التي تمّ حلّها إثر انقلاب نفّذه العسكريون، وجاء القرار على خلفية إجراءات اتخذها قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، سماها “إجراءات تصحيحة” لمسار الثورة حيث حل بموجبها حكومة عبدالله حمدوك وايداع السجن قبل أن يطلق سراحه لاحقا، وهو ما اعتبره الاتحاد الأفريقي خطوات غير دستورية وأمراً “غير مقبول” و”إهانة للقيم المشتركة والمعايير الديموقراطية للاتحاد الإفريقي”.
وقال كامل إدريس عقب لقائه السفير محمد بلعيش، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، ورئيس مكتب الاتصال التابع للاتحاد بالسودان، في بورتسودان، الأربعاء 30 يوليو 2025م، إن السودان استوفى كافة متطلبات استعادة عضويته، من خلال تعيين رئيس وزراء مدني، وتشكيل “حكومة الأمل” من كفاءات وطنية مستقلة.
وأكد إدريس أن الاتحاد الأفريقي هو الجهة الأكثر حاجة لعودة السودان كعضو فاعل، نظراً لإسهاماته الممتدة في العمل الأفريقي، منذ ما قبل تأسيس الاتحاد نفسه.
وجدد رئيس الوزراء تأكيد استعداد حكومة الأمل للتعاون الكامل مع الاتحاد في كافة الملفات التي تهم القارة.
وتناول رئيس الوزراء خلال اللقاء الأدوار التاريخية التي اضطلع بها السودان ضمن المنظومة الأفريقية، مشدداً على ضرورة صون واحترام سيادة البلاد، وحفظ هيبة الدولة وكرامة الشعب، مؤكداً أن ذلك “خط أحمر” في التعامل مع جميع الأطراف.
كما شدد على أهمية أن يكون الحوار سودانياً – سودانياً، ومن داخل البلاد، معلناً استعداد حكومة الأمل لبذل كل ما يلزم لتهيئة المناخ الملائم لعقد وإنجاح هذا الحوار.
من جهته، أكد السفير محمد بلعيش أهمية استعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي، مشيراً إلى أن الاتحاد يدعم عودة السودان إلى موقعه الطبيعي ضمن المنظومة القارية.
وكشف عن اجتماع مرتقب لمجلس السلم والأمن الأفريقي في الرابع من أغسطس المقبل، لمناقشة ملف السودان.
ونوه بلعيش بدعم الاتحاد الإفريقي للشرعية في السودان، ومساندته لمؤسساته الوطنية، إلى جانب اهتمامه ببرامج إعادة إعمار ما دمرته الحرب، ودعم العودة الطوعية للنازحين واللاجئين.
إلى ذلك بحث رئيس مفوضية السلام البروفيسور سليمان الدبيلو، مع ممثل الاتحاد الأفريقي بالسودان السفير محمد بلعيش، مجمل تطورات الأوضاع في السودان خاصة في ما يتعلق بمسار السلام، لافتاً إلى أن اللقاء كان إيجابياً ومثمر تناول كافة القضايا والتحديات التي تواجه السودان.
وقال رئيس مفوضية السلام “هناك تفهم كبير من قبل الاتحاد الأفريقي لما يدور في السودان” ، مضيفاً أن الفترة القادمة ستشهد تطورات في مصلحة السودان.
وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، أدان بشدة إعلان تحالف تأسيس بقيادة قوات الدعم السريع، تشكيل حكومة موازية في السودان، ورفض المجلس أي محاولة لتفتيت البلاد، وأكد احترام سيادة السودان وسلامة أراضيه، وحث جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي على عدم الاعتراف بالحكومة الموازية المزعومة أو تقديم أي دعم لها.
وتمسك باعترافه بمجلس السيادة الانتقالي والحكومة المدنية الانتقالية المشكَّلة حديثًا باعتبارهما السلطتين الشرعيتين في السودان، ودعا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، وإطلاق حوار وطني شامل.