
متابعات- الزاوية نت- كشف الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هديسون عن محادثات وقف إطلاق النار وشيكة في السودان، ولم يوضح كاميرون تفاصيل أكثر إلا أن المعطيات تشير إلى الاجتماع المزمع انعقاده في واشنطن يضم دول الرباعية “الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات ومصر” فضلا عن قطر وبريطانيا، والذي من المتوقع أن يسفر عن نتائج ملموسة في اتجاه حل الأزمة في السودان.
خطوة لتنظيف مظهرها للجلوس على طاولة التفاوض
وجاء حديث هديسون تعليقا على خطوة قوات الدعم السريع ومجموعة تأسيس بإعلان وشيك للحكومة الموازية التي من المتوقع أن تتخذ من نيالا عاصمة لها، وقال هديسون إن الدعم السريع يحاول بهذه الحكومة تنظيف نفسه ويبدو بمظهر لائق حتى يتمكن من الجلوس على الطاولة دون أن يٌصنّف كميليشيا غير شرعية، لكن مهما بلغ عدد الشهادات وربطات العنق التي ترتديها، فهم ما زالوا مجرد حفنة من القتلة” على حد تعبيره.
وتأتي اجتماع واشنطن المتوقعة وسط أجواء من الترقب داخليا على مستوى القوى الداعمة للجيش السوداني، وخارجيا على مستوى القوى السياسية المنضوية تحت تحالف صمود، أو على مستوى المواطن الذي فيما يبدو فقد الأمل في أي خطوات يمكن ان توقف الحرب بعد تطاول أمدها.
الإمارات تدفع 150 ألف دولار للطيار إلى نيالا
وقال وزير المعادن السابق محمد بشير أبو نّمو في منشور إنه فى إطار المساعي لإحياء دور الرباعية وتوسيعها لاستيعاب قطر وبريطانيا يرى البعض فى تحالف أبوظبي العدواني، أنّ ادخال قطر وبريطانيا قد يُخلّ بتوازن المبادرة الدبلوماسية، لا سيما في ظل الدعم القطري غير المعلن لجهود البرهان الحربية”.
وتساءل أبونمو قائلا: وماذا عن الدعم الإماراتي المعلن للدعم السريع بالمسيرات الاستراتيجية وكل أنواع الأسلحة والمرتزقة ومحاولاتها المستميتة لإسقاط الفاشر ودفع 150 ألف دولار للطيار للرحلة الواحدة لإنزال العتاد العسكري فى نيالا؟
قوى سياسية ترفض مشاركة الإمارات
وكانت قوى سياسية سودانية، أعلنت رفضها مشاركة الإمارات ضمن المجموعة الرباعية في اجتماع واشنطن، واعتبرت أن الإمارات غير مؤهلة أخلاقيًا أن تكون جزءًا من وساطة ترمي إلى إيجاد حل للأزمة في السودان، باعتبارها الطرف الرئيسي الداعم للمليشيات ــ في إشارة للدعم السريع ــ بالسلاح والعتاد والمرتزقة”.
وتمثلت تلك القوى في “الحراك الوطني، تحالف سودان للعدالة، تنسيقية العودة لمنصة التأسيس، الحزب الاتحادي الديمقراطي ــ الهيئة القيادية العليا، المؤتمر الشعبي، الوطني الاتحادي، تجمع نساء السودان”
حراك للولايات المتحدة في دولة ليبيا
ويبدو أن الولايات المتحدة تحاول واخماد الحريق في المنطقة برمتها حتى لا تترك شرارة يمكن ان تتسبب في اشعار النار مجددا، وتأتي لقاءات مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، في هذا السياق في دولة ليبيا المجاورة، وإن كانت لقاءات ليبيا في إطار داخلي إلا أن الأزمة لديها تداعيات أيضا في السودان، انطلاقا من مشكلة المثلث الحدودي التي أوضحت عمق الأزمة

والتقى بولس قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر يوم الخميس في بنغازي ناقش الجانبان آخر التطورات في ليبيا والمنطقة، واستكشفا آفاق التعاون الثنائي بين ليبيا والولايات المتحدة، كما التقى بولس برئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ومسؤولين آخرين في حكومة الوحدة الوطنية.
وأكد بولس في تغريدة على منصة إكس أن الولايات المتحدة تدعم جهود ليبيا لتوحيد مؤسساتها، وتعزيز السيادة الوطنية، والسعي إلى مستقبل مستقر من خلال حوار سياسي شامل.
الأوضاع الإنسانية تتدحرج بسرعة
وفي ظل هذا الحراك تتدرج الأوضاع الإنسانية بسرعة إلى الهاوية سيما مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تشهد حصارًا كبيرًا منذ أكثر من سنتين، وهي أوضاع ربما ستكون دافعا لأطراف الداخلية والخارجية للبحث الجاد في وضع حدًا للمعاناة التي طالت الجميع.
وقال مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور، في تعميم إن مستويات انعدام الأمن الغذائي “داخل مدينة الفاشر” وصلت إلى حد غير مسبوق، حيث تشير التقديرات الميدانية إلى انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 88%”
وأشارت إلى أن الأزمة تجاوزت مرحلة التحذير إلى مرحلة المأساة الإنسانية الحقيقية، وأن الأطفال والنساء، وهم الأكثر ضعفاً، يعانون من الجوع بشكل مروع مشاهد الهزال وسوء التغذية الحاد أصبحت مألوفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة مع حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية