“شوفوا غيرها”.. زخات المطر في الخرطوم.. حنين السودانيين بالخارج
متابعات- الزاوية نت- يحاول السودانيون الموجودون في داخل البلاد سواء في الخرطوم أو مدن أخرى، تعمد نشر فيديوهات “المطر” في السودان، سيما في الخرطوم، ومخاطبة الموجودين في الخارج، لإثارة مشاعرهم تجاه الوطن، من واقع أن الأمطار لديها وقع خاص في نفس الناس وتسوقهم إلى الحنين وريحة الدعاش مع الطين.
وعلى الرغم من أن الأمر يثير حنين البعض إلى الوطن، ويعيدهم إلى ذكريات جميلة، إلا أن آخرون خاصة ممن خرجوا إلى بلدان أخرى، لا يحرك فيهم رزاز المطر إلى رغبة في العودة، من واقع أنهم راوا كيف تكون المدن الأخرى عندما ينزل المطر وكيف تتحول إلى شوارع نظيفة يغسها الماء ويحولها إلى اماكن ماتعة تدفعك نحو التجوال لنظافة الشوارع ووجود تصريف للمياه.
وبالمقابل هم يعرفون كيف تتحول العاصمة الخرطوم، عندما ينزل المطر، لكونها لا تتمتع بتصريف للمياه مع طبيعة أرضها الطينية التي تجعل من الحركة فيها أمر بالغ الصعوبة، يقول الصحفي أيمن كمون في منشور ردا على ذلك تحت عنوان “كلام زعل” رصده (الزاوية نت) قائلا: الناس القاعدين في السودان عاملين بكاووا فينا الأيام دي بالمطرة.. زي النحن ما عارفين يعني شنو مطرة في السودان”
وأضاف “هناك مجرد ما السحابة تفكر تصب ساي، طوالي الكهرباء بتقطع و(الطين) يملأ المكان.. وبتجي بكرة اذا ما بعد بكرة .. الشوارع بتغرق واحذية الناس بتنتهي وملابسهم بتتوسخ بـ(الطين).. بعد المطرة بنص ساعة بس صوت الضفادع جوة موية (الطين) بكون أعلى من صوت الحرب ذاتها”.
الطين والملاريا وقطعة الكهرباء
وأشار كمون إلى أنه بعد يومين يجيك الباعوض وبعده جيوش الذباب لا ليل لا نهار يتولدوا في (الطين)، وسلوك الكهرباء تتقطع وتقع زي الدايخة في (الطين) وكم زول ضارباهُ كهرباء من العمود الجمبهم ويموت في (الطين) والشفع تقوم ليهم العواوير ديك في رجولهم ووشهم يتخربش، ونخش في ملاريات ودسنتاريات وإلتهابات وإسهالات ورقاد واطة في (الطين).
وأكد كمون إلى أن هذا غير طبعاً المحلية الكل سنة بتتخلع بالمطرة و(الطين) .. وبجيبوا ليهم كم زول كده شايل كوريك يحفروا ليهم مترين يزحوا (الطين) ويمشوا تاني ما يجوا الا السنة الجاية.. وماتنسوا المطرة بتجوع والبليلة المن التكية وانت مبلول والواطة (طين) صعبة عديل كده”.
وأضاف “بعدين مصر والسعودية والامارات وليبيا وعمان كلهم فيهم مطرة بالمناسبة وطبعاً عندهم تصريف ومافيهم (طين).. هو صاح المطرة دي رحمة كبيرة من ربنا .. لكن كمان المطرة دي حلوة في اي حتة إلا في السودان لأنه مليان (طين).. فشوفوا ليكم حنك للمكاواة تاني غير الحنك ده .. قال فاتتكم مطرة”.
إلا أنه نقيض أيمن كمون هناك ما تسوقه فيديوهات المطر إلى الرغبة الأكيدة في العودة للخرطوم والديار ومنزله وشارع الحلة، وهنا قالت إيلاف عبدالعزيز: الواحد حقيقي اشتاق للمطر في الخرطوم والتأمُّل في منظر السحاب ورقدة الحوش والهواء البارد بعد المطر، التفاصيل دي اكتشف الإنسان بعد أن فقدها إنها كانت بتعني ليهو الكثير وكانت جزء من روحه وسلامه النفسي”
لحظات خريفية لا تُنسى
وقال مواطن آخر بحسب (الزاوية نت) معلقا على فيديو للمطر نشره قائلا: لحظات خريفية لا تُنسى من قلب حي باريس في الخرطوم، حيث هطلت أمطار الخير بعد العودة، لتغسل الشوق وتبشّر بالفرج رائحة المطر، صوت القُبّل، ونسيم الخريف حملوا لنا الأمل والحياة من جديد، الخرطوم بتمطر… وقلوبنا عليكم بتمطر شوق، ويا ناس مصر مع سخانتكم دي، خليكم قبلكم، نحن هنا قاعدين نستمتع بالأجواء الباردة والشتوية”.
أغسل يا مطر وجع السنين
وقال إبراهيم الطيب هذه أول مطر في الخرطوم بعد التحرير، اغسلي يا مطر وجع السنتين، وطيّبي جراح المدينة الصابرة.. مطرُنا بفضل الله ورحمته، وقالت سارة موام وهي مواطنة سودانية موجودة في مصر، تعليقا على أمطار شهدتها العاصمة المصرية، قائلة: القاهرة الليلة طيّبت خاطرنا بمطرة متزامنة مع مطر الخرطوم، القاهرة في خاطري منارة ومرفأ وبحبها خالص مهما يحصل ما كامب ديڤيد ولا الدين الخليجي والعساكر الصاغرين بسببه، مصر في وجداني المقاومة.
وأضافت “نحن بينهم وفي صراعنا الخاص للنجاة العمال المصريين نفذوا عشرات الإضرابات العمالية، احتجاجات الأهالي ما توقفّت، مقاومة المهنيين لاجل الحريات النقابيّة والأجور كذلك، ودي النضالات المنظّمة وغيرها اليومي المعتاد، مظاهر احتفال ظاهرها موسيقى وزينة وباطنها مقاومة لأعداء الحياة مافي تعسّف أو جباية حتغيّر إيماني بفجرها القادم بسبب التزام الرفاق بيه وقوة شعبهم مهما كساها غبار، بحبها وبستنظرها. السلامة للخرطوم والحرية للقاهرة.
وقال عبدالباقي موسى إنه بعد شهور من الدخان والصمت الثقيل ، نزلت الأمطار على الخرطوم كأنها رسالة من السماء “لسه في حياة ولسه في أمل”، ونوه إلى أن الخرطوم، المدينة المتعبة، غسلت جراحها تحت المطر “ما بس غسلت الشوارع، غسلت الحزن من القلوب.. يمكن ما كل شيء اتصلّح، لكن المطر وعد أن الخير جاي”.
الجوانب المفجعة في المطر
ولكن في جوانب أخرى ربما الأمطار في الخرطوم في هذا التوقيت العصيب قد تكون نغمة بدلا من انها نعمة، وبخلاف حالة الفوضى التي تشهدها العاصمة مثلما يحدث في كل خريف من غرق للمنازل في المنطق المنخفضة والقريبة من النيل، أو الشوارع التي تملتئ بالمياه وتسد الطرقات وتمنع الحركة، هناك كارثة أخرى هذه المرة جراء الحرب وتتمثل في انتشار المقابر والجثث في الشوارع ووجود مخلفات الحرب والمتفجرات، ففي أول مطرة غزيرة عثرت المواطنون في الوادي الأخضر شرق العاصمة على جثث جرفتها المياه في الشوارع.
وأفاد المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل بهطول أمطار غزيرة في اجزاء متفرقة بالمحلية وقام المدير التنفيذي بجولة ميدانية بعد أن تلقت رئاسة المحلية بلاغات دار السلام المغاربة والحاج يوسف القديمة الصقعي المايقوما الشليخة ام دوم، اغلب البلاغات تراكم المياه وتتمثل معظم المشاكل في فتح المصارف .
واستجاب جهاز مكافحة الألغام لطلب المحلية للمراجعة احتياطا لوجود دانات داخل المصارف كما سيتم التعامل مع المخالفات الموجودة بمنطقة الشليخة توجد مخالفات تحتاج الي ازالة، ووصل بلاغ من الوادي الاخضر بوجود جثث لهلكي المليشيا جرفتها الأمطار تحتاج إلى تحرك عاجل لدفنها.