رسالة وداع مؤلمة وجدت في جيب شاب سوداني غرق في البحر المتوسط

0

متابعات- الزاوية نت- كشفت رسالة وداع وجدت في جيب أحد اللاجئين السودانيين، الذين انتشلت جثثهم بعد غرق مركب كان يقلهم ويحمل المئات من المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط قبالة شواطئ ليبيا في حلتهم الأخيرة إلى الحلم الأوروبي.

 

وحملت الرسالة التي لم يتبين عن هوية كاتبها عباران مؤلمة ومؤثرة تؤكد أن كاتبها أدرك أنه ذاهب من غير رجعة إلى مرقده الأبدي، بعد أن استشعر بقرب غرق المركب الذي كان يحمله.

 

وأرفق صحفيون كانوا حضورا في لحظة انتشال جثامين اللاجئين الذين ابتلعهم البحر الأبيض المتوسط في إطار هويته المفضلة في إنهاء حلم الشباب الأفريقي نحو أوروبا، أرفقوا تعليقا على يقول “هدية إلى العالم المتحضر، هرب من الموت فاحتضنه البحر أنصحكم بالقراءة لكن لا تبكوا لأن الدموع جفت على أهلي وأخوتي من الظلم الذي اصبح يغذي حياتهم كل يوم”

 

حيث وجه الشاب السوداني الباحث عن حياة كريمة وبلاد تقدر إنسانيته في ظل ما يمر به السودان، من أزمات وحروب، الرسالة التالية إلى أمه التي يتقطع قلبها عليه “أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك ، كما لن أتمكن من إرسال المبالغ التي إستدنتها لكي أدفع أجر الرحلة لاتحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي ، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء أنا آسف يا أمي، وكان لا بد لي أن أسافر كغيري من البشر”.

 

يواصل الشاب في سرد رسالته التي كتبها هو بين أجنحة الموت حيث الأمواج تلاطم المركب وتدفع به إلى النهاية غير المتوقعة حيث يقول: “مع العلم أن أحلامي لم تكن كبيرة كالآخرين، كما تعلمين كل أحلامي كانت بحجم علبة دواء للقولون لك، وثمن تصليح أسنانك أنا آسف يا حبيبتي لأنني بنيت لك بيتاً من الوهم، منزلا جميلاً كما كنا نشاهده في الأفلام، أنا آسف يا أخي لأنني لن أستطيع إرسال الخمسين يورو التي وعدتك بإرسالها لك شهرياً لترفه عن نفسك قبل التخرج أنا آسف يا أختي لأنني لن أرسل لك الهاتف الحديث الذي يحوي “الواي فاي” أسوة بصديقتك ميسورة الحال”

 

حملت الرسالة عبارات قاسية على القلوب لأنها اختصرت مسيرة حياة الشاب التي انتهت هناك حيث توقفت نبضات قلبه حيث يقول: “أنا آسف يا منزلي الجميل لأنني لن أعلق معطفي خلف الباب أنا آسف أيها الغواصون والباحثون عن المفقودين ، فأنا لا أعرف اسم البحر الذي غرقت فيه  إطمئني يا دائرة اللجوء فأنا لن أكون حملاً ثقيلاً عليك”

 

وأضاف “شكراً لك أيها البحر الذي استقبلتنا بدون فيزا ولا جواز سفر، شكراً للأسماك التي ستتقاسم لحمي ولن تسألني عن ديني ولا انتمائي السياسي شكراً لقنوات الأخبار التي ستتناقل خبر موتنا لمدة خمس دقائق كل ساعة لمدة يومين شكراً لكم لأنكم ستحزنون علينا عندما ستسمعون الخبر أنا لست آسف لأني غرقت .فقد ارتحت وريحت”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.