متابعات- الزاوية نت- فجر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، تفاصيل مثيرة حول مخطط قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”؛ لحرق الخرطوم قبل بداية الحرب.
وقال مناوي إنه رفض مبالغ مالية طائلة مباشرة من (الكفيل) حتى يضع يده على يد حميدتي لكنه رفض العرض ولم يقبل بالاتفاق الإطاري.
أدناه السرد الكامل الذي خطه القائد مناوي بيده:
تعليقاً على ما يخصني من حديث حميتي:
بعد ده كله كمان بتبكي يا حميتي….؟
استمعت إلى حديث حميتي وأود أن أعلق على الجانب الذي يخصني فيما يلي:-
قال حميتي إن الرئيس التشادي اتصل به من اليوم الأول للحرب طالباً عدم إشعال الحرب في مدينة الفاشر لأنها تحتضن نازحين ولاجئين.
في الحقيقة، هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها هذا الكلام وأقول: إن الحرب بدأت في لحظة واحدة في كل السودان بما في ذلك الفاشر، وأنت سيد العارفين أن قائد قواتك أبو شوك أصيب في الفاشر داخل الفرقة السادسة مشاه بالضبط تمام العاشرة صباحاً يوم 15 أبريل 2023، عندما دخلها وهو يحمل كلابيش بيده اليسرى والبندقية بيده اليمنى طالباً من قائد الفرقة تسليم القيادة، بقوله قد دقت ساعة الصفر وهو قادم من مقر الوالي الذي أكد له تسليم الولاية مما كلفه أن يقوم بعناية الغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي حتى يعود من القيادة.
أما الرئيس التشادي، فأنا من طلبت منه أن يبلغ حميتي بعدم نقل الحرب إلى دارفور وليس الفاشر وحدها، فليست الفاشر وحدها بها معسكرات للنازحين، إذ توجد في كل من نيالا، وبها أكبر معسكر للنازحين على رأسها كلمة وعطاش، وكذلك في مدينة زالنجي بها ثلاث معسكرات كبيرة على رأسها الحميدية والحصاحيصا.
أما الجنينة، فلا حرج، بها معسكرات وتمت إبادة لأكثر من ثلاث مرات بواسطة قواتك تحت غطاء حرب أهلية. قواتك نكبت كل المنطقة قبل بداية الحرب وما بعدها، وفي مدينة كتم فقد بدأت قواتك الهجوم على معسكر كساب للنازحين قبل أن تهاجم قيادة اللواء في كتم، وفي الضعين هناك معسكر النيم للنازحين، وكذلك في الطويلة التي تم تدمير القرية كاملة بما فيها السوق ومعسكر النازحين وحولها. السؤال هنا؛ أي شبر من أرض دارفور يخلو من معسكرات النازحين حتى يتم استثناء الفاشر بحكم وجود المعسكرات؟؟
الأمر الثاني: بعد أن بدأت قواتك الهجوم على الفاشر يوم ١٥ أبريل، أول أماكن استولت عليها هي مستشفى الأطفال في حي المصانع، وألحقت بها التدمير ونصبت فيها المدافع مما اضطر الأطباء لنقل الأطفال إلى مركز صحي بابكر نهار في حي الوحدة، وهي الأخرى تتمركز فيها قواتك الآن بجانب بيوت المواطنين والمدارس وبقية المستشفيات. بأي وجه حق تتحدث عن الحرب والأخلاق؟؟؟
فهل هذه مؤسسات مدنية أم عسكرية؟ قمتم برصد دقيق لكل المستشفيات والمدارس وأماكن تجمعات المدنيين الأبرياء ودمرتموها عن قصد. فأين هي الـ ٢٣ هجوماً التي تقول فيها إن قوات مناوي قد هاجمتك فيها، وفي أي مواقع تم الهجوم ومتى وكيف؟
لقد قمت بنصب مدافعك مستغلاً المواقع المدنية والمواطنون يقيمون في العراء بعد أن طردتهم قواتك.
وليس ببعيد جلستي في انجمينا مع شقيقك، انتهت الجلسات بعد رفضي القاطع على عرضه الذي اختصر في تقاسم رئاسات فرق الجيش في دارفور مع إبقائي حاكماً وبصلاحيات أقوى وبتمويل أكبر. رفضت هذا رغم العرض (تمويل أكبر، فكيف أقبل بقريشات بورتسودان لو فرضاً كنا نبحث عن المال متجردين من الوطنية)؟
وليتك لم تتحدث عن بيع وشراء الذمم لأن هناك الكثير الذي لم أذكره.
يتساءل حميدتي ويصطنع براءة الأطفال في عينيه موجهاً حديثه إلى المجتمع الدولي: (لماذا دمرتم بلادنا؟)، وهذا سؤال وجيه جداً يدور في ذهن كل الوطنيين من السودانيين، وإن كان هذا السؤال نما في ذهنك الآن، عليك أن تأخذ المبادرة فوراً لوقف الحرب والتدمير والموت والسرقات والنهب وإبعاد جميع الأجانب من أرضنا وإقرار كامل لإعادة ما نُهبت.
حول حديث السيد حميتي الموجه لي (ما مفروض تدخل أهلنا في مشاكل، لأن أبوك وأبوي وأخوي وأخوك وأمي وأمك… الخ..)، هذا الحديث مردود عليك والصحيح أنه لم يكن هناك داعٍ لإدخال كل البلاد في مشكلة، وأنا كنت معك يوم ١٣ أبريل ٢٠٢٣ قبل يومين من الحرب ناصحاً لك، ودائماً أتذكر كلمتك التي قلتها عندما طلبنا منك أنا ومن معي من الوسطاء أحياءً يرزقون، ناشدناك بعدم إشعال الحرب وقلنا لك إن الحرب ستقودنا إلى الانهيار الكامل، وأنت كان رأيك مختلفاً، وقلت من يحب الخرطوم كثيراً يمكن أن يستلمها رماداً مكرراً ذلك بقولك فوربرونقا اتحرقت الخرطوم شنو ما تتحرق؟ وهذا كان حديثك في منزلك والشهود أحياء. إذا كنت بهذه النية، فكيف تنسب دمار الفاشر إليّ؟
حول حديثك عن أنني دخلت الحرب من أجل شوية (قريشات)، أقول لك لو كان غرضي دخول الحرب من أجل المال لكنت دخلتها يوم ١٤ فبراير، اليوم الذي عُرضت فيه علي مبالغ مالية طائلة وليست (قريشات) مقابل انضمامي للاتفاق الإطاري وأضع يدي على يدك واستلم ما أريد. هذا العرض لا منك ولا من بورتسودان بل من الكفيل مباشرة، وأنت سيد العارفين كيف تم رفض هذا العرض، ولا تنسى أنك تقدمت بنفسك باعتذار خجول نيابة عنهم.
إذًا، كيف لي أن أرفض استلام الخزائن المملوءة وأتيت بعدها لبورتسودان واستلمت (قريشات)؟؟؟؟؟ كان في مقدوري أن أستلم ما أطلب وبعدها أنضم للعمل معك وأعمل تحت أمرك وأبيع وطني. بأي منطق تتحدث يا هذا!!!!!!!؟
قلت إنني كنت أثناء فترة التمرد أمثل دور الضحية وأنا الظالم. تقصد أيام الثورة ضد الإنقاذ، أي فترة الإسلاميين التي أنت حاميها.
نحن كنا نقاتل الحكومة التي تدعي محاربتها الآن، وهي حكومة انتهت في ١١ أبريل ٢٠١٩، بنضالي الذي تسميه أنت بالتمرد، وهي حكومة أصبحت مجهولة الآن، وياما قدمنا شهداءنا وأنت كنت خط دفاعها الأول حتى نلت شرف حمايتها، وقال فيك رأسها (حمايتي).
وفي حديثك الموجه لي (كلمناك كثيراً لكن دخلت الحرب… الخ….. نعم كلمتني أن أكون معك، ولكن هل بالضرورة أن أوافقك؟
حول كلامه (أبوي وأبوك وأخوي وأخوك وأمي وأمك وأنهم جميعاً يقيمون في مكان واحد…..) أقول لك يا حميتي إنني اعتبر كل أمهات السودان أمهاتي في الجزيرة المكلومة وسنار والخرطوم وكل دارفور بما في ذلك الجنينة والفاشر المحاصرة، وأي شبر من أرض السودان فكلهن أمهاتي، وكل أب في السودان هو أبي، وأنا ابن لكل الشعب السوداني ولا أفرق بين جغرافيا السودان ولا تضاريسه. قمنا لدفاع عن هذا الشعب السوداني كله دونما استثناء بعيداً عن أي جهوية أو مناطقية أو عرق أو لون، كما أجبرتنا أن ندافع عن كل النساء ممن تعرضن لاغتصابات وافتراس وإذلال مليشياتكم، جميعهم أخواتي وأمهاتي، ومن قتلتموه من الرجال هم آبائي وإخوتي.
أخيراً، أرجو منك أن تهتدي بالسؤال الذي سألته المجتمع الدولي: لماذا دمرتم بلادنا؟ أنت الآن بدأت تفيق من غيبوبة، قم بمبادرة وطنية واحرق كل الالتزامات الخارجية وأنقذ ما تبقى من السودان.