سياسي تشادي يكتب.. لماذا يقف محمد ديبي بجانب الدعم السريع؟

0

تباينت الآراء خلال الفترة الماضية عن السبب الرئيسي وراء الموقف الحكومي التشادي تجاه الحرب في السودان، وذهب جمهورٌ عريضٌ من القراء والباحثين بأنّ السبب الأساسي يكمن في الدعم الإماراتي وأنّ السكرتير الخاص لرئيس الجمهورية إدريس يوسف بوي يتحكم في هذا الملف الحساس جداً.

ذلك غيضٌ من فيض .

لكي نفهم أبعاد هذه الظاهرة نستحضرُ ثاني رؤساء جمهورية تشاد (فليكس مالوم) الذي قال عام ١٩٧٩ : أكثر خطر يهدد الحكم في تشاد ليست فرنسا ولا الشعب إنما الثورة المسلحة.

 

قوكوني من القرعان – أصيل أحمد أغبش من العرب – حسين حبري من القرعان – محمد نوري من القرعان – عبدالواحد عبود مكاي من العرب- أحمد حسب الله صبيان من العرب.

 

تلك أسماءٌ لها سجل حافل في تاريخ الثورة.

قصة الثورة المسلحة هي التي تحكم المشهد السياسي في تشاد منذ أول محاولة انقلابية قام بها العربي أحمد عبدالله عام ١٩٧١ والذي يُعرف بانقلاب إلى المطار إلى آخر انقلاب قامت به جبهة فاكت من القرعان عام ٢٠٢١ وبين الانقلابين قصص ومرويات عجيبة .

 

( قوكوني انتصر بالسلاح و حبري انتصر بالسلاح وديبي انتصر بالسلاح ومحمد ديبي يحكم بالسلاح ) أقل من عشر سنوات تغيرت ثلاث أنظمة عسكرية ١٩٨٠ – ١٩٨٢ – ١٩٩٠.

 

أكثر ما يخشاه محمد ديبي هم القبائل العسكرية الرعوية ( العرب – القرعان).
لم يهنأ أحدٌ بعد وصول قوكوني إلى السلطة وصراعه مع ابن عمه حبري، ومن ثم صراع حبري مع القبائل العربية، وختاماً مع ديبي.
ومن ثم معركة ٢ فبراير ٢٠٠٨ يوم أن زحف محمد نوري وعبدالواحد عبود المكاي إلى انجمينا ونجا الرئيس ديبي من الموت بأعجوبة.

 

استطاع محمد ديبي أن يلجم كباحَ القرعان في ليبيا خاصة (جبهة فاكت) المتهمة بقتل والده، اتفق مع حفتر وفرنسا فدمروا مواقع الجبهة في الشمال التشادي في غارات جوية متكررة ختام عام ٢٠٢٢.
فأخنى على الجبهة الذي أخنى على لبد !

 

بقي العرب كيف سيتعامل معهم ؟
وجد محمد ديبي في الأزمة السودانية في إبريل ٢٠٢٣م متنفساً ليموت هؤلاء الشباب في معركة بالوكالة، أن يشحن هولاء إلى السودان ويموتوا هناك، فيكون بذلك قد ضمن السلطة. واستطاع التخلص من شباب يعشق الثورة ويشكل قلقاً وهاجساً عليه، سيثور هولاء الشباب تحت أي ظرف وفي أي وقت،
لذلك فإنّ السبيل الأمثل للقضاء عليهم زجّهم في معركة أخرى تشغلهم عن موقفهم الحقيقي ويبحثوا عبرها عن بصيص أمل في رقعة جغرافية أخرى.

 

هناك محددات مهمة في السياسة التشادية لا يمكن أن نغفل عنها، وأن تحكم من دون شوشرة من القبائل الرعوية: يعني سيطرة طويلة على الحكم، وصلاحيات طويلة، وراحة بال لا منغص لها .

ختاما من بين مجموع الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاقية الدوحة 90% منها من العرب والقرعان .

بقلم سعيد أبكر أحمد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.