هناك فرق- منى أبوزيد- نهاية لائقة..!

0

“الرجال والشعوب يتصرفون بحكمة بعد أن يستنفذوا جميع الخيارات الأخرى”.. أبا إيبان..!

 

الأسبوعان الماضيان كانا يحتشدان في محيطي الخاص بتفاصيل عديدة شغلتني عن كتابة المقالات، وكانا أيضاً يضجان بأحداث عامة تستحق الوقوف عندها والكتابة عنها..!

كنت خلال الأيام الماضية أرافق أمي التي كانت طريحة الفراش بإحدى مستشفيات القاهرة، مستيقظة في معظم ساعات الليل، مستلقية على أريكة بجوار سريرها، أرصد نتائج الفحوصات والتحاليل ومعدلات الضغط والسكر من جهة، وأحاول متابعة الأحداث السودانية على الساحتين العسكرية والسياسية عبر هاتفي المحمول، من جهةٍ أخرى..!

ومن بين الإرهاق والنعاس لاحظتُ أن كل الاحداث التي وقعت خلال الأيام الماضية كانت تحدث لأول مرة. زيارة نائب وزير الخارجية السعودي كانت الزيارة الأولى من نوعها لمسئول سعودي منذ اندلاع الحرب..!

زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي كانت أول زيارة يقوم بها رأس دولة إلى السودان منذ اندلاع الحرب. مؤتمر القوى السياسية والمدنية الذي انعقد بالقاهرة الأسبوع الماضي كان المناسبة الأولى من نوعها التي تجمع القوى المدنية والسياسية السودانية المتنافرة تحت سقف واحد منذ اندلاع الحرب..!

مشاركة القوى السياسية السودانية المساندة للجيش في الاجتماعات التحضيرية للحوار السوداني بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا لأول مرة، في ظل مقاطعة تنسيقية تقدم التي رفض الاتحاد الإفريقي طلبها استبعاد القوى الوطنية..!

تصريحات السفيرة سناء حمد القيادية بالحركة الإسلامية بشأن عدم ممانعة الإسلاميين الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع، وعدم ممانعتهم التفاوض مع تقدم إذا وافق السودانيون على ذلك. ثم إصدار الحركة نفسها لبيان يتبرأ من تلك التصريحات..!

صدور قرار منسوب إلى حميدتي بإقالة يوسف عزت من منصبه كمستشار سياسي لقائد قوات الدعم السريع، وتعقيب الأخير بأنه لا يستطيع العمل تحت قيادة عبد الرحيم دقلو الذي انتشر الحديث عن أيلولة قيادة العمل المدني والسياسي له لأول مرة منذ اندلاع هذه الحرب..!

تصريح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي عن دعمه لمشروع قرار يصنف أفعال قوات الدعم السريع في دارفور على أنها إبادة جماعية..!

تصريحات متحدثة باسم الأمم المتحدة بشأن وصول طرفي الحرب في السودان إلى جنيف لإجراء محادثات تقارب عبر وسطاء بهدف وقف محتمل لإطلاق النار في بعض المناطق، من من أجل تسهيل وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية..!

كل ذلك يحدث لأول مرة على الصعيدين المحلي والدولي، وهذا منعطف مختلف وجديد له ما بعده من الأحداث اللاحقة والتداعيات المستقبلية التي تقول كل المؤشرات إنها سوف تتجه نحو إنهاء هذه الحرب..!

بلوغ معارك الإقصاء بين القوى المدنية السودانية ذروتها، وتباين المواقف من مبدأ التفاوض داخل الحركة الإسلامية، والانشقاقات التي حدثت داخل تنسيقية تقدم، كلها مقدمات لوقوع إحلال وإبدال ما..!

التغييرات التي بدأت داخل قيادة الدعم السريع بهيمنة عبد الرحيم وإعفاء يوسف عزت الذي قد تشهد الأيام المقبلة اضطلاعه بدورٍ ما، كلها انعطافات ومقدمات لحلول تغيير ما..!

سوف تنتهي هذه الحرب، وسوف يشهد السودان مجيء حكومة مدنية ولو بعد حين. حكومة لا مكان فيها لهيمنة كيان سياسي على آخر ولا وجود فيها لإقصاء جهة دون أخرى..!

هذا هو المستقبل القريب – المنطقي والمعقول – الذي تُمهِّد لقدومه كل الأحداث الواردة أعلاه..!

صحيفة الكرامة

munaabuzaid2@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.