عبد الماجد عبد الحميد يكتب.. سنجة “أوتاد الخيمة وأذى الفجيعة”
يقيني أن الذي حدث مساء أمس داخل مدينة سنجة “أيّاً كانت وتوجهت المعركة هناك خلال الساعات القادمة” يطرح أسئلة تحتاج إلى إجابات صادقة وصريحة وإلا ستبقى تهمة التآمر والتقصير والخيانة معلقة في رقاب كل قادة أجهزة الاستخبارات والأمن وحتى غرفة القيادة والسيطرة للعمليات العسكرية التي تجري في كل جبهات القتال حالياً.
هذا ليس تخويناً لقيادة الجيش لكنه سيبقى التفسير الأقرب للمنطق والقبول حتى تخرج مجموعة الإعلام العسكري عن صمتها الأبله لتقول لهذا الشعب الصابر كلمة واحدة في وجه عاصفة الصور والفيديوهات الصادمة التي بثتها عصابات المليشيا من داخل قيادة الفرقة ومن داخل مكتب والي ولاية سنار.
أن يبقى خط إمداد قوات مليشيا التمرد مفتوحاً وسالكاً من شرق النيل بالخرطوم وحتى عمق مدينة سنجة مروراً بمدني وود الحداد وجبل موية وحتى تخوم سنجة.. أن يبقى هذا الخط مفتوحاً وأن تبقى المعلومات وكل صور وفيديوهات وإحداثيات تحرك المجرمين متاحة ومبذولة ثم ترد أجهزة الأمن والاستخبارات بأن المعلومات متوفرة لديهم وما في مشكلة ثم تكون المحصلة النهائية اجتياح مدينة سنجة بالطريقة التي شاهدناها مساء أمس.
أن يحدث ذلك بينما ذات الأجهزة المختصة كانت ترتشف الشاي مع البرهان في دفاعات كبري العرب فإن الأمر لا يتجاوز أمرين.. أن أجهزة الإستخبارات وغرفة القيادة والسيطرة لم تكن تعلم بتحرك قوات المليشيا تجاه سنجة.. أو أنها كانت تعلم لكنها فضّلت تقديم إهانة وصفعة للشعب السوداني وتعقيد
مسار الحرب بطريقة مقصودة ومتعمدة لخدمة أجندة وخطوط عريضة أكبر خطراً من تفاصيل ومشاهد الأخبار التي تعرضها شاشة قناة الأمر الواقع..
دعونا ننتظر كيف ستمضي الأمور خلال هذا اليوم.
وبعدها لابد أن تكون لهذا الشعب الصابر كلمة وموقف من الذي يجري.. لا يمكن أن يتكرر سيناريو الهزيمة والتقصير بذات الطريقة ثم تطلب من الضحايا والمشردين والصابرين على أذى الفجيعة أن يحتسبوا بينما تبقى أوتاد الخيمة في مكانها لنضع عليها مشعمات نزوح وآلاماً جديدة..