عثمان ميرغني يكتب.. فرحة هها هها هها
عندما كنت في السنة الأولى ابتدائي
لم يكن نشيد ( أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق) مقررا علينا.. لكن مع ذلك نحن مطالبون بأن نحفظه ونردده في احتفالات المدرسة ..
رغم صغر سني كنت أحس أن هناك خطأ ما حينما نصل إلى المقطع الذي نردد فيه ( فرحة نابعة من كل قلب يا بلادي.. ) ثم نكملها ب( فرحه هها هها هها
فرحة هها هها)..
احساسي أن (القفلة) فيها سخرية اكثر منها تعبيرا عن الفرحة..
شاعرنا الفيتوري لم يخطيء.. وردي هو المسؤول.. هو الذي أضاف هها هها هها..
لكني اكتشفت -مؤخرا- أن وردي كان بعيد النظر..فهو يدرك أن هذه الفرحة ستتحول إلى (هها هها هها)..
وفعلا انتهت ثورة اكتوبر إلى (هها هها هها) عبر عنها الاستاذ بشير محمد سعيد في افتتاحية صحيفة (الايام) الرصينة في اليوم التالي لانقلاب نميري ١٩٦٩.. كان عنوان الافتتاحية ( اللهم لا شماتة)..!!
ثم جاءت انتفاضة أبريل ١٩٨٥.. ليعبر عنها الشريف زين العابدين في خطبته الشهيرة في الجمعية التأسيسية (الديموقراطية دي لو شالها كلب ما بنقول ليه جر)!!
و شالها البشير ..
وجاءت ثورة ديسمبر .. وحدث ما حدث..
بعد ثلاث ثورات .. صدق وردي ..
فرحة هها هها هها..
ونقول لعثمان ميرغنى هي أقدار الله المؤلمة
وربنا يصلح الحال ولا يعلم الغيب إلا الله
ماذا تقصد