أسامه عبد الماجد يكتب.. (ود النورة).. اسألوا مدير المخابرات

0

¤ استعصى على الكثيرين معرفة الدوافع التي جعلت مليشيا الباغي الشقي حميدتي تقدم على ارتكاب الجرائم وأخرها مجزرة ود النورة بالجزيرة.. يقيني ان الاجابة لدى مدير المخابرات العامة الفريق أول احمد مفضل.. الذي لفت الانتباة الى ان جرائم وانتهاكات المليشيا لم تكن اعتباطا.

 

وقال في تنوير للصحافيين قبل اسبوعين او يزيد (هي صورة من افعال تنظيم داعش في مدينة الموصل).. بدأ ربط مفضل بين الجنجويد وداعش غريبا.. مع العلم ان داعش صنيعة غربية والهدف من قيامها تشوية صورة الاسلام وربطه بالارهاب.. والقضاء على جيوش وحكومات المنطقة وتدمير موارد ومقدرات الدول

 

¤ بعد مجزرة ود النورة تذكرت حديث مفضل وتيقنت ان جرائم الموصل، هي نفسها مجازِر

 

الجنجويد، ومن خلالها كانت المفاجأة الداوية بشأن الدوافع.. احتلت داعش الموصل في 2014 وتم تحريرها من قبضتها 2017.. كانت ذريعة المجرم حميدتي ان حربه ضد الاسلاميين والبرهان وقيادات الجيش.. ولم يقنع الشعب بكذبه، وتحول الى فرية ان هدفه تحقيق الديمقراطية وأضحك عليه حتى انصاره في (تقدم).. اليوم بعد مجزرة (ود النورة) تبينت اهداف المليشيا.

 

¤ انتشر امس مقطع فيديو يظهر فيه جنجويدي يدعى على مجوك المؤمن، على قناة الحدث في مواجهة الزميل د. مزمل ابو القاسم.. كذب مجوك مثل كل ابواق حميدتي عندما قال: ان 90% من اهل ود النورة ممن استشهدوا – والوصف من عندي – هم دواعش.. يريد بذلك ان يقول ان حربهم ضد داعش.. والحقيقة ان المليشيا ارتكبت مجزرة ود النورة بطريقة داعشية بهدف توسيع الشقة بين الجيش وقيادته والشعب.. ولمواصلة تدمير مقدرات الدولة والانسان السوداني.

 

¤ ما اخشاه ان تعمل المليشيا على تهيئة الساحة للولايات المتحدة او غيرها للتدخل بمزاعم محاربة داعش ويكون حميدتي مجرد اداة.. في الموصل العراقية حولت داعش حياة الناس إلى جحيم.. ونفّذوا إعدامات بقطع الرؤوس.. قتلوا ما لا يقل عن 2,500 مدنياً ، اعدموا نحو الف شخصا.. وفرضوا عقوبات بقطع ألاصابع و الأيدي وجعلوا من النساء “سبايا”.. وهجروا المواطنين.. ودمّروا المساجد والكنائس والمتاحف وأحرقوا الكتب والمخطوطات.. ودمروا المعالم الثقافية والدينية.. تمَّ اكتشاف عشرات المقابر الجماعية في المناطق التي كانوا يسيطروا عليها وفي سجن الموصل قتلوا الف سجين.

 

¤ اليوم تقوم المليشيا بجرائم في المناطق التي حررها الجيش من قبضتها.. او التي لا تقع تحت سيطرتها.. مثل ماحدث من قصف لمناطق بكرري.. وبذلك تسير على خطى داعش بعد تحرير الموصل.. قالت الامم المتحدة أنّ عددًا من المدنيّين قُتِل بقصف من داعش أو بعبوّات ناسفة يدوية الصنع، في مناطق من الموصل استعادت حكومة العراق السيطرة عليها.. تم قتل المدنيين وجرحهم خلال عمليّات انتحاريّة وقنص وقصف، قام بها داعش مستهدفًا عمدًا.. المدنيّين ومنازلهم بشكل مباشر.

 

¤ اطلب منكم مطالعة مقالة للاكاديمي التركي د. ياسين أقطاي تحت عنوان (هل يمكن لداعش أن تنقذ إسرائيل؟).. على موقع (الجزيرة نت).

 

كتب (عبر التأمل في نموذج “داعش” وحده، يمكننا ملاحظة كيف أصبحت فزاعة “الإرهاب الإسلامي” التي يسوّقها الغرب وإسرائيل مفضوحة الكذب وظاهرة الهشاشة. هل هناك من لا يعرف بعد من هي داعش؟ ومن صنعها ؟ ومن يستفيد منها ويجني ثمار جهودها ؟ علقت واشنطن على الهجوم الإرهابي الذي وقع في أواخر مارس الماضي بمركز ترفية في موسكو حيث اعلنت عن تلقيها معلومات استخباراتية منذ فترة بشأن هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش.

 

¤ دخلت الولايات المتحدة إلى سوريا تحت شعار القضاء على الرئيس بشار الأسد ، وتحول هدفهم فجأة لتصبح محاربة “داعش” هي القضية الأهم، ويموت مشروع القضاء على الأسد، بل وتستقر له الأمور.. بالنسبة للمعسكر الغربي كانت المعادلة واضحة في الواقع، فرحيل الأسد وتسلم الشعب السوري للسلطة يشكلان خطرًا أمنيًا على إسرائيل لا يمكن السماح به.

 

¤ لقد عملت الولايات المتحدة وداعش يدًا بيد وبتنسيق كامل في القتال ضد الشعب السوري -ضحية الأسد- بدلًا من أن يقاتلا الأسد نفسه، وعندما أصبح وجود مقاتلي داعش يزيد عن حاجة الساحة السورية، قامت الولايات المتحدة بنفسها بنقل دواعش بطائراتها إلى أفغانستان ليقوموا بقتال “طالبان”، عدو أميركا الأساسي.. ولكن الأخيرة لم تكن لقمة سهلة البلع، ورغم ذلك، فما زال أعضاء هذا التنظيم كامنين هناك في انتظار فرصة لتدمير الاستقرار والأمان الذي بدأت البلاد تعيشه مؤخرًا.

 

¤ هناك معلومات متواترة لا تترك مجالًا للشك عن العلاقة بين “داعش” والولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وسوريا. ورغم ذلك، لا تزال أميركا تحاول استخدام هذه الورقة المكشوفة في موسكو لحشد الناس ضد عدو وهمي.

 

¤ ومهما يكن من امر.. ابواق المليشيا تصف المواطنين بالدواعش.. بينما العكس صحيح.. وهذا مايتطلب ان يستعد له كل اهل السودان لا البرهان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.