ما وراء الخبر- محمد وداعة – مرتزقة جنوبيون .. في صفوف المليشيا
على حكومة جنوب السودان اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من هذه الظاهرة، والتدقيق في دخول رعاياها إلى السودان، إن وجود هؤلاء المرتزقة في صفوف المليشيا يساهم في إطالة امد الحرب، يعطل ويعرقل استمرار ضخ النفط.
الشعب السوداني ينتظر قيام حملة شعبية جنوبية لاستنكار وجود مرتزقة من الجنوب في صفوف مليشيا الدعم السريع، رسالتنا لقيادات الجنوب وحكومته اننا نتطلع الى إجراءات و قرارات حقيقية للحد من هذه الظاهرة.
في أبريل الماضي أعلنت القوات المسلحة السودانية، اسر عددًا من المرتزقة من جنوب السودان في معركة تحرير الإذاعة والتلفزيون، ويشاهد السودانيون اعدادًا كبيرة من المقاتلين من دولة جنوب السودان منتشرين في ارتكازات مليشيا الدعم السريع خاصة طريق مدنى الخرطوم.
وتشير معلومات إلى وجود اعدادًا منهم في قرى الجزيرة وشرق النيل وشمال بحرى، ونشر مواطنون ونشطاء سودانيون صور لمقاتلين من جنوب السودان في مناطق مختلفة الى جانب المليشيا.
مواطنون عبروا عن استيائهم وحزنهم لانخراط الأخوة من جنوب السودان في القتال بجانب مليشيا الدعم السريع، مشاركين معها في ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد أبناء الشعب السوداني والمواطنين العزل، ويتذكرون (بألم) وجود مواطني جنوب السودان معززين مكرمين في السودان.
في وقت كانت تدور فيه المعارك بضراوة بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة السودانية ، وحتى بعد الانفصال فضل الآلاف من أبناء الجنوب البقاء في السودان وعاشوا دون تمييز مع اخوتهم في مدن وقرى السودان آمنين.
في أبريل الماضي المتحدث باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، الجنرال لول رواي قال في تصريحات صحفية في العاصمة جوبا إن “الجيش الشعبي لا علاقة له بالمرتزقة” ، و قال “هؤلاء المرتزقة ليسوا أعضاء في قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان وليس لديهم ارتباط بهذه القوات بأي شكل من الأشكال”.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، قائلا (بل هم أفراد من جنوب السودان قاتلوا بمفردهم كمرتزقة”.
في فبراير الماضى نقلت تقارير صادرة عن فريق خبراء من الأمم المتحدة، تؤكد على عدم معرفة حكومة جنوب السودان بأنشطة المرتزقة من مواطنيها و قتالهم في صفوف مليشيا الدعم السريع ، كما نفت حكومة جنوب السودان ضلوع بعض افراد من الجيش الشعبى في تهريب الوقود الى مليشيا الدعم السريع.
بلا شك فأن وجود مرتزقة من دولة جنوب السودان بالالاف يقاتلون في صفوف مليشيا الدعم السريع، يتطلب من حكومة جنوب السودان اتخاذ اجراءات ملموسة للحد من هذه الظاهرة، والتدقيق في دخول رعاياها الى السودان، وتحديد، عما اذا كانوا من الوافدين الجدد، ام من المقيمين، والتواصل مع السلاطين والقيادات التابعين لهم، واصدار التحذيرات عن تحملهم لمسؤليتهم القانونية و ما يترتب عليها، والتحقيق مع من رجع منهم، فضلآ عن ضرورة الكشف عن حقيقة وجود مرتزقة يتبعون لحركات مسلحة معارضة لحكومة الجنوب، و توجيه الاعلام بالتصدى لهذه الظاهرة.
إن وجود هؤلاء المرتزقة في صفوف المليشيا يساهم في إطالة امد الحرب، يعطل و يعرقل استمرار ضخ النفط وهذا ضد مصالح شعب جنوب السودان، و بالتأكيد يهدد العلاقات الأخوية بين الشعبين، و يخلق تعقيدات مستقبلية لضمان استمرار التعايش السلمى بعد انفصال الجنوب خاصة في مناطق التماس.
الشعب السوداني ينتظر قيام حملة شعبية جنوبية لاستنكار وجود مرتزقة من الجنوب في صفوف مليشيا الدعم السريع، الجنوبيون ليسوا من حواضن المليشيا، و ليس من تقاليد الجنوبيين امتهان السرقة و النهب، بالإضافة الى ان وجود هؤلاء المرتزقة يهدد الامن و الاستقرار في الجنوب نفسه.
على شعب جنوب السودان عزل وتعرية من يقومون بذلك، ورسالتنا لقيادات الجنوب وحكومته اننا نتطلع الى اجراءات و قرارات حقيقية للحد من هذه الظاهرة، هذا لا يتعارض مع وساطة حكومة الجنوب لايقاف الحرب، ربما يكون قوة دفع لهذه الوساطة.