أسامه عبد الماجد يكتب.. مناوي.. (كفاية تمثيل)

0

¤ بعد اشهر من توقيع اتفاقية ابوجا في مايو 2006 بين الحكومة ومني مناوي ، وقع صدام مسلح بين الشرطة ومنسوبي حركة الاخير بمدينة المهندسين بام درمان اودى بحياة (2) من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة مقدم و (8) من جماعة مناوي.. وكان سكان بالحي طالبوا الشرطة بترحيل القوات المتفلتة من الحي.

 

وجاء في الشكوى ان القوات تتعدى على السكان بالضرب وإغلاق عدد من الشوارع بدعوى تأمين المساحة التي يقطنون فيها.. على إثرها تحركت الشرطة لتقصي أمر الشكوى ورفضت جماعة مني الامتثال لها ليتطور النقاش الى اطلاق النار.

 

¤ وورى قتلى حركة مني الثرى غرب ام درمان.. وذرف مناوي الذي كان كبير مساعدي الرئيس، الدموع على رفاقه.. وكان ذلك حديث صحافة الخرطوم.. كنت وقتها في الغراء (الانتباهة).. وفي لقاء لي مع مناوي بالقصر.. سالته (البعض يقول ان دموعك يوم تشييع قتلى حادثة المهندسين كانت دموع تماسيح وكان الأولى ان تتحلى قواتك بالانضباط).

 

¤ غضب مناوي يومها ومارس ذات هوايته – التي برع فيها وإلى اليوم – وهي (التمثيل).. سكت برهة قبل ان ينتفض ويرفض السؤال ويكثر من حركة يديه.. وانقذ مدير مكتبه الرجل الهادئ/ محمد بشير مناوي (وزير المعادن الحالي) الموقف.. وختم اللقاء بتذكير قائده ان شخصي من اكثر الصحافيين تواصلا معهم.

 

¤ رغم مرور اكثر من (15) عاما على الحادثة.. الا ان مناوي كما هو لم يتغير.. يراوغ ويناور، يتقدم خطوة ويتراجع خطوتين !!.. متقلب المزاج السياسي، كثير (التصريحات) وعديم (الانجازات).. كثير (الانفعالات) قليل (الاجتهادات).. سخي في اطلاق (التهديدات) شحيح في رمي (الدانات).. ينتقد تقدم ويبتسم في وجه حمدوك.. اقواله متناقضة وافعاله لا تطمئن.. يقاتل بلسانه لا اسنانه.. يلجأ الى المانيا بصورة تدعو للريبة – حتى لو كان يعاود اسرته.هناك.

 

¤ ظل مناوي يزرع الخوف في نفوس اهل دارفور وخاصة المواطنين في شمال دارفور.. يبث الرعب باقتراب مليشيا حميدتي من احتلال فاشر السلطان.. دون ان يحرك ساكنا، او يحرك قواته، لمساندة الجيش في دارفور.. يتحرك مني في مساحات بعيدة عن مسرح الأحداث.. تجده يوما في نهر النيل وتارة في الشمالية دون ان يكون لدى جولاته اي تاثير على الارض.

 

¤ وقف مناوي طويلا في خانة الحياد.. وظل يتفرج على المجازر التي ارتكبتها عصابات حميدتي في كل مكان وخاصة في مدينة الجنينة الجريحة.. ولم تهز فيه شعرة.. وكأنما كان ينتظر واقعا لاوجود فيه للقوات المسلحة.. موقف مخزي منه تجاة المليشيا التي فعلت بقواته واهله مافعلت قبل سنوات.

 

¤ لن يغفر أهل دارفور لمناوي مواقفه الضعيفة وخنوعه لمليشيات حميدتي.. ان القوات الضخمة التي يحتمي وراء ظهرها كان عليه تحريكها الى شمال دارفور لتقاتل الى جانب القوات المسلحة وبقية الحركات.. او على اقل تقدير لتحمي مناطق (الطينة).

 

¤ ومهما يكن من امر .. فان موقع مناوي كحاكم لاقليم دارفور يحتم عليه ان يتحرك ويتصرف كقائد.. كفاية (تمثيل)!!. فالبقاء في بورتسودان لن يؤهله لنيل عضوية مجلس السيادة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.