أسامه عبد الماجد يكتب.. حميدتي.. مهنيئاً او معزياً
¤ لا اعتقد ان عملية التفاوض مع عصابة الجنجويد بقيادة حميدتي، شاقة او معقدة.. لأنها ستخلو من نقاشات حول الهوية ، إدارة التنوع، الدستور او علاقة الدين بالدولة.. تلك قضايا ليست محل اهتمام المليشيا، ولا مثار نقاش لديهم.. ولا حتى (الديمقراطية) والمدنية التي يكذب حميدتي واعوانه انهم يقاتلون لأجلها.. ولذلك التفاوض معهم ليس مقلقا.
¤ ولذلك اتوقع دون مقدمات التوصل لاتفاق قريبا جدا، غض النظر عن الأوضاع في الميدان.. وربما في بحر هذا الشهر تقف الحرب.. أقول ذلك من واقع انخفاض مطالب المليشيا يوماً بعد يوم.. خرج حميدتي عقب اطلاق الرصاصة الأولى مزهواً وتحدث بثقة مفرطة.. عن سيطرته على كل المواقع والقيادة والقصر وتعهد تسليم السلطة للشعب والقبض على البرهان ومحاكمته.. فشل المخطط ، عاد وطالب، البرهان وأركان حربه بالاستسلام.
¤ اطل (عرمان المليشيا) المدعو يوسف عزت واعلن محاصرة البرهان في (البدروم).. ولا يتحرك الا بإذن مسبق من حميدتي، يا للوقاحة.. صرخ بعدها عبد الرحيم دقلو: (بتحاربنا ليه يابرهان).. اذن الرئيس غير محاصر ويقاتل.. وعاد دقلو واشترط اطاحة البرهان.. والجيش يقاتل بشجاعة.. ليضطر حميدتي لتحريض قيادة الجيش للانقلاب على البرهان وكباشي والعطا.. وتراجع وغض الطرف عن كباشي والعطا وحرض الجيش للانقلاب على البرهان.
¤ صار حميدتي مع كل ظهور يستجدي السلام.. بينما قحت تندب حظها وزينب المهدي تلطم الخدود و(لا) تشق الجيوب جزعاً من سقوط (الدراهم والدولارات).. ويحاولون الدفاع عن الباغي الشقي ويلازمهم الفشل، ويهتدوا الى حيلة لا تنطلي على احد ويصرخوا باعلى صوتهم (لا للحرب).. دون ان يحددوا كيف ولماذا؟.. بعكس الجيش، كيف؟ من خلال القبول بحزمة مبادرات ، اغلبها تافة.. ولماذا ؟ باشتراط ان يمضي الحوار حول مسارين (ترتيبات امنية وشأن انساني).. ويسبق ذلك خروج الجنجويد من منازل المواطنين.
¤ بعدها بحثت قحت عن طريق ثالث (سياسي) وطارت لأجله حتى باريس.. لتحشر نفسها في اي تفاوض يعيدها الى السلطة.. وتاتي الصفعة من انطلاق حملة شعبية قوية لتفويض الجيش.. والبرهان منتشي ويوجه (دبل ليه).. والعطا يزأر ويحيي رفيقه ، (كباشي ياقوة ياحديد ) وهو كذلك بالفعل.. وسفينة قائد البحرية الأسبق إبراهيم جابر تبحر ولا تبالي برياح اتهامات صلة القرابة بحميدتي.. ويؤدي المهندس عمله بكل همة ونشاط.
¤ لذلك ستخرج المليشيا من منازل المواطنين مرغمة.. ولكن لا تسألوني عن المقابل الذي ستقدمه الحكومة.. ولنفترض هو عودة الأوضاع ماقبل (15) ابريل 2023.. كيف سيتحرك حميدتي بين الناس.. وفي حقيقة الامر لم يكن يوما بينهم.. كانت تتبعة سبعة سيارات مصفحة من فئة لاندكروزر وبها اجهزة تشويش..
مليئة بالجنجويد والسلاح وكان يرتدي سترة واقية للرصاص.. ويحمل معه اكله وشربه – وكأنه في البوادي – خشية التعرض لتسمم.
¤ ولو اسر اليك بحديث في منزله يجبرك ان تؤدي اليمين على مصحف مكتوب بخط اليد.. وجهاز مخابراته الخاص يتنصت على كل من تساوره الشكوك حوله.. والمنزل محروس بالمئات من عناصر المليشيا.. وكاميرات المراقبة في كل مكان.. وقحت تهتف له (حميدتي الضكران الخوف الكيزان).. ويوزع (البكاسي) بطريقة تندر عليه د. الدرديري محمد احمد.. وارزقية يطلقون منظمة (كلنا حميدتي).. واقلام رخيصة تكتب عنه باستمرار.. ويغتر الباغي الشقي ويشتري صحيفة والمنافقين من حوله في كل مكان.. و (القوادين) يملاؤن العاصمة لو طلب فتاة ليل – والحق يقال لم نسمع عنه شيئا – لجاءوا اليه بعشرة !!.
¤ حسناً.. كان ذلك وضع حميدتي وهو يرتدي جلباب الخو والرعب.. تخيل لو عاد نائباً او حتى رئيساً.. هل يستطيع الحركة بشكل طبيعي؟ او يعتلي (المنابر) بعد ان حول حتى المنازل الى (مقابر) ؟ وهل سيدخل صالة فرح مهنيئاً عريس يده مخضبه بـ (الحناء)، ويده تتقطر منها (الدماء)؟!.. وهل بمقدوره ان يبيت ليلة واحدة في مدينة الجنينة المغدورة بعد ان اقام فيها ذات مرة لنحو ثلاثة اشهر ؟
¤ ومهما يكن من امر لن يكون حميدتي في مأمن ولو عاد الى بطن امه !!.