القطاع المصرفي.. خسائر كارثية بسبب الحرب.. خروج (11) مصرفا عن الخدمة بالكامل
سرقة وتخريب بعض افرع بنك السودان المركزي..
استعادة أنظمة (29) مصرفاً ويجري العمل للمعالجة في( 10 ) أخرى..
الكرامة – طارق شريف
تعرض الجهاز المصرفي منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م لأعمال نهب وتخريب وهجوم منظم طال بعض افرع البنك المركزي ورئاسات المصارف بولاية الخرطوم وبعض الولايات المتأثرة بالحرب بما تسبب في عدم الاستقرار في تقديم الخدمات المصرفية بصورة طبيعية وتوقف بعضها، خاصة وإن البنك المركزي وكل مقرات رئاسات المصارف ومعظم فروعها في ولاية الخرطوم تقع في محيط دائرة الحرب، إضافة إلى ارتباط القطاع المصرفي بقطاعي الكهرباء والاتصالات، وهما كذلك من القطاعات التي تضررت بالأحداث.
بالرغم من كل تلك العوائق والتحديات التي نتج عنها تخريب البنى التحتية للنظم التقنية وما ترتب عليها من إشكاليات الربط الشبكي مع المصارف والطرفيات والتطبيقات، وعدم القدرة على تشغيل النظم المصرفية الخاصة بالمصارف لاكتمال دائرة الدفع الإلكتروني وخروج شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية (EBS) عن الخدمة، إلا أنه تم التعامل مع تلك المشاكل والعقبات بمهنية عالية من قبل الفنيين والتقنيين في البنك المركزي وفي المصارف حيث تم الآتي لمعالجة الأنظمة المصرفية:
حث إدارات المصارف على مواكبة ما ترتب على الأزمة والتفاعل معها وذلك بإصدار تعميم “التعامل مع تداعيات الوضع الراهن على الجهاز المصرفي” في تاريخ 1 يونيو 2023م.
السماح للمصارف بتمديد فترة صلاحية البطاقات المصرفية التي انتهت صلاحيتها لمدة ستة أشهر من تاريخ التجديد بموجب تعميم “ضوابط مصرفية عامة مؤقتة” الذي صدر في تاريخ 15 يونيو 2023م.
عودة العمل بالنظام المصرفي لبنك السودان المركزي لما كان عليه قبل اندلاع الحرب وتجهيز كافة الإجراءات الفنية والتقنية لعودة العمل بنظام المقاصة الإلكترونية ونظام التسويات الآنية الإجمالية (سراج) والإعلان عن ذلك بالبيان الصحفي الذي صدر في تاريخ 7 يوليو 2023م.
استعادة أنظمة (29) مصرفاً بخلاف البنك المركزي واكتمال ربطها الشبكي استعداداً لعودة العمل بنظام المقاصة الإلكترونية، وتتم المتابعة مع بقية المصارف التي لم تكمل الربط الشبكي وعددها (10) مصرفاً لمعالجة المعوقات التي تواجهها.
عودة العمل بنظام التسويات الآنية الإجمالية (سراج) وإتاحة العمل به لجميع المصارف والمتعاملين مع الجهاز المصرفي منذ تاريخ 11 سبتمبر 2023م.
المتابعة اللصيقة مع المصارف التي تعمل بمحولات خاصة لمعالجة المشاكل التي تواجه عمل خدماتها الإلكترونية، حيث أعيدت تطبيقات الدفع الإلكترونية للعمل منذ يوليو 2023م وعددها ثماني تطبيقات ابرزها تطبيق بنكك .
تأثر القطاع المصرفي
أثرت الحرب بشكل مباشر على الجهاز المصرفي من خلال:
نهب وتخريب وحرق بعض افرع بنك السودان المركزي مما أدى إلى خروجها عن الخدمة في الخرطوم وزالنجي والفاشر ونيالا والجنينة.
الهجوم والنهب والتخريب الذي طال شركة مطابع السودان للعملة.
أعمال النهب والهجوم المنظم التي حالت دون الوصول للمقرات الرئيسية للمصارف التي تقع معظمها في قلب الأحداث بولاية الخرطوم وتسببت في خروجها عن الخدمة وتوقف تقديم الخدمات المصرفية، فقد خرج عدد (11) مصرفاً على الأقل عن الخدمة بالكامل (تمثل حوالي 29% من جملة المصارف) نظراً لانتشارها المحدود داخل ولاية الخرطوم أو لعدم قدرة فروعها في الولايات على العمل لمشكلات تقنية مرتبطة بالمقرات الرئيسية بولاية الخرطوم.
تخريب البنى التحتية للنظم التقنية وما ترتب عليها من اشكاليات الربط الشبكي مع المصارف والطرفيات والتطبيقات، وعدم القدرة على تشغيل النظم المصرفية الخاصة بالمصارف لاكتمال دائرة الدفع الإلكتروني.
عدم الاستقرار في الكهرباء وقطاع الاتصالات الذي أدى لتوقف الخدمات الالكترونية وفي مقدمتها المقاصة الإلكترونية والتطبيقات المصرفية.
خروج شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية (EBS) عن الخدمة.
التأثير السالب المحتمل على الميزان التجاري بسبب توقف حركة الصادرات والواردات وعمليات تمويل القطاع الزراعي والقطاعات الصغيرة وصغار المنتجين وإجراءات شراء وتصدير الذهب والأدوار التي تقوم بها المصارف والبنك المركزي.
توقف إجراءات منح التمويل المصرفي لعدم تمكن المصارف من استيفاء الضوابط الخاصة بالترميز والرهن، ونسبة التركيز، والمخصصات، وغيرها.
التعامل مع شيكات العملاء والشيكات المصرفية في ظل عمليات النهب التي تعرضت لها المصارف.
انتهاء صلاحية الأوراق الثبوتية لعملاء المصارف وعدم إمكانية تجديدها في الظروف الحالية، عدم تمكن بعض المصارف من إخراج النقد الموجود في الخزن لمشاكل امنية في بعض الافرع.