السفير عبد الله الأزرق يكتب.. إنّهم يتعمّدون اغتيال البشير

0

عرف السودانيون عن الرئيس السابق عمر البشير، توقيره لقادة القوات المسلحة وكبار ضباطها المعاشيين. كان يهتم بأوضاعهم المعيشية وظروفهم الصحية وأسرهم.

أقنع البشير الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري بالعودة للسودان وأكرمه ، وكان يُشركه في افتتاح المشروعات الكبرى التي ابتدرها.. وكذلك كان يفعل مع سوار الدهب عليهم رحمة الله . ورأيناه معهم وهم يفتتحون ضخ البترول.

كان الرجل يعرف قدر الرجال وينزلهم منازلهم . ما كان يخاف لأن المعارضين كانوا يكيدون لنميري ويحرضون ضده .

وأعلم أن وفدين من وجوه المجتمع سبق أن التقوا بالبرهان مطالبين بإطلاق سراح البشير وإنزاله منزلته . قال البرهان لأحد الوفدين إن انقلاباً سيقع في اليوم التالي إذا أطلق البشير !!!. هذا كان قبل الحرب الحالية .

وخلال الحرب عانى البشير ونائبه الفريق بكري والفريق عبدالرحيم واللواء الخنجر والعميد يوسف عبد الفتاح ؛ عانوا الأمرين. كانوا يأكلون البليلة مثلهم مثل بقية المحاصرين . وشاركوهم انقطاع الماء والكهرباء وكل المضايقات الأخرى بصبر يليق بالرجال القادة . لم يتضايقوا ولم يتذمروا .
وقد تعرض القسم الذي يسجن فيه البشير ورفاقه للقصف مرتين خلال هذه الحرب . ورغم ذلك أبقوهم في السلاح الطبي إلى هذا اليوم . هذا علماً أن البشير وبعض رفاقه في أواخر السبعينات وربما بداية الثمانينات من أعمارهم .

ثمة شائعة أنه جرى نقل البشير ورفاقه إلى مروي . وهذه فرية لا أساس لها البتّةَ .
هذا علماً أن القصف استؤنف اليوم على السلاح الطبي .

بحوزتي التقرير الطبي الذي يشرح بوضوح الحالة الطبية للبشير ورفاقه الصادر من مستشفى علياء ؛ بتوقيع الاول طبيب / عزمي الشيخ عبد الغني قرشي . وهو بالرقم :م ع ت م ط / سري
بتاريخ 22 فبراير 2024 ( أي قبل أحد عشر يوماً .يفيد هذا التاريخ أن الطبيب الذي يشرف على العلاج دكتور سامر حسب الرسول غادر المستشفى بعد الحصار الذي عانى منه عشرة شهور .

يقول التقرير الطبي أن المستشفى يخلي مسؤوليته أمام الله وأمام مسؤوليته المهنية نظراً للحالة السيئة التي يعاني منها هؤلاء القادة الكبار .

يقيني أن البشير ما كان سيسلمكم الحكم بتلك السهولة لو كان حريصاً عليه . ويقيني ، بل معلوماتي ، أن البشير منع مناصريه في الجيش من القيام بانقلاب مضاد عشية تسلم البرهان للحكم .
ولو أن الإنقلابات تبيح كل هذا التّشفي في البشير لكان البرهان من المسجونين . فقد شارك باعترافه في انقلاب البعثيين . ولو كانت الجريرة انقلابات لوجب محاكمة كل الأحياء الذين شاركوا في انقلابات منذ السبعينات ؛ فالعدالة لا تتجزأ

ولنتذكر : ” أن الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان ”
‏Injustice anywhere is a threat
‏to justice everywhere

ولنتذكر : ” أن تأخير العدالة نكران للعدالة ” Justice delayed , justice denied .
يقول فقهاء القانون الدستوري إن للمحاكمات والعدالة سياق اجتماعي لا تخرج عنه ، وهو الذي يضمن قبولها اجتماعياً ودوامها .
وإن مما يرعاه المجتمع السوداني قيم توقير الكبير والوفاء للقادة والزعماء الذين قادوه .
وللحقيقة فقد كان البشير باني نهضة الجيش عبر التصنيع الحربي وسد حاجته من الذخائر والعتاد حتى أصبح يصدرها . وهو الذي بنى للضباط المساكن وشيد للعسكر المستشفيات في كل مدينة . وكان رفيقاً بكبارهم مُجِلّاً لهم . ” وهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان ”
فالواجب المُلِح العاجل ليس فقط اطلاق سراح البشير ورفاقه ، بل تكريمهم .

أما هذا الاستهداف والتشفي فلا يليق بمن وضع نفسه في قيادة جيش عظيم .

ها قد بلّغت ، اللهم فاشهد .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.