‏أطياف – صباح محمد الحسن- سبع صنائع

0

‏ولو أن قيادات الجيش في ساعة حوار فيما بينها وقفت قليلاً  لتقييم مشاركة كتائب الإسلاميين في صفوف الجيش، لعضت سبابة الندم، أن ليتها ظلت هذه الكتائب في الظل ولم ترى النور إلى الأبد، ولتأسف انها جاهرت وتفاخرت بهذه العلاقة التي أثرت على سمعتها داخليا وخارجيا، ووسعت مساحات الجفاء بينها وبين غالبية الشعب السوداني، اقل أعراض هذا الجفاء هو تقليص مشاعر العاطفة التي تنبع من مبدأ انتماء الوطنية الذي يخلق التلاحم دون الحاجة لمكبرات الصوت للاستنفار.

 

‏فجرد حساب بسيط لاتسع المساحة للكثير منه، يكشف أن دخول هذه الكتائب كان خصما على المؤسسة العسكرية دون أن يكون لها  إضافة

‏فمنذ بداية الحرب لو جاء إستدعاء الجيش لجنود وضباط القوات المسلحة خارج الخدمة بدلا من هذه الكتائب وتحسس الجيش جنوده وضباطه الذين هم داخل الخدمة وخارج المعركة  لحقق الجيش انتصارا كاسحا ً بقلوب مؤمنة بالدفاع عن الوطن وليس عن الحركة الإسلامية

‏لأن هذه الكتائب فشلت في تحقيق النصر بالرغم من ظهورها منذ ساعة الصفر، فماذا حققت كتائب الإسلاميين للجيش في هذه الحرب!!

‏فلا حررت مقرا سياديا لتعود قيادة الجيش إلى دارها ولا طردت قوات الدعم السريع ليعود المواطنين إلى ديارهم !!

‏فما تحتفل به من إنتصارات في مدينة امدرمان يحدث في مدينة يسيطر عليها الجيش منذ بداية الحرب لم تسقط يوما في يد قوات الدعم السريع حتى تتم إستعادتها، وبهذا يكون اكبر إنتصارات كتائب الإسلاميين والقوات الخاصة  في أمدرمان هو إعتقالها لشيخ الأمين

‏فوجود هذه الكتائب في صفوف الجيش خساراته أكثر من ربحه لعدة  أسباب:

‏أولا : تسبب هذا الوجود في تراجع عملية التدافع نحو نصرة الجيش وتراجعت كثير من المدن والولايات عن عمليات الإستنفار بسبب سخطها على الكيزان

‏ثانيا : أكثر ما أستفز الشعب ان هذه القوات رفعت رآيتها في الميدان لتقول انا هنا وهذا كان خصما على الجيش  أنها دخلت المعركة للدفاع بإسم الحركة الإسلامية لا بإسمه

‏ثالثا :  مارست هذه القوات على منصاتها عملية التشفى السياسي وضرب القوى المدنية اكثر من الدعم السريع الأمر الذي جعل المواطن يكتشف ان المعركة سياسية بامتياز لاعلاقة لها بالكرامة ودحر التمرد

‏رابعا : ظهور هذه القوات في صفوف الجيش ساهم في إجماع دولي على عدم  تقديم الدعم والمساندة للجيش السوداني لأن ذلك يعني دعم الإخوان بطريقة مباشرة فأغلقت كل الدول أبوابها وسمت الحرب في السودان (صراع بين قوتين)

‏خامسا :  أن وجود هذه الكتائب سيكون أول الأسباب التي ستساهم في عملية التدخل الدولي بغية ان المعارك تحت سيطرة (القوات الخاصة وقوات الدعم السريع )

‏سادسا :  سيجلب  وجودها الضرر للجماعة قبل أن يلحقه بالجيش فإن صنفت جماعة الإخوان في السودان جماعة إرهابية فهذا يأتي بسبب وجود شخصيات  متطرفة وسط الكتائب خرجت وأعلنت انتماءها لتنظيم داعش وهذا مايجعل المجتمع الدولي يحرص على تفكيكها بإعتبار ان الحرب دخلت نفقا مخيفا يفسح المجال للمزيد من تجمع الإرهابيين ويعيد مشاهدهم في كل من العراق وسوريا وليبيا ويتحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية بصبغة عقائدية

‏سابعا :  أن وجود وظهور هذه الكتائب سيساهم بقوة في التمسك بضرورة إعادة بناء الجيش وإصلاحه العملية التي لاتريدها قيادة الجيش وهي واحدة من أسباب النفور عن طاولة التفاوض

‏إذن هي (سبع صنايع) لكتائب الإسلاميين في الحرب التي كانت ولازالت تُعد مشاركتها خطأ وكارثة وجريمة فادحة ارتكبت في حق المؤسسة العسكرية قبل الشعب السوداني، الخطأ الذي لايمكن تداركه وإصلاحه لفوات الأوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.