مفضل رجل المخابرات الأقوى.. دور الكلاب والكُلاب في حرب الكرامة

0

مدارات – مراد بلة – مفضل رجل المخابرات الأقوى في المنطقة جولة واسعة تبدأ بالخرطوم- دور الكلاب والكُلاب في حرب الكرامة- قصة كُلاب الأمن أو قل هي طرفة تحكي عن رجل من غرب السودان ينتمي لأحد الأحزاب الطائفية تحديداً إلى حزب الأمة عندما انتزعت جماعة الإنقاذ السلطة من حكومة الصادق المهدي الكسيحة وفتحت الباب لكل الشعب السوداني للمشاركة الواسعة اهتبل ابن ذاك الرجل الانفتاح الذي حدث وتقدم ليصبح ضابطاً في جهاز الأمن و المخابرات الوطني غير أن ذلك وإن أسعد والده قليلاً إلا أنه ظل غاضباً من النظام الذي قضى على حكم (سيدي الصادق ) بضربة لازب فكان حين يريد أن يسأل ابنه الضابط عن مسألة تخص الجهاز الذي ينتسب إليه يقول له باللهجة المحلية ( أنتو كُلاب الأمن ديل).

 

كان الأب جاداً يعني ما يقول وهو لا يدرك أن جهاز الأمن يقوم بالأساس بحماية أمن الدولة من التهديدات المحدقة بها سواء داخلياً او خارجياً وهو دور كبير وواسع التفاصيل.. وكان الابن يقابل ذلك بابتسامة عريضة، وهذه هي أخلاقيات منسوبي جهاز الأمن الوطني فقد قدموا نموذجا فريداً من الانضباط والوطنية، وطبقوا عن حرف الشعار القائل (الأمن يحس و لا يرى ) بالمقابل قدم بعض عناصر جهاز الشرطة أسوأ أنموذج إبتداءً من الجنجويدي (عنان) مروراً بقصة المحامية ازدهار ثم بين يدي قصة ضابط الشرطة الذي يقف أمام العدالة بتهمة التحرش بمتهمة ( من كنداكات جبال النوبة) داخل أحد الأقسام أدعت الكنداكة على الضابط بأنه ساومها في شرفها مقابل إطلاق سراحها ولا تعليق أكثر فالقضية قيد النظر.

 

 

وأعود إلى قصة كلاب الأمن (بضم الكاف) لأزجي الشكر الجزيل إنابة عن الشعب السوداني للكلاب الحقيقية كيف أن جهاز المخابرات وظفها في قتال الجنجويد في مناطق بولاية الخرطوم، لقد استفادت كوادر الجهاز من حب عناصر الجنجويد لأكل اللحم (الشواء) فما أن يحل المساء ويجن الليل حتى يتدافعون نحو محلات (الشية).

 

وصفة الدعامة هذه وولعهم بأكل اللحم هي ذات الصفة التي لدى الكلاب فهي أيضاً تتحسس أماكن اللحم والشواء ولأن كوادر جهاز المخابرات العامة لا تفوتهم شاردة ولا واردة ويتمتعون بالصبر الجميل وقوة الملاحظة ويستفيدون من كل كبيرة وصغيرة كانوا يقومون بوضع سيتكر أو هي رقاقات (شريحة) لاصق ذاتي على تلك الكلاب لتحديد موقع عناصر الجنجويد عبر GPS بناءاً على القاسم المشترك بينهما-أي الدعامة والكلاب وهو (حب الشواء) الشيء الذي مكّن القوات المسلحة لتوجيه ضربات محكمة كبدت الغزاة خسائر فادحة في الأرواح تحديداً الأمر الذي زرع في قلوبهم الرعب الشديد.

 

لذا على الجميع إدراك أن عملية إخراج المرتزقة من الخرطوم لم يكن عملاً تقليدياً أو سهلاً إنما استخدمت خلاله الأجهزة الأمنية أفضل الخبرات وأحدث التقنيات وأدق الأسلحة وهو الشيء الذي حير العالم ووقفت الدول المتآمرة على السودان حياله وعلى رأسها الأمارات مذهولة من ذكاء أجهزة المخابرات السودانية والأجهزة الأمنية الأخرى.

 

حضارة عمرها أكثر من 9 آلاف سنة

لقد فات على بن زايد أن السودان يتكئ على إرث عميق الجذور وحضارة ضاربة في القدم عمرها أكثر من تسعة آلاف سنة قبل الميلاد مقابل هؤلاء البدو الرعاع والأوباش الذين لولا العقول السودانية لما وصلوا إلى هذه المرحلة، وهذا يقودنا إلى أهم حدث حدث مؤخراً وهو زيارة مدير جهاز المخابرات العامة السوداني الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل إلى الخرطوم وتأتي هذه الزيارة في هذا التوقيت وحكومة الدولة المركزية تتهيأ للانتقال إلى العاصمة القومية التي ظلت رمزاً للقرار السيادي و للفعل السياسي والتنفيذي منذ ما قبل الاستقلال ومن لدن غردون باشا.

 

وما أن وطئت قدماه أرض الخرطوم حتى انفرجت أسارير الشعب السوداني إذ رسخ مجيئه في القلوب الطمأنينة خاصة و أنه يحمل في جعبته عدة رسائل منها ما هو ظاهر تفوه به ومنها ما عرف ضمناً، فقد أطلق في الهواء ما يمكن أن يُعد آخر صافرة إنذار للمتعاونين وأشياع الجنجويد والمندسين، فبمثل ما كان جهاز المخابرات العامة أول من أعلن للعالم أجمع تمرد قوات الدعم السريع ها هو ذا مديرها العام يعلن بأن عاصمة السودان القومية ترقد آمنة مطمئنة وإن لم تخلو من بعض أبواق الجنجويد إلا أن الجهاز قادر على سحق كل من تسول له نفسه المساس بأمن البلاد والعباد، ولعل هذه هي الرسالة الأهم التي في كنانة المفضل.

 

ثم كانت الرسالة التالية والتي تجسدت في زيارته لأسر شهداء ومصابي العمليات من جنود الوطن البواسل بأن قيادة الدولة لن تغفل قط عن مبادلة شعبها الذي قدم المهج والأرواح وقدم الغالي والنفيس من أجل أن يظل السودان حراً أبياً وفاء بوفاء.

 

وكذلك شملت زيارة الفريق أول المفضل أهل الفن الذين صاغوا بالكلمة النبيلة وجدان الشعب السوداني وتغنوا بشذى الزهر الجميل وعطروا الآذان بحلو النغم وقد حمل الأثير صوراً رائعة ومعبرة للسيد المدير المفضل وهو يجلس إلى الفنان القامة أبوعركي البخيت(بخاف أسأل عليك الناس سر الريدة البينا إذيع) وكذا لاقت صوره رواجاً واسعاً وهو في منزل الفنان الراقي والعظيم الدكتور عبدالقادر سالم(جيناكي زي وزين هجر الرهيد يوم جفا) وهما يتجاذبان أطراف الحديث وأيضاً كان للرموز الدينية نصيب وافر في الجولة حيث قام سعادته بزيارة تفقدية إلى رئيس السجادة القادرية الشيخ الريح أزرق طيبة بمنطقة طيبة الشيخ عبدالباقي بولاية الجزيرة و لعمري تحوي هذه الزيارة في طياتها دلالات عميقة بأن الدولة السودانية لن تتنازل عن هويتها الدينية القائمة على التنوع مهما تكالب عليها الأعداء وهو بذلك يجدد تمسكها بالعقيدة الراسخة بأن الشعب السوداني لم ولن يتزحزح عنها قيد أنملة.

*في السابق كان عندما يقع على مسامعك عبارة جهاز الأمن والمخابرات كان الجميع يتوجسون خيفةً أما في عهد المفضل فقد عادت كثير من الأمور إلى نصابها..

 

وبات الناس حينما يسمعون هذه العبارة تبعث في نفوسهم الطمأنينة..والسلامة العامة فكل جنجويدي (يعصر ضنبو) والتحية لأسود جهاز المخابرات وهم يقدمون اعظم التضحيات*

ويقول نابليون جيش من الأرانب يقوده أسد أفضل من جيش من الأسود يقوده أرنب

فما بالك بجيش من الأسود يقوده اسد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.