المستشار الصحفي لرئيس مجلس الوزراء.. الرجل المناسب في مكان غير المناسب

1

خلف الأسوار- سهير عبدالرحيم- أبو حباب …الرجل المناسب في المكان غير المناسب- من المؤكد أن هاتف الزميل العزيز والأخ الكريم الأستاذ محمد عبدالقادر ، رئيس تحرير صحيفة الكرامة، قد استقبل عشرات ومئات التهاني بمناسبة تقلّده منصب المستشار الصحفي لرئيس مجلس الوزراء.

 

لم أهنيء محمد ،و لم أبارك له الاختيار ، رغم أن ما بيني و بينه يجعلني في غير موقع أهاتف والدته الكريمة أولاً، وزوجته وأخواته وإخوانه الكرام ، وبعدها أهاتفه هو أو لا

 

وما بيننا يجعلني أرفع سماعة الهاتف العاشرة مساءً لأقول له إنني سأسافر غداً في الثامنة صباحاً إلى الفشقة المحررة بولاية القضارف لتناول إفطار رمضان مع جنود جيشنا في الحدود، وأريدك أن تكون معي ، فيقول :

“سمعاً وطاعة” ،ثم يكون في الموعد .
ثم تندلع الحرب بعد ذلك الإفطار ب 14يوماً، و يُطلق صحيفة الكرامة، فيطلب مني أن أكتب في صفحته الأخيرة دعماً لها حتى تثبت وتنطلق ،كما انطلقت فعلاً بكل قوة ونجاح ،بفضل عزمه ومثابرته، فأرد عليه :”سمعاً وطاعة ”

 

وأكتب له قرابة الشهرين إنها لغة مشتركة عمرها أكثر من 25عاماً، نؤدي فيها فروض الأخوة والصداقة والزمالة والجيرة والعيش والملح بود ومحبةورضا

وهو ذات السبب الذي يدفعني ألا أبارك له ؛ فمحمد الطالب النجيب، أول دفعته في الجامعة ، وأفضل محرر أخبار عرفته صالات تحرير الصحف السودانية، والقادر على تحرير وصياغة وإعداد صحيفة كاملة لوحده بكل القوالب الصحفية من خبر وتقرير وتحقيق ومقال ومنوعات وثقافة وفنون واقتصاد ورياضة …محمد ذاك ستكون بوابة مجلس الوزراء خصماً عليه

 

لقد استعانوا بك يا محمد في محاولة لوضع طبقة من ال “فاونديشن” علهّا تصلح وجه حكومتهم البائسة ، عيّنوك ليستفيدوا من علاقاتك الواسعة والمميزة في الوسط الصحفي، ومن القبول الكبير والمحبة التي تحظى بها وسط زملائك، ذلك حتى يخفّ الهجوم على أدائهم البائس ، فيخفت الضجيج و يتم تحييد الغاضبين.

 

جاءوا بك يا محمد لرئيس وزراء ميت سريرياً ، معاق فكرياً، هائم على وجهه بلا رؤية ولا بوصلة ولا هداية ؛ رئيس وزراء ، باهت ، رمادي ، عاجز أن يجعل قراراً واحد على قٍلّة قراراته_ يُنفّذ، ودونك قرارات تخفيض الرسوم الجامعية للطلاب، والارتقاء بالقطاع الصحي ،وتخفيف أعباء المعيشة و عودة الوزارات إلى الخرطوم، و هو نفسه قارب على إكمال ثمانية أشهر ومازال يدير شؤون المجلس من بورتسودان.

 

أصدقك القول يا محمد :لم يمر على تاريخ البلاد مسؤول أفشل من هذا الرجل ،ولن تجد لديه مايقدمه للمواطن ؛ فمايجدي وضع خطة إعلامية ناصعة البيان و بيانات صحفية محكمة الصياغة والرؤية دون أن يكون هناك محتوى

ستجد نفسك بعد قليل مثل صحفي يعمل رئيس تحرير في الواشنطن بوست؛ وفجأة يجد نفسه في وظيفة محرر بصحيفة صفراء في دول العالم الثالث

خارج السور:
أسأل الله لك التوفيق والنجاح والسداد في كل خطاك، وآمل ألا تجرفك الرمال المتحركة حيث هم .

تعليق 1
  1. الوليد الخير محمد يقول

    المشكلة ليست في محمد الصحفي النابه الذي وضع في غير محله ، والمصيبة ليست في دكتور كامل إدريس الذي لبس جلبابا أكبر من مقاسه، الكارثة في من أين يأتي هولاء ، تتذكرون الآن كامل إدريس لكن تنسون كبير الفاشلين حمدوك وفي الفشل والعته والبلاهة والكرافتات البهيجة يستوي الإثنان، من أين يأتي هولاء ومن المسؤول عن توليهم زمام الأمور في بلاد كانت يوما مثالا يحتذى في شاغلي هذه المناصب الرفيعة ، من أين تمطروننا بهذه المواسير يرحمكم الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.