كتبت تسيير عووضة تحت عنوان “المسار الثالث” قائلة: قبل أن نتحدث عن المسار مهم جداً نكون عارفين ثلاث محطات مفصلية في علاقة البرهان بواشنطن.
الأولى بدأت في أغسطس 2023م حادثة فك حصار القيادة وإخراج البرهان ونقله في عملية دقيقة من المخابرات الأمريكية والمصرية بتنفيذ ضباط من القوات الخاصة الأوكرانية.
المحطة الثانية بدأت في سبتمبر 2024م، حيث زار البرهان نيويورك والتقى مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن جيك سوليفان ومسؤولين رفيعين من الـ CIA، وحتى هذه اللحظة ما في أحد عارف ما دار بينهم لكن بعدها مباشرة تم تحرير سنار والجزيرة ومدني والخرطوم “غالباً تلقى دعم استخباراتي وعسكري أكبر”.
المحطة الثالثة في أغسطس 2025م عندما زار البرهان سويسرا سرا وقابل مسعد بولس مستشار الرئيس ترامب الذي جاء بمقترح رؤية أمريكية متكاملة ليست حول وقف الحرب والهدنة (فقط) بل تصور لليوم التالي بعد إيقاف الحرب والخطوات اللي مفروض يعملها البرهان من جهته والخطوات المفروض تعملها واشنطن من جهتها.
هذه المحطات الثلاث هي التي وضعت البرهان على عتبة المسار الثالث وهو التوافق مع واشنطن والقاهرة والرياض مع عرقلة محددة من أحد أطراف الرباعية “الإمارات” وزوالها كان هو سبب شكره لترمب وبن سلمان
مسار لا للحرب:
– إبعاد الإسلاميين عن الجيش ومفاصل الدولة وتسليم المطلوبين
– إبعاد الجيش عن المشاركة في السلطة
– استعادة الحكم المدني الديموقراطي (حكومة تنفيذية مدنية)
– دمج المليشيات والحركات تحت الجيش
مسار بل بس:
– الجيش مؤدلج ويشارك في السلطة
– إبعاد الدعم السريع عن السياسة وتفكيكه قوته العسكرية
– إبعاد المدنيين (صمود وتأسيس إلخ) عن المشاركة في السلطة
– إرجاع الأوضاع لما قبل 2019 ما أمكن
المسار الثالث:
بيان الرباعية وهو كما ذكرت مراراً مطابق لاتفاق البرهان- بولس وخليط بين مساري لا للحرب وبل بس، وأهم ما فيه:
– إبعاد الإسلاميين عن الجيش ومفاصل الدولة وتسليم المطلوبين
– إبعاد الجيش عن المشاركة في السلطة التنفيذية
– إستعادة الحكم المدني الديموقراطي (حكومة تنفيذية مدنية)
– دمج المليشيات والحركات تحت الجيش بما فيها الدعم السريع
– إبعاد الدعم السريع عن السياسة وتفكيك قوته العسكرية
امتيازات متبادلة:
– السودان شريك لأمريكا في مكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر وضبط الحدود والهجرة غير الشرعية
– شراكة استثمارية أمريكية سودانية في مجالات التعدين وإعادة الإعمار
– ابتعاد تام عن محور روسيا الصين ايران وعدم منح أي قواعد لهم في الأراضي السودانية المطلة على البحر الأحمر أو خلافه
– رفع عقوبات السودان والبرهان (وتوفير غطاء أمني له)
– استكمال التطبيع وإتفاقيات أبراهام
إصرار أمريكا على إقحام قطر وتركيا في جهود وقف الحرب سببه الرئيسي هو قدرتهما الفائقة على كبح جماح الإسلاميين والمتطرفين بالإضافة طبعاً للدعم الاستخباراتي والعسكري اللي يقدموه للجيش بعلم وموافقة (ومشاركة) الحجة
الخلاصة:
شئنا أم ابينا، البرهان جلس مع أمريكا من بدري شديد وحالياً يحصد في التحركات التي كان يعملها خلال الفترة الماضية والتي نتج عنها حقيقتين تم الإعلان عنهم بواسطة الأمريكان أنفسهم:
- أن الإدارات الأمريكية سواء إدارة بايدن الديموقراطية أو إدارة ترمب الجمهورية يروا أن البرهان قادر على قيادة السودان نحو
- وأن السودان حليف هام/ حساس بالنسبة لأمريكا حسب تصريح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس
