متابعات- الزاوية نت- اقترب الجيش السوداني بمساندة القوة المشتركة والقوات الأخرى، من استعادة السيطرة على مدينة بارا 40 كيلو مترا جنوب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث تشهد المنطقة منذ ساعات الفجر الأولى معارك ضارية بعد شن الجيش هجوما عنيفا على قوات التمرد الموجودة في المدينة.
وكان الجيش قد استعاد منطقة أم دم حاج أحمد غرب شمال بارا كما سيطر على منطقة كازقيل جنوب مدينة الأبيض، وقالت مصادر عسكرية إن السيطرة على بارا تعني تأمين مدينة الأبيض بشكل واسع بعد السيطرة وبعد السيطرة على جبرة الشيخ يتم تأمين بارا بشكل أوسع لتصبح الصحراء الممتدة من الدبة مرورا ببارا بعد تحرير جبرة الشيخ إلى الأبيض في ايادي القوات المسلحة السودانية وتأمين واسع لولاية الخرطوم والانطلاق إلى قلب إقليم كردفان.
وكتبت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في حسابها الرسمي على الفيسبوك قائلة: انتصارات كبيرة قادمة، ترقبوا التفاصيل”، بينما قالت مصادر إن قوات التمرد انسحبت من داخل مدينة بارا وارتكزت في الجزء الغربي والشمالي للمدينة، وأن قوات الجيش لم تدخل المدينة حتى الآن.
في الأثناء تخوض قوات درع السودان بقيادة أبوعاقلة كيكل معارك عنيفة في منطقة ام سيالة حيث تمكنت من الدخول اليها إلا أن المعارك ما تزال بعد أن وصل إلى قوات التمرد فزع قادم من جبرة الشيخ.
وقال المحلل العسكري محمد مصطفى محمد صالح إن الجيش السوداني نفّذ أحد أنضج نماذج الانتظار الاستراتيجي في ساحة الحرب لم يندفع خلف كل صخب ولا انجرّ خلف كل ضجيج، حيث راقب بصبر راقب كما يراقب القناص المدى لا يطلق رصاصته حتى يرى عين الهدف وفي المقابل تحركت المليشيا في كردفان ودارفور كقطيع جواميس ضخم تائه الاتجاه كثيف العدد بلا غطاء تكتيكي مدفوعة بثقة زائفة بالزخم وبالدعم الخارجي.
وبحسب مصطفى أن الجيش لم يواجهها مباشرة بل تركها تغرق في أوهام التمدد حتى حين كان المشهد صامتاً لكن خلف الصمت كان العقل يعمل تحليل عميق رصد جمع معلومات بناء بنك أهداف وتهيئة الساحة لصفعة مركزة، ثم انقض انقض كما ينقض النمر بعد ترقب طويل سيطر على( أم دم، أم سيالة، وبارا)
وأكد أن هناك ثلاث نقاط مفصلية تسقط بثلاث ضربات مركزة أوقفت زحف المليشيا وخلطت أوراقها وما حدث لم يكن معركة فقط بل إعلان عن تغيير كامل في المشهد العسكري ودرس في الصبر والتكتيك واستخدام الذكاء بدل الاندفاع والنتيجة ارتباك في صفوف المليشيا وعودة ميزان القوة إلى يد الجيش.
