هل تدخلت ليبيا عبر ميج23 أم سوخوي 24 في إسقاط الفاشر؟

0

بقلم- محمد مصطفى محمد صالح – الصور التي ظهرت في الفاشر لجود صف طويل من المركبات المحترقة ومناطق احتراق متفرقة عند الرأس والنهاية والامتداد الوسطي للرتل يتوافق مع تكتيك ضرب الرأس والذيل ثم هجوم جزئي على العمود لإحداث اختناق وحصر الأهداف وهو تكتيك معروف في هجمات على قوافل وله أثر كبير في زيادة الخسائر وإعاقة الانسحاب.

 

الصور أظهرت مركبات محترقة بكثافة وفي نقاط متقاربة تدعم فرضية استخدام ذخائر عالية الانفجار أو ذخائر عنقودية كما أن وجود حروق متجاورة ومناطق اشتعال واسع يشير إلى إما قنابل متفجرة حرارية أو صواريخ ذات شحنة شديدة الانفجار أو موزعة عبر انتشار شظايا.

 

المسيرات الهجومية تستطيع تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف أرضية وتؤدي دور التمهيد والتشتيت والإرباك خاصة عندما تُستغل لاستهداف الرأس والنهاية في الرتل لشل الحركة ولفتح ثغرات ثم السماح لطائرة أسرع بالدخول وإلقاء ذخائر أثقل أو إطلاق صواريخ جو أرض موجهة.

 

التحليل للصور والأقمار الصناعية يُظهر تنسيق و تنفيذ مرحلتين الأولى مسيرات لعرقلة وتشتيت الرتل بشكل غير منظم ثم هجوم طائرة حربية بما يشير إلى قصف بصواريخ أو قنابل موجهة على تجمعات المركبات
طبيعة الأسلحة التي قد تُستخدم من طائرة ميج23 او سوخوي 24في دور الهجوم الأرضي تشمل صواريخ جو أرض موجَّهة مثل Kh-23 المعروف أيضا باسم AS-7 Kerry وقوائم من حِزم الصواريخ غير الموجَّهة مثل حوامل UB-16 مع صواريخ S-5 او S-8 وصواريخ أكبر مثل S-24 كما يمكن لحاملات المقاتلة حمل كمية قنابل إجمالية تصل إلى حوالي ألفي كيلوغرام موزعة على نقاط تعليق خارجية مما يسمح بإسقاط قنابل شديدة الانفجار أو حمولات عنقودية أو قنابل موجهة حسب تجهيز الطائرة.

 

المدى لميج23 يتغير حسب الحمولة والوقود ومهمات البقاء لكن مراجع فنية تُشير إلى نصف قطر قتال يتراوح بقيم متعددة حسب التهيئة وحدود تصل في بعضها إلى مئات الكيلومترات مع مدى عبور أو نقل يصل إلى ألفي وخمسمئة كيلومتر تقريباً عند استخدام خزانات وقود خارجية مما يجعل إمكانية انطلاقها من مطار ليبي بعيد واردة مع دعم لوجستي أو خزانات خارجية أو نقاط إعادة تموين في الجو أو قواعد مقربة.

 

اما سوخوي 24 فتصل الي مدي ثلاث الف كيلومترات مع حمولة تضاعف حمولة ميج 23 بثلاث مرات
أعتمد في التقدير على مواصفات ميج23 وسوخوي24 المشهورتين لأن أسلحتهم وقدراتهم الأرضية هي الأقرب للأنماط المذكورة في صور التدمير والطائرتين تتواجدان في ليبيا.

 

فهناك تقارير استخباراتية أميركية تؤكد أن خليفة حفتر وقواته التابعة لـ الجيش الوطني الليبي (LNA) استلمت بالفعل مقاتلات من نوع سوخوي24من سدّ الميمنيم الروسية عبر قاعدة سورية.

لكن حتى الآن لا توجد بيانات علنية واضحة تثبت أن هذه الطائرات تديرها قوات حفتر بشكل مستقل أو بصورة نظامية مملوكة بالكامل له؛ فالتشغيل غالبًا يتم عبر طيارين روس أو مرتزقة كما ان القذافي كان يملك هذا النوع من المقاتلات.

 

أقرب مطار ليبي جغرافياً إلى الفاشر مطار الكفرة في جنوب شرق ليبيا والذي يبعد عن الفاشر مسافة تقارب ألف ومئة وتسعين إلى ألف ومئتين كيلومتر بالخط الجوي مما يجعل انطلاق طائرات من قواعد في الكفرة إلى الفاشر ممكن مع مدى الطائرة وحمولة الأسلحة وخيارات التزويد بالوقود او حاويات وقود إضافية.

 

هذا المزيج بين استخدام المسيرات والمقاتلات ظهر تاريخياً في هجمات على قوافل حيث يأتي المثال الأكثر وضوحاً هجوم طريق الموت في حرب الخليج عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين حيث استُخدمت طائرات هجومية لقصف أعمدة متراصة من العربات ما أسفر عن دمار واسع وأعداد كبيرة من المركبات المنكوبة وهو مثال يوضح كيف أن ضرب الرأس والذيل ثم التركيز على التجمعات يمكن أن يحول عمودا قائما إلى حقل خرائب.

 

المشاهد والأدلة المرئية تشير إلى هجوم مرحلي استخدمت فيه المسيرات لأغراض التشتيت والتهيئة ثم طائرة حربية لتنفيذ ضربات أكبر باستخدام صواريخ Kh-23 أو حِزم صواريخ S-5 أو S-24 او s-8 أو قنابل جوية تقليدية أو عنقودية أو موجهة حسب تجهيز الطائرة مع إمكان انطلاق من قواعد ليبية بعيدة مثل الكفرة إذا توفرت خزانات وقود ودعم لوجستي مما يجعل السيناريو في استخدام المقاتلة ميج 23 منطقيا وقابلا للتنفيذ على أرض الواقع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.