كتب الصحفي محمد المبروك مقالا تحت عنوان “خَدَم الإسلاميين.. كيف يروج “أولاد قوش” في القوى المدنية لخط الإسلاميين” قائلا: بالمناسبة، لا يُخفى علينا الدور الدعائي المخاتل الذي يلعبه “أولاد قوش” في فضاء الاعلام لصالح دعم موقف الإسلاميين وتسيدهم المشهد العام وتجيير الموقف الوطني العام لصالحهم وعلى حساب القوى الأخرى المساندة للدولة والسيادة.
من هم “أولاد قوش”…؟
هم مجموعة من المصادر التي كان جهاز الأمن تحت قيادة الماكر المكير صلاح قوش يذرعهم أو يستقطبهم من داخل تنظيمات المعارضة ثم يحنو عليهم حنو المرضعات على الفطيم ويقدم لهم الخدمات النضالية من قبيل التلميع المفتعل والاعتقالات الزائفة ودعمهم للصعود داخل تنظيماتهم المعارضة على حساب الكوادر الأصيلة التي كان الجهاز -فعلا لا ادعاءً- يحاربها ويضيق عليها ويهمشها حتى داخل تنظيماتها. وهذا ملف مثير سنعود إليه بتفاصيل دقيقة يوماً ما.
○ قد يتبادر إلى الذهن إنً الدعاية المخدومة والمثابرة التي تتمحور حول سيطرة الإسلاميين على الجيش، الإسلاميين هم وراء كل فعل في الميدان السياسي والإعلامي، الخط الإعلامي المساند للجيش هو خط الإسلاميين.. ألخ بحيث تتم مصادرة وإلغاء كل حضور الفاعلين الآخرين- بخلاف الإسلاميين- قد يتبادر إلى الذهن أن هذه الدعاية ضد الإسلاميين ولكن لو نظرت لحصادها الاستراتيجي لصالحهم ستجد أصابع قوش واصابع الإسلاميين واضحة وضوح الشمس في كبد السماء تحرك شغيلة “قوش” في الميديا بذكاء وحنكة.
هذا، رغم أن موقف الفاعلين الأصليين في اليسار السوداني المنحاز للدولة والجيش كان أوقع أثراً وكانت حججهم في الدفاع عن الدولة والجيش أكثر احكاما واقناعاً وتأثيرهم-خاصة في فضاء الشباب الديمقراطي- بدا قوياً وحاسماً في معركة صراع السرديات وتعريف طبيعة حرب السودان والتصدي لسردية العدوان الإماراتي ذو الذراع الداخلي مليشيا الدعم السريع وسندها من عناصر قحت “البائدة”
هل احتاج لضرب امثلة هنا .. قائمة طويلة من كتاب وكاتبات وناشطي وناشطات اليسار الوطني -Aka البلابسة- يسعى “أولاد قوش” يومياً وبمثابرة ونهم للتغطية والتعميه على دورهم في حرب أبريل وبالمقابل تعلية وتعزيز دور الإسلاميين.
في الظاهر يخدم هذا غرض الأمارات والمليشيا فيما يتعلق بحربهم-المزعومة- ضد الإسلام السياسي. ولكن هذا مجرد هدف تكتيكي لمن يفكر بشكل مجرد ثم يحسبها عملياً. على المستوى حصاد استراتيجي هذا يلعب لصالح الإسلاميين بلا شك، لأن الشعب يهمه من وقف معه في محنته الحالية لا من يقف على الموقف النقيض مناصرا ومسانداً للمليشيا وعدوانها.
هل يغازل “أولاد القوش” الإسلاميين بطرف خفي؟ نعم!
هل يضير ذلك الدولة والجيش؟ ربما لا. لأن ثراء وتعدد مشارب من يقاتلون في خندق الجيش يستحيل محوه بدعاية تم استهلاكها وفقدت صلاحيتها فقد ثبت شرعاً.
هل نحسد الاسلاميين على اداء “اولادهم” داخل الشلليات المدنية؟
إذن، لماذا تكتب عن خدمة “أولاد قوش” السرية للإسلاميين؟
هذا ما سنجيب عليه لاحقاً.