جامعة الخرطوم تغضب

0

متابعات- الزاوية نت- أصدرت إدارة الإعلام والعلاقات العامة، جامعة الخرطوم، بيانًا ردًا على مقال كتبه الصحفي يوسف عبدالمنان بعنوان “بين جامعتين” وجه في انتقادات إلى طريقة إدارة جامعة الخرطوم لأزمة الحرب الحالية.

 

وبدات الرد بأبيان الشاعر إدريس جماع:

  • ولدت كالفجر في مولد سودان جديد
  • وستحيا وسيحيا هو حرا في صعود
  • فاسعدي يا موطن العلم ويا أرض الجدود

 

 

وقالت إن يوسف لم يوجِّه سهام نقده في إطار المؤسسية بحيث يمكن مناقشة ذلك بالأخذ والرد على أوجه القصور ومواطن الخلل، وإنما قفز مباشرة وتحدث في مقاله عن شخص مدير الجامعة مقارِنًا بينه وبين البروفيسور الهادي آدم مدير جامعة النيلين وجميعهم يعملون في خدمة الوطن سواء بسواء.

 

وأكدت انه لتوضيح بعض الحقائق فيما يخص أداء جامعة الخرطوم ما كنا نحسب أن ما أنجزته الجامعة خلال الفترة من ابريل 2023 إلى تاريخ اليوم يحتاج إلى إشارة ولكن لابأس من إعادة تعريف المعرّف أحيانًا.

 

 

60 اجتماعا خلال فترة الماضية

ونوهت إلى أن جامعة الخرطوم باستمرار الدراسة منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب وقررت مواصلة كافة الأنشطة (التدريس والامتحانات واستخراج الشهادات)، فانتظمت في اجتماعات مكثفة على مستوى مجلس العمداء ومجالس الكليات. هذه المبادرة كان لها السهم الكبير في تحريك كل مؤسسات التعليم العالي السودانية، عقد مجلس العمداء حوالي 60 اجتماعًا خلال الفترة (2023-2025)، كما انعقدت مجالس الكليات والمجالس الأخرى بصورة راتبة.

 

خمس دورات امتحانات

أنجزت جامعة الخرطوم في الفترة منذ اندلاع الحرب وحتى تاريخه خمس دورات امتحانات تمكنت خلالها من إجلاس (90%) من طلابها على مستوى الدبلوم الوسيط، البكالوريوس، الدبلوم العالي، الماجستير والدكتوراة، وقد عقدت الجامعة هذه الدورات في مراكز داخلية في: (عطبرة، مدني، كوستي، القضارف، كسلا، شندي، أم درمان)، وعدة مراكز خارجية في: (القاهرة، الرياض، الشارقة). على سبيل المثال، في الدورتين الرابعة والخامسة جلس للامتحان نحو 7500 و8000 طالبا على التوالي، موزعين على ما يقارب 22 كلية وعدد من المعاهد البحثية، لكافة الدرجات العلمية.

 

كما شهدت الفترة (2023 – 2025) تخريج نحو 7500 طالب في مختلف الدرجات العلمية (البكالوريوس والدبلوم الوسيط والدراسات العليا). وفي ذات الصدد تمكنت الجامعة من استعادة سجلات ما يقارب 150 ألف خريج منذ عام 1958 وحتى اليوم، وتم تحويلها إلى نظام إلكتروني يتيح استخراج الشهادات بمختلف الدرجات العلمية. وقد حازت الشهادات الإلكترونية على مصداقية عالية محليًا وعالميًا بفضل معايير الجودة والموثوقية المتبعة. حتى الآن، تمكن أكثر من 10 آلاف خريج من استخراج شهاداتهم إلكترونيًا.

 

وقد استطاعت أمانة الشؤون العلمية برئاسة البروفيسور علي رباح عبد الرحمن، وعضوية مجلس عمداء الجامعة الموقر، ورعاية وإشراف البروفيسور عماد الدين الأمين الطاهر عرديب، إدارة الامتحانات في دوراتها الخمس بنجاح وذلك للمؤسسية العالية التي لا تتطلب الوجود الشخصي لمدير أو وكيل ما دامت المؤسسات تعرف حدود مهامها وواجباتها وتؤديها على أكمل وجه.

 

فيما يتعلق بالعملية التعليمية والبحث العلمي وهي المهمة الرئيسة للجامعات ومؤسسات التعليم العالي في كل مكان أنشأت الجامعة منصة معتمدة وموثوقة للتعليم الإلكتروني عبر نظام Moodle، وانتظم التدريس فيها في مختلف المستويات الدراسية للجانب النظري. كما تمكنت الجامعة من تنفيذ الشق السريري والعملي والحقلي للكليات التطبيقية بالتعاون مع المستشفيات، ومع جامعات رائدة داخل وخارج السودان. على سبيل المثال، وقّعت الجامعة عدة مذكرات تفاهم مع جامعات ومؤسسات تعليمية خارجية لتقنين التدريب.

 

كما استطاعت جامعة الخرطوم وبجهود نعجز عن وصفها من خلال السيد وكيل الجامعة دكتور محمود علي أحمد وفريق عمله من مدراء الإدارات المختلفة من ضمان استقرار العمل الإداري بشكل لامركزي تنقلت منه خلال الإدارة من الخرطوم إلى مدينة ود مدني ثم القضارف ثم عطبرة ثم بورتسودان ومن ثم أم درمان، وذلك لتسيير عمل الجامعة الإداري والحرص على حل كافة التحديات الإدارية لجميع الموظفين والعاملين الذين يواجهون ظروف الحرب المعلومة لدى الجميع.

 

 

خسائر الجامعة

ذكر كاتب المقال أن جامعة الخرطوم أقل مؤسسات التعليم العالي تضررًا من الحرب وهذا غير صحيح، فقد شكّلت إدارة الجامعة بتاريخ 20/04/2025م لجنة لحصر الأضرار في الكليات والمعاهد والوحدات، ولجنة أخرى من كبار الأساتذة لتقييم حجم الخسائر.

 

وتشير التقارير الأولية إلى أن حجم الضرر فاق الوصف؛ إذ دُمّر ما يقارب 50% من مساكن الأساتذة بحي المطار وضاحية بري (حي الشاطئ)، كما أُحرقت كلية الصيدلة ودُمّرت قاعات الامتحانات الكبرى، فضلًا عن تدمير البنية التحتية (الكهرباء، المياه، الإنترنت) ونهب تجهيزاتها. كذلك فقدت الجامعة معظم معيناتها التدريسية، لا سيما الأجهزة الإلكترونية (حواسيب، طابعات، شاشات… إلخ). أما المختبرات، فقد تكبدت خسائر جسيمة، حيث فقدت كلية العلوم وحدها 12 معملًا بالكامل، فضلًا عن فقدان المستشفيات الجامعية والسيارات.

 

 

هذا وتأتي جامعة الخرطوم في المرتبة الثانية بعد مشروع الجزيرة من حيث قيمة الأصول وفق تصنيف وزارة المالية. ومنذ نهاية 2024، شرعت الجامعة في إعادة الإعمار، حيث تم إعادة إعمار كلية التربية، ومكتب مدير الجامعة، وعدد من الوحدات الأخرى، الأمر الذي مكّن من إقامة الدورة الخامسة للامتحانيات بكلية التربية. كما باشر السيد مدير الجامعة عمله من داخل مقره بمجمع الوسط المطل على شارع النيل.

 

تلك لغة عاطفية مكانها الصفحات الأدبية

فيما يتعلق بالحديث العاطفي الذي أسماه (انحدار جامعة الخرطوم وفقدانها مكانتها العلمية)، فتلك لغة عاطفية مكانها الصفحات الأدبية والفنية لا تمت لصحافة الحقائق بشيء، ولو كلَّف الكاتب نفسه البحث قليلًا في الصفحة الرسمية للجامعة لاستطاع تحديث معلوماته بخصوص تصنيف جامعة الخرطوم عالميًا وافريقيًا ومحليًا. فقد حافظت “الجامعة” على تصنيفها محليًا وتقدمت عالميًأ وأفريقياً، كما تم تصنيف الجامعة وفقًا لبرامج كلية العلوم الإدارية والبحوث المنشورة من خلالها في المرتبة (650) عالميًا وهو مجهود جبار بذله أعضاء هيئة التدريس في مجالات البحوث والدراسات المنشورة التي تم الاستشهاد بها عبر مختلف المواقع العلمية والمجاميع الأكاديمية. كما حققت الجامعة تصنيفًا وفقًا لبرامج كلية الطب البيطري وضعها في الترتيب (175) عالميًا (تصنيف الجامعات حسب الأداء الأكاديمي) وذلك وفقًا للتصنيف البريطاني (QS).

 

 

نعلم تمامً حسن النوايا التي تمت كتابة المقال بها ولأننا نعلم كذلك ما ينتظره أبناء السودان من جامعة الخرطوم _ أقدم مؤسسات الدولة السودانية ولكن قليل من الإنصاف في حق إدارة الجامعة بحسن إدارة البروفيسور عماد الدين الأمين الطاهر عرديب والتي استطاعت منذ توليها العمل في مارس 2022 وحتى تاريخه معالجة مشكلات عديدة منها تراكم الدفعات، ومشكلات الرسوم الدراسية، وإضراب الموظفين ومعالجة الهيكل الراتبي وتحمل كامل المسؤولية تجاه مستقبل طلابها ومستقبل السودان في هذه الفترة، فبجانب توليه أعباء الإدارة، يترأس السيد مدير الجامعة بروفيسور عماد الدين الأمين الطاهر عرديب حاليا (لجنة إعمار سودان ما بعد الحرب ورتق النسيج الاجتماعي ) بمباركة وتكليف دولة رئيس الوزراء.

 

في الختام نؤكد إننا في جامعة الخرطوم لا نخضع للمزايدات، جامعة الخرطوم أم الجامعات السودانية وقد تسنم خريجوها وظائف إدارية في مختلف إدارات مؤسسات التعليم العالي في السودان وخارجه، ونجاحاتهم هي نجاحات أبناء الجامعة وخريجيها، ندعمهم ونشدُّ من أزرهم وندفعهم لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.