نحن والبراؤون في خندق واحد

0

كتبت- إشراقة سيد محمود نحت عنوان “نحن والبراؤون في خندق واحد” قائلة.. في أوائل الألفية الثانية وبعد مجئ الزعيم الشريف زين العابدين الهندى بمبادرة الحوار الشعبى الشامل التى نظر اليها كثير من المشفقين والمترددين بريبة وقلق، والشريف يدخل الي عمق نظام الاسلاميين بالعودة الي الداخل وإبتدار الحوار.

 

 

المحطة الثانية الأكثر أهمية بعد العودة الجريئة للشريف هى ظهوره المفاجئ في مدينة راجا غرب بحر الغزال واقفا الي جانب البشير وقيادات الجيش محتفلا بالنصر العزيز وقتها بتحرير راجا.

 

 

كان هذا درسا للاتحاديين في أولويات الوطن. وكان هذا هو سر المبادرة حين تربصت بالوطن كل الدوائر .لم تكن المبادرة سياسة بالداخل بقدر ماكانت تجميع وتوحيد للصف الوطنى وحماية للبلاد من التدخلات الخارجية.

 

 

ويوما ما في تاريخ الأتحاديين ايضا قاد البطل الشريف حسين الهندى الجبهة الوطنية مستندا إلى اقوى حلف فيها الأسلاميين بقيادة غازى صلاح الدين والشهيد عبدالأله خوجلي شقيق الأستاذ حسين خوجلى والذين كانوا في معركة دار الهاتف.

 

 

هكذا هى مدرسة الاتحاديين هم مع أبناء الوطن اسلاميين او غيرهم عندما تكون المعركة حرب في الخنادق ضد أعداء السودان.

 

والاتحاديين رغم ذلك نافسوا الأسلاميين سياسيا وفكريا وفي الجامعات وخاضوا ضدهم معارك سياسية بالداخل ودخلوا بسببهم السجون وقدموا التضحيات.كان ذلك حين التنافس السياسي في الشمولية او الديمقراطية بغير اوقات العدوان الخارجى والحرب على الوطن.

 

إنطلاقا من تلك المدرسة التى تربينا على يديها فإننا في هذه الحرب حلفاء وإخوة ورفاق لكل من قاتل عن هذه البلاد. نحن في خندق واحد مع الجيش وقياداته ولانقبل اي مساس بهم.

 

وكذلك نحن في خندق واحد مع أبطال جهاز الامن والعمليات ولواء النخبة, ومع المقاتلين المتطوعين من كتائب البراء والفرقان وجميعهم ومع فرسان القوات المشتركة في كل حركات الكفاح المسلح.

 

 

وامتدادا لذلك فاننا نقدر دور البراء والاسلاميين في هذه الحرب تقدير كبير، ونحن في حلف معهم في الخنادق لتحرير كل شبر من هذه الأرض، فعندما زلزلت الأرض واظلم كون السودان وسقطت الخرطوم ومدنى وسنجة ومدن دارفور ، وتركنا بيوتنا في أهانة ومذلة، تلفتنا يمينا ويسارا نظرنا الي السماء وحفرنا في الأرض، طافت اعيننا بالشرق والغرب نبحث عن مقاتلين يساندوا جيشنا الباسل بعدده القليل في وجه العدوان الخارجى باعداد مهولة من مليشيا الدعم السريع المدعومة بالمال والعتاد. بعضنا فكر في مقاتلين اصدقاء من خارج الحدود

 

 

وتسائلنا عن حدود دعم الأصدقاء للسودان وهل بالامكان وجود مقاتلين من الجيش المصرى او الجزائرى او او ممن ربطتنا بهم معارك التاريخ في سيناء وخط بارليف وفي الجزائر مع بن بلة حين فك الشريف حسين الحصار هناك؟

 

لكن كنا نعلم تغير العالم وتعقيداته واستحالة اعادة الماضى بقتال الشعوب متوحدة مثل ذلك الناريخ المجيد.

 

وبعد ما قتلنا..

وبعد مادفنا..

وبعد ما.. وبعد ما

فجأءة بعد موتنا نهضنا

ثرنا على أكفاننا وقمنا

مهما هم تأخروا فإنهم يأتون في كلامنا

في اصواتنا

في دموع امهاتنا

في أعين الغاليين من أمواتنا

مثل المن والسلوى من السماء

ومن دمى الاطفال من اساور النساء

ويسكنون الليل والحجار والأشياء

من حزننا ينبتون

أشجار كبرياء

ومن شقوق الصخر يولودون

باقة أنقياء

 

هكذا جاءوا شباب سمر أوفياء من أبناء السودان انضموا للجيش وساندوه تركوا الدنيا ونعيمها وابتغوا الوطن او الآخرة. وقاتلوا من الوسط واليمين واليسار ومن الإسلاميين كانوا كأحجية او قصة من خيال او كا اسطورة من اساطير الفجر الأحمر الامريكية Red Dawn او أسطورة الولفريين الحمر

Red Wolverine

اسطورة الشباب الذين نظموا انفسهم بعد احتلال المدينه وقاتلوا بشراسة وحرروا مدينتهم.

 

لكنهم في السودان لم يكونوا أسطورة او من خيال السينما والروايات كانت ومازالت اروع حقيقة سيسطرها التاريخ وتكتب عنها الكتب وتصور عنها الافلام السينمائية.

 

 

شباب سودانيون ليس المهم لونهم او طيفهم خرجوا وساندوا الجيش وحرروا المدن وحرروا الكرامة والعزة والكبرياء هم من وجدناهم وهم من قاتلوا ودفنوا في أرضنا دفاعا عنها. وهم من يقاتلون الآن الي جانب جيشنا في كردفان في الطريق الي الفاشر والجنينة واكمال التحرير.

 

وانطلاقا من هذه الشجون والآلام والآمال فاننا نتضامن ونتحالف مع البراؤون والشباب المقاتل من كل لون وثوب مع كل الولفريين الحمر .

 

نتضامن معهم ونطالب بمعرفة حقيقة اعتقال اوالتحفظ على قائدهم المصباح ونطلب من الحكومة السودانية وكذلك الاشقاء في مصر التعاون في هذا الأمر وتوضيح الحقائق واطلاق سراح المصباح والسماح له بالعودة الي بلاده.

 

كما نهيب بفيلق البراء وكل المتضامنين في هذا الأمر ، أن لايشغلنا شاغل عن الميدان وعن معاركنا في كردفان ودارفور. وان لاننجر إلى اي فتنة تفرق الصفوف

 

ونرسل في هذا رسالة إلى اشقائنا الأعزاء في مصر الذين تحدثنا معهم كثيرا عن ملف الأسلاميين ونرى عمق تفهمهم لهذا الملف الذي يختلف اختلافا كليا عن ملف الإخوان في مصر.

 

الاسلاميون في السودان مدرسة نفهمها جيدا اجتماعيا وسياسيا ونعرفها فهى من طينة السودانيين، وان اختلفنا معهم فكريا وتاريخيا لكننا نؤكد انهم غير متطرفين ولا إرهابيين وفى هذا حديث فكرى متعمق ومقارنات ومقاربات منذ حسن البنا والشهيد عمر محمد صالح في السودان ونشأة جبهة الميثاق ثم الترابى وأسلاميي السودان ونشأتهم وشكل الارتباطات بالتنظيم الاسلامى العالمى. فرق كبير جدا بين الأسلاميين في السودان وإخوان مصر.

 

نحن نشكر لمصر دورها الكبير في دعم الجيش ومؤسسات الدولة ورفضها للمليشيا وعدم خلط الأوراق في هذا.

وهنا كانت مصر دولة عظيمة بحضارتها وهى تدعم الجيش السودانى غير متأثرة باحاديث السطحية واحاديث الطارئين على التاريخ حول تعمق الأسلاميين او الفلول في الجيش.

 

تعاملت مصر مع الجيش السودانى كمؤسسة وعمود فقرى لحفظ السيادة والأمن القومى وأمن مصر والدول المجاورة. كانت مصر في هذا الفهم عظيمة واثقة راسخة لم تهزها الرياح وكان فهم مصر هذا له الدور الكبير في دعم انتصارات وسيادة السودان، الآن نحتاج إلى هذا الفهم المتقدم في التعامل مع قضية المصباح.

 

الاسلاميون المقاتلون في هذه الحرب يجدون الآن من كل الشعب السودانى التقدير والإحترام. وهم حلفاء الجيش وحلفائنا في الخنادق وواجب اخوة الخنادق يحتم السؤال عن المصباح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.