متابعات- الزاوية نت- كشفت مصادر عن تأجيل زيارة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى العاصمة المصرية القاهرة من غدًا الاثنين إلى موعد قريب لم يحدد لاحقا، دون توضيح أسباب التأجيل في أول زيارة خارجية يقوم بها إدريس منذ تلمسه المنصب في مايو.
وكان إدريس سيصل القاهرة حسب الموعد القديم وهو غدا الإثنين برفقة وفد يضم وزير الدولة بالخارجية السفير عمر صديق، وكان من المزمع أن تستعرض الزيارة خلال لقاء مع نظيره المصري مصطفى مدبولي العلاقات الثنائية ومدى الإسهام في تطويرها.
وعلى الرغم من عدم كشف أسباب التأجيل إلا ان مصادر قالت إن الأمر متعلق بترتيبات داخلية يجريها إدريس في إطار حكومة الأمل، وأنه سيقوم بالزيارة حال فرغ من العديد من القضايا في داخل البلاد أبرزها المتعلق بالأوضاع واحتياجات المواطنين، كما أنه سيعقد أول اجتماع لمجلس الوزراء الجديد بكامل طاقمه بعد الفراغ من تسمية كل أعضاء الحكومة في الوزارات المعنية.
وتشكل مصر بالنسبة للسودان حليف استراتيجي مهم في إطار الأزمة التي تشهدها البلاد، حيث قدمت القاهرة دعما كبيرًا للحكومة السودانية، في المحافل الدولية، وكانت حاجز صد لكثير من القرارات الدولية التي يأتي معظمها ضد القوات المسلحة السودانية.
وتتمسك القاهرة بأهمية وحدة السودان أرضا شعبا وترفض المساس بالقوات المسلحة السودانية لكونها تمثل مؤسسة قومية تحافظ على بقاء السودان واستقراره، وتعتبر مصر أن السودان يمثل عمقها الاستراتيجي وبوابتها الجنوبية المهمة التي لا يمكن التفريط في استقرارها.
وتكتسب رحلة كامل لأرض الكنانة اهتمامًا شعبيًا وإعلاميًا كبيرًا، وذلك لخصوصية العلاقات بين البلدين، والموقف المصري القوي في أزمة السودان، لا سيما وأنها استضافت ولا زالت أعدادًا كبيرة من السودانيين الذين قصدوها هربًا من جحيم الحرب، وكانت القاهرة، والإسكندرية، وأسوان ومحافظات مصر ملاذًا آمنًا لهم.
الظهور الخارجي الأول لرئيس مجلس الوزراء سيحظى بمتابعة ما ستسفر عنه رحلته لأرض الكنانة، والذي من المتوقع أن تشهد استعراض العلاقات بين البلدين، وكذلك إجراء مباحثات مع الجانب المصري حول دورهم المرتقب في إعمار ما خلفته الحرب.
وكانت “الكرامة” قد انفردت أمس بأول وجهة خارجية لرئيس الوزراء لمصر غدًا الاثنين، غير أن المزيد من الترتيبات والتجهيزات لزيارة دولة رئيس الوزراء قادت لتأجيل الزيارة لأيام حيث سيصل على راس وفد رفيع بمعية وزير الدولة بالخارجية السفير عمر صديق ، فيما ذكرت مصادر عن احتمال وصول إدريس للقاهرة الخميس المقبل السابع من أغسطس.
وتشهد العلاقات السودانية المصرية تطورات إيجابية كثيرة، َويلتمس ذلك من واقع تنشيط اللجان الوزارية بين الدولتين. علاوة على انعقاد موتمر اقتصادي مشهود بين رجال المال والأعمال السودانيين والمصريين والذي نظمته منظومة الصناعات الدفاعية بحضور عدد من وزراء القطاعات الاقتصادية للبلدين، ومن المرتقب انعقاد منشط مماثل آخر في السودان.
وخلال رحلته سيجري ادريس مباحثات مع نظيره المصري مصطفي مدبولي بجانب لقاء سيجمعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
اعتبارات كثيرة
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ورئيس تحرير أصداء سودانية محمد الفاتح إنه ليس غريبًا بأن يبدأ د. كامل محطاته الخارجية بالقاهرة لاعتبارات كثيرة جدا أبرزها: دور القاهرة الإقليمي والدولي، ثم إن لمصر دور كبير في فتح أبواب قلبها للشعب السوداني، كما أنها تسهم بشكل فعال بالعودة الطوعية للسودانيين لأرض الوطن وآخرها توجيه نائب رئيس مجلس الوزراء المصري وزير النقل الفريق كامل الوزير والذي خصص قطارًا للسودان.
ويضيف الفاتح بأن مصر ظلت تطرق أبواب الحلول للازمة السودانية منذ اجتماع دول الجوار وزيارة سامح شكري لعدد من الدول الإفريقية، وظلت القاهرة حريصة على سيادة السودان وتبرز دوما في تصريحات قياداتها ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة بالبلاد وعدم التدخل الخارجي.
وتوقع محمد الفاتح بأن يكون ملف إعمار السودان حاضرًا بقوة خلال زيارة رئيس الوزراء د. كامل.