متابعات- الزاوية نت- قال فارس النور المعيّن حاكمًا لولاية الخرطوم، في حكومة تأسيس التابعة للدعم السريع، إن أول قرار يتخذه بعد ترتيبات مراسم تسليمه المنصب بصورة رسمية، هو التصديق بقطعة أرض لصالح كنيسة الخمسينية في الخرطوم التي تم هدمها قبل السلطات في إطار حملة إزالة السكن العشوائي في ولاية الخرطوم.
وأعلن تحالف تأسيس ضمن الحكومة الموازية تعيين حكام لأقاليم السودان، أبرزهم الهادي إدريس حاكمًا لإقليم دارفور، ومبروك مبارك سليم زعيم حزب الأسود الحرة حاكمًا لإقليم الشرق، و فارس النور حاكمًا لولاية الخرطوم، وجقود مكوار حاكم لإقليم كردفان وبروفيسور أبو القاسم الرشيد حاكمًا للإقليم الشمالي.
تدمير أكثر من 100 كنسية ومئات المساجد بالخرطوم
واتهمت مجموعات المسيحيين في السودان السلطات السودانية، بهدم كنيسة الخمسينية، الواقعة في منطقة الحاج يوسف شرقي الخرطوم، من خلال عمليات إزالة تقوم بها السلطات في ولاية الخرطوم للسكن العشوائي، هذا فضلا عن احصائيات توضح عن تعرض أكثر من 100 كنسية ومثلها مئات المساجد إلى عمليات دمار كبيرة جراء العمليات العسكرية أو دمار ممنهج قامت به قوات الدعم السريع التي كشفت بعض الصور والفيديوهات تحويل المساجد إلى مواقع لتخزين السيارات والممتلكات المنهوبة وتحويل بعضها إلى ورش لصيانة السيارات مثلما حدث لمسجد عبدالحي يوسف في حي جبرة جنوب الخرطوم.
التصديق بأرض وبناء الكنسية على نفقة حكومة الإقليم
وقال فارس النورس في أول تصريح له عقب قرار تعيينه، إنه سيقوم بالتصديق بأرض لصالح الكنيسة المدمرة وإعادة بنائها بالكامل على نفقة حكومة الإقليم، تعويضًا لما تعرضت له من هدم وتخريب على يد ما وصفهم بفلول النظام التابع للحركة الإسلامية خلال الشهر الماضي.
وسبقت تصريحات فارس هذه تصريحات تزامنت مع الحديث عن هدم الكنسية حيث وقتها، إن هدم كنيسة الخمسينية فعل مرفوض بكل المقاييس، ويجب على الجميع احترام حرية العقيدة وصون دور العبادة، إذا اردوا الحصول على وطن يسع الجميع لان التعدد ليس تهديداً، بل مصدر قوة لمن أراد بناء سودان جديد
وأشار النور في منشوره على صفحته بالفيس بوك إلى أنه في إطار عهد جديد يتأسس على قيم العدالة، والمواطنة المتساوية، واحترام كرامة الإنسان، وتحت القيادة الحكيمة للفريق أول محمد حمدان دقلو – رئيس المجلس الرئاسي، سيكون أول قراراتي بعد اكتمال مراسم استلام مهامي الرسمية هو بناء الكنسية المشار إليها.
فارس النور يثير جدلًا واسعًا قبل وبعد
ويعتبر فارس النور واحدًا من الناشطين الذين أثاروا جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والمجتمعية لكونه كان ناشطًا في تقديم الخدمات للمشردين في الخرطوم، وعمل لاحقًا مستشار لقائد الدعم السريع قبل الحرب، ثم واصل عمله بعد الحرب، لكنه تقدم باستقالته لاحقا من منصب المستشار وظل موجودا في هياكل الدعم السريع حتى تكوين تحالف تأسيس.
ليس مجر قرار إداري وانما موقف وطني واخلاقي
وقال النور إن قرار إعادة بناء الكنسية ليس مجرد إجراء إداري، بل هو موقف وطني وأخلاقي يعكس جوهر مشروع تحالف تأسيس، الذي ينادي ببناء دولة شاملة، علمانية، ديمقراطية، لا مركزية، موحّدة طوعياً، قائمة على مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.
ترميم جدار الثقة بين أبناء الوطن الواحد
وأشار إلى ن قراره ليس لإعادة جدران من طوب، وانما ترميم جدار الثقة بين أبناء الوطن، وبعث رسالة واضحة مفادها أن الخرطوم التي يؤسس لها اليوم هي مدينة تتسع لكل مئذنة، وجرس كنيسة، وضمير حي، وأكد أن السودان الذي ينشدونه هو وطن لا مكان فيه للإرهاب ولا لفكر الإقصاء والتمزيق ويحتضن الجميع، في سلام ويحكمه القانون، وتزدهر فيه الكرامة الإنسانية.