كادقلي.. تفاصيل ما حدث.. ضرب “الخاصرة” وقرارات “دون رحمة”

0

تقرير- إسماعيل جبريل تيسو- ألقت السلطات المختصة في كادقلي القبض على عدد من الذين تسببوا في عمليات السلب والنهب والتخريب التي طالت سوق المدينة الكبير، وسيتم تقديمهم لمحاكمات عادلة، يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه السوق مغلقاً أمام المواطنين لإجراء بعض الترتيبات والتدابير الأمنية.

وكان السوق قد تعرض لعمليات نهب وتخريب لعدد من مخازن الذرة ودكاكين الأجهزة الإلكترونية والملابس والأواني المنزلية، حيث سارعت لجنة أمن الولاية ممثلةً في القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات العامة وقامت باحتواء الموقف، واتهمت حكومة ولاية جنوب كردفان الخلايا النائمة للحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع، إلى جانب مجموعات مرتبطة بتحالف قوى الحرية والتغيير المعارضة، بالوقوف وراء أحداث نهب وتخريب سوق كادقلي.

 

خيبة أمل:

وأثارت حادثة الاعتداء على سوق مدينة كادقلي ردود أفعال واسعة، وأصابت المواطنين بخيبة أمل كبيرة جراء الأوضاع المزرية التي يقاسونها في ظل الحصار المفروض عليهم لأكثر من عامين، وعبرّ عدد من المواطنين الذين تحدثوا للكرامة من مدينة كادقلي عن غضبهم وإدانتهم الكاملة للحادثة، معتبرين أن استهداف سوق المدينة الكبير هو استهداف لقوت المواطن وتهديد لوجوده، مؤكدين أن النهب والتخريب الذي طال السوق، تم بعناية وتخطيط كبيرين، وأن الأصابع التي حرّكت هذا السيناريو هي ذاتها التي تدفع نحو تفكيك السودان وضرب نسيجه الاجتماعي، مطالبين حكومة ولاية جنوب كردفان وأجهزتها المختصة بضرورة التحرك الفوري لتأمين المنصات التجارية، مبينين أن استهدف سوق كادقلي يضع مسؤولية الحكومة الولائية، والحكومة المركزية على المحك، حيث يواجه المواطنون في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة شبح مجاعة حقيقية بسبب قطع الطرق الرئيسة، وخاصة طريق الدبيبات – الدلنج – كادقلي، الذي يعد شريان الحياة للمنطقة، وأن إعادة فتح هذا الطريق سيخفف الضغط المعيشي عن كاهل المواطنين الذين يواجهون أسعاراً فلكية للكثير من السلع الضرورية.

 

تطور خطير:

ويصف مراقبون الاعتداء على السوق الكبير لمدينة كادقلي بالتطور الخطير وغير المسبوق، باعتبار أن الحدث الذي هزّ وجدان مواطني المنطقة، لم يكن فقط لخلق حالة من الفوضى، وخنق الاقتصاد المحلي، وتحطيم ما تبقى من الدورة التجارية التي يعتمد عليها المواطنون في الحصول على السلع الأساسية، وإنما لوضع عدة رسائل مهمة في بريد العديد من الجهات مفادها: قدرة المعتدين على تهديد واختراق هيبة الدولة، وخلق انطباع عام بعدم قدرة الأجهزة المختصة على تأمين حتى الحواضر، وإرباك المشهد الأمني في ولاية جنوب كردفان، وتشتيت الجهود العسكرية للقوات المسلحة والقوات المساندة لها والتي تخوض معارك شرسة ضد ميليشيا الدعم السريع ومتمردي الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو في مواقع متفرقة، حيث يعمل هذا الاستهداف الممنهج لسوق مدينة كادقلي على تهيئة البيئة للتمدد السياسي والميداني للمتمردين عبر زعزعة الاستقرار وضرب الكيانات الاقتصادية للمجتمع، وهو أمر يستوجب ردع المعتدين على سوق كادقلي الكبير لإيصال رسالة حاسمة للمتمردين والخلايا التخريبية، فحواها أن الدولة قادرة على استعادة سيطرتها وتأمين مواطنيها.

 

قرارات صارمة:

وتعهد والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم بإصدار قرارات صارمة ستطال كل من تسبب في هذا الجانب، ووجه الوالي في إفادته للكرامة، الأجهزة الأمنية المختلفة بالضرب بيد من حديد في تنفيذ القرارات المعنية دون أي مجاملة أو رحمة تجاه من نهبوا المقار التجارية وعملوا على ترويع الآمنين وزعزعة استقرار المدينة، والتضيق على المواطنين، وخلق أزمة واستغلالها كقضية سياسية ضد الحكومة، واصفاً ما جرى بالاستهداف الممنهج والمخطط له، وأقرَّ الوالي بوجود أزمة اقتصادية وغلاء في السلع نتيجة الحصار المضروب على المدينة لأكثر من عامين، ولكن ذلك بحسب الوالي لا يبرر الاعتداء على السوق وتخريبه ونهب ممتلكاته، مبيناً أن ذلك استهداف واضح من خلايا نائمة من متمردي الحركة الشعبية ومليشيا الدعم السريع ومنسوبي الحرية والتغيير بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وسط المواطنين، مؤكداً أن الأجهزة المختصة ستكون لهم بالمرصاد، وبعث والي جنوب كردفان برسالة للحكومة الاتحادية عبر الكرامة، مطالباً فيها بضرورة فتح الطريق الرابط بين الأبيض – الدبيبات ـ الدلنج – كادقلي لفك الحصار عن الجزء الغربي من الولاية حتى تنساب السلع، وتسهُل الحركة التجارية وحركة المواطنين، مبيناً أن معالجة الضائقة المعيشية والأزمة الاقتصادية تكمن في فتح هذا الطريق الحيوي المهم

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر، فإن ما شهده سوق كادقلي الكبير نهار الثلاثاء الماضي لم يكن حادثاً معزولاً، بقدر ما هو استمرار لحلقات مسلسل الاستهداف الكبير الذي تقودها أطراف معادية لوحدة السودان واستقراره، وأن ردَّ اعتبار مواطني كادقلي يكمن في إعمال الردع الصارم والحاسم من قبل الحكومتين الولائية والمركزية، ليس فقط بالتصريحات، وبيانات الشجب والإدانة، وإنما بالفعل الميداني والعسكري والإنساني، حمايةً للمواطن، وحفظاً لما تبقى من تماسك مدينة كادقلي التي ظلت صابرة وصامدة ومثابرة، ترفع شعار: أن السودان، لن يؤتى من قبل ولاية جنوب كردفان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.