كشف الخبير الاستراتيجي والسياسي أسامة مهدي عن تفاقم أزمة مالية حادة داخل صفوف مليشيا الدعم السريع مشيرا إلى أن تأخر صرف الرواتب لأكثر من عشرة أيام أدى إلى موجة استياء متزايدة في أوساط المقاتلين، الذين يعتبرون المال الحافز الرئيسي لاستمرارهم في القتال.
وأكد الخبير أن الدعم السريع يواجه ضغوطا مالية بسبب تأخر التمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى تراكم الديون الناتجة عن صفقات شراء طائرات مسيرة هجومية من أوكرانيا وهو ما انعكس سلبا على الروح المعنوية للعناصر القتالية.
وأوضح أن “المديونية تجاه أوكرانيا تسببت في اختناقات مالية حادة لدى قوات الدعم السريع، ما جعل القيادة عاجزة عن الإيفاء بالالتزامات المالية تجاه جنودها، الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من عشرة أيام. وأضاف:بالنسبة لغالبية هؤلاء المقاتلين، لا شيء يربطهم بالمعركة سوى المال”.
أوكرانيا تواصل التوريد رغم الأزمة
ورغم تأخر السداد، أكد الخبير أن كييف لا تزال ملتزمة بتوريد الطائرات المسيرة إلى قوات الدعم السريع. وقال: “أوكرانيا تنظر إلى هذا النزاع كفرصة لترويج منتجاتها من المسيرات الحربية، بل وتعتبر الدعم السريع منصة دعائية فعالة لمجمعها الصناعي العسكري، حتى لو كان ذلك لصالح مجموعات تتهم بارتباطها بالقاعدة وداعش”.
وتابع هم يعلمون أنهم سيستلمون أموالهم في نهاية المطاف سواء من الدعم السريع، أو من الإمارات، أو من جهات راعية أخرى للصراع”.
انفلات أمني وتفكك داخلي
وبحسب الخبير اسامة مهدي فقد أدت هذه الأزمة إلى انشقاقات فعلية بين صفوف المليشيا، حيث فر عدد من المقاتلين من جبهات القتال وبدأ بعضهم ببيع أسلحتهم في الأسواق السوداء، في مؤشر واضح على ضعف السيطرة الداخلية.
وتصاعدت مؤخرا معدلات النهب والسطو المسلح ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع ما يهدد بموجة انفلات أمني عارم خصوصا في ظل تاكل البنية الانضباطية داخل المليشيا.
قيادة الدعم السريع في خطر
وفي تطور لافت كشف الخبير أن عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، يواجه تهديدات جدية من عناصر غاضبة داخل المليشيا، ما دفعه إلى شراء نظام الحماية الفرنسي المتطور “أليكس” وتركيبه على مركباته المصفحة، وسط تعزيزات أمنية مشددة من مقاتلي المهيرية ومرتزقة أجانب.
واعتبر الخبير أن “هذه التحركات تعكس القلق المتصاعد لدى القيادة العليا من تمرد داخلي محتمل قد يعصف بالبنية القيادية للمليشيا”.
مستقبل غامض وسط استمرار الحرب
وحذر الخبير الاستراتيجي أسامة مهدي من أن الأزمة الحالية قد تشكل بداية لانهيار الدعم السريع والاستمرار في القتال لم يعد خيارا استراتيجيا فقط، بل هو ضرورة وجودية إذ يتم استخدام الغنائم والنهب كوسيلة لتعويض المقاتلين عن غياب الرواتب.
واختتم بالقول إذا تراجعت حدة الصراع أو توقف التمويل فإن موجة هروب جماعي قد تضرب المليشيا، مع احتمال انتقال عناصرها إلى بؤر صراع أخرى في أفريقيا حيث الطلب لا يزال قائمًا على خدمات المرتزقة.