رصد- غاندي إبراهيم- روى ناجي من منطقة المثلث الحدودي التي سيطرت عليها المليشيا المتمردة، تفاصيل الهروب والمعاناة التي مروا بها، وقال إن كل الموجودين بالمثلث من عمال مناجم الذهب والتجار وعددهم قرابة العشرة آلاف ذهبوا في اتجاه معسكر يتبع إلى الجيش المصري.
ونوه إلى أن العدد كان كبير جدا أصاب العطش والجوع الهاربون من جحيم الجنجويد، فالمعسكر المصري يبعد من المثلث قرابة الثلاثون كيلو، وكثيرين ماتوا في الطريق عطشا وجوعا.
وقال والناجي إنهم فوجئوا صباحًا بدخول مليشيا الجنجويد للمثلث، بانسحاب القوات الأمنية التي كانت موجودة بالمثلث وهي تتكون من مجموعة بسيطة من قوات الجيش وعدد كبير من قوات الحركات المسلحة (المشتركة).
انسحبت القوات النظامية وتركتنا وحدنا ولضيق الوقت لم نستطيع الخروج… قوات المليشيا تعاملت معنا بعنف شديد، فطلبت من الموجودين تسليم تلفوناتهم واموالهم، ومن ثم قامت بضرب أصحاب البقالات والمحلات التجارية ونهب كل ممتلكاتهم.
احد أصحاب البقالات عندما علموا انه من الجزيرة بواسطة الخلايا النائمة داخل المثلث، تم ضربه وتعذيبه، وكادوا ان يصفوه في اكثر من مرة لولا لطف الله، بحجة انه ينتمي لكيكل.
داخل المعسكر المصري، وجد النازحون معاناة أخرى، تمثلت في انعدام مياه الشرب بالمعسكر ، فإدارة المعسكر قررت منحهم كوب ماء واحد فقط في اليوم، ليموت آخرون أيضا بسبب العطش داخل المعسكر.
حاولت إدارة المعسكر المصري إنقاذ الباقين فوفرت عربات لنقلهم إلى اسوان ومن ثم ارقين.
مليشيا الجنجويد التي سيطرت على المثلث هي قوات اتت من داخل ليبيا وبمشاركة قوات تتبع(لحفتر) وعددهم كان كبيرا جدا.
واضح من شكل عتاد المليشيا وكثرة عرباتهم القتالية أن الهدف ليس المثلث فقط، وهو ما يتطلب الجاهزية والحذر.