عثمان ميرغني يكتب.. الرئيس البرهان.. الوقت حان
أمس بعد سقوط حكم بشار الأسد في سوريا.. قال ناطق باسم المعارضة أن مرحلة الثورة اكتملت.. وبدأت الآن مرحلة بناء الدولة.. وهي عبارة واضحة تعني أن الفترة الانتقالية تساوى صفرا.. على نقيض ما حدث في السودان بعد انتصار ثورة ديسمبر في صباح الخميس 11 أبريل 2019 ..
بدلا من نقل السلطة للقوى المدنية فورا وابتدار مرحلة بناء الدولة.. بدأت لعبة الكراسي المقيتة التي انتهت بتقاسم السلطة مع اللجنة الأمنية للنظام السابق.. ثم التلاعب بعمر فترة انتقالية التي كانت بلا سقف زمني.. قد تنتهي في عشر سنوات.. أو عشرين أو ربما حكم مؤبد بلا نهاية.
أسوأ ما في كلمة “انتقالية” كونها بلا نقطتي بداية ونهاية.. تحددان من أين تنتقل إلى أين.. متى تبدأ و متى تنتهي.. و المعنى الخالد في أذهان الشعب السودان من واقع تجاربه مع “الانتقالية” .. أنها فترة بلا قانون ولا منطق و لا رقيب.. المقصود منها اعطاء غطاء أخلاقي لمسلك غير أخلاقي في اعتساف القرارات والأحكام ومصادرة حقوق الآخرين وحرمانهم من حرياتهم وممتلكاتهم بحجة الثورة على القديم.
لا أعلم هل تلتزم الأوضاع الجديدة في سوريا بما قاله الناطق الرسمي بإسم المعارضة؟ الله أعلم.. فتجارب الشعوب العربية مع الثوار في كل مكان لم يثبت فيها الرشد الذي يمنع الفشل.
وعودة للموضوع الذي طرحته هنا أمس.. وطالبت فيه رئيس مجلس السيادة – الانتقالي!!- أن يتعظ مما جرى في سوريا.. فينخرط في الترتيبات الدولية لانهاء الحـ؛ رب في السودان.. فقد أثار دهشتي الذين فهموا حديثي تخويفا أو مطالبة بتدخل خارجي في السودان.
الذي قصدته من عمودي أمس.. هو الاشارة إلى أن الترتيبات الدولية لشرق أوسط جديد عنوانه “الاستقرار أولا”.. بمعنى إطفاء نيران الحروب حيث وجدت.. وفرض السلام على الدول التي ظلت تكابد حالة الدمار الشامل سنين
عددا.
السودان حاليا واحدا من حرائق الشرق الأوسط.. التي يجتهد العالم في إطفائها.. و هذه الترتيبات الدولية في صالح السودان الذي يكابد حـ؛ربا تهدد وجوده ووحدته.. طالبت الرئيس البرهان أن يتجه نحو الشعب ويقدم طرحا جديدا يتجاوز فيه المكونات السياسية جميعها.. من معه ومن هم ضده.. ويعول مباشرة على الشعب السوداني.. الواعي المستنير.
طوال الفترة الماضية منذ 15 أبريل 2023 ظل اللاعبون الأساسيون.. من داخل وخارج البلاد يضعون اعتبارا كبيرا للمكونات السياسية احزابا وتحلفات. لكن دونما اعتبار للشعب الذي يدفع ثمن فتورة الأزمة .. وربما السبب في ذلك لأن الشعب ليس له من يمثله بصدق و لا صوت له ليسمعه الفاعلون..
من الحكمة الآن أن يدرك الرئيس البرهان أن الوقت حان لتوجيه مبادرة و مشروع حل مباشر إلى الشعب السوداني.. بكل ألوان طيفه الفكري.. فهو قادر على فرض الأجندة الوطنية على الجميع.. إذا فهم المطلوب منه.
ما هو المشروع السياسي الذي يمكن للبرهان طرحه على الجميع..
سأوضح الاجابة بالتفصيل..
صحيفة التيار
وهل تعتقد ان العالم يجتهد فى إطفائها ام إشعالها يا صاحب القلمين ؟!!