إبراهيم مليك يكتب.. هل ستشهد مدينة الضعين ما شهدته الفاشر؟
مجريات الحرب فى السودان تشير إلى مواجهات ذات طابع قبلي وهذا ما حذرنا منه منذ فترة بعيدة.
بالنظر إلى الاعتداء الغاشم لمدن دارفور من قبل المليشيا المتمردة والتى أخذت طابع عرقى باستهداف مكونات قبلية مثل الذى جرى فى الجنينة وغيرها وارتكاب بعض القيادات الأهلية بجنوب دارفور حماقة وجهالة باصطفافها مع التمرد حمية.
الحرب فى دارفور بدأت تأخذ طابع الانتقام والتشفي والاستهداف على أساس العرق وهذا سيدفع ثمنه أبرياء لا ناقة لهم فى هذه الحرب.
حصار الفاشر وقصفها من قبل مليشيا التمرد أثار حفيظة أبناء الفاشر التابعين لحركات التمرد وغيرهم من ابناء دارفور وبدأوا التفكير ملياً باستهداف مدينة الضعين عملاً بقاعدة (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل اعتدى عليكم ) والمثل السودانى (النار بتقرعها أختها) باعتبار أن الضعين حاضنة للتمرد !
عجز أبناء دارفور من التدخل لوقف هذه الفوضى وعدم قدرتهم على الإمساك بأيدى سفهائهم نتيجته استمرار الاستنفارات لمواصلة الانتهاكات وفوضى يدفع ثمنها أبرياء من أهل دارفور من كل الأطراف.
تسجيلات الصحفى على منصور والتى هدّد فيها الحواضن الداعمة للتمرد توحى بأن الحرب فى أوصلت بعض المكونات مرحلة التفكير فى الانتقام والمعاملة بالمثل.
من غرائب هذه الحرب أن الداعمين للدعم السريع عجزوا عن إيقاف استهداف أهلهم بالفاشر مما يؤكد أنهم لا يملكون قرار سير المعارك والتحكّم فيها.
مثلما عجز كيكل من حماية مواطنى الجزيرة من المجرمين والشفشافة وعجز البيشي حماية أهل سنار بقراها المختلفة كذلك عجز صندل وحجر والهادى من حماية أهل الفاشر من القتل والتشريد من قِبَل الدعم السريع.
إذا صحت رواية الصحفى على منصور حول نية قوات الحركات تنفيذ هجمات فى الضعين ومحلياتها انتقاماً لما يحدث فى الفاشر فإن الحرب فى دارفور ستأخذ طابعاً أسوأ مما كانت عليه.
هذا الوقع يجعلنا نطرح سؤال مُلح هل سيصمت أبناء دارفور وهم يرون الإقليم ينحدر نحو الأسوأ بسبب استمرار الانتهاكات فى الفاشر ؟!
وهل استهداف الضعين أو محلياتها سيقود لفرضية تكافئ القوة تفرض سلاماً عادلاً؟!
ما يجرى فى دارفور والسودان يتمثل فيه قول الشاعر:_
وجُرمٌ جرّه سفهاء قومٍ…فحلّ بغير جارمه العذاب.
على العقلاء إن وُجِدُوا أن يتدخلوا حتى لا يُفسدوا على مجتمع دارفور علاقاته وروابطه الإجتماعية أكثر مما عليه فهذه الحرب ستكون تركتها ثقيلة على الجميع بسبب طيش قادتها وجرائم ارتكبت فى حق الأبرياء والعُزل.
والحقيقة التى يجب أن يعلمها الجميع، أن مدينة الفاشر ليست خاصة بقبيلة الزغاوة ولا الضعين خاصة بالرزيقات إنما هى مدن سودانية بها مختلف القبائل فلا تحولوا المدن إلى حواكير !