أسامه عبد الماجد- كباشي في النيجر.. (10) ملاحظات
¤ أولاً: سيتعلم السودان، الدرس النيجري في التعامل مع الدول التي تتبع سياسة (لي الذراع) .. مثل فرنسا التي رفضت الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في يوليو 2023.. ورغم عدم وجود انقلاب في السودان.. الا ان الدرس المستفاد، تماسك المجلس العسكري وصلابة الدبلوماسية النيجرية.. تم طرد السفير الفرنسي وارغام بلاده على سحبه.. كما أوقفت نيامي تصدير الذهب واليورانيوم إلى باريس.
¤ ثانياً: بحث كباشي امن البلدين رغم ان النيجر لا ترتبط بحدود مع السودان.. لكن وثيقة الصلة معنا في ثلاثة ملفات.. رباط عشائري ذو امتدادات، دفع العرب الى القتال الى جانب مليشيا حميدتي.. والثاني وجود معدنين سودانيين في النيجر .. والثالث تواصل صوفي كبير عبر الطريقة التجانية.. وكل هذة تخلق تداخلات بين البلدين.
¤ ثالثاً: وجه شبه بين السودان والنيجر في مجال مكافحة الارهاب.. مما يرغم المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة للتعامل مع البلدين.. سيما وان مليشيا الدعم السريع اطلقت سراح، ( 17) ارهابيا بينهم اجانب مع اندلاع الحرب كانوا في قبضة جهاز المخابرات.. بينما الجماعات المتطرفة في النيجر قامت بعشرات الهجمات الارهابية خلال السنوات المنصرمة.. كانت نتيجة احداها مقتل جنود من القوات الأمريكية.. وتشهد منطقة الساحل بقايا داعش.. بالتالي لن تستطيع الولايات المتحدة تجاوز البلدين.. وتحديدا السودان الذي يعتبر شريكاً إقليمياً رئيسياً في مجال مكافحة الإرهاب.
¤ رابعاً: يلفت السودان والنيجر انتباة العالم بحضورهما الكبير في الخارطة الروسية وذلك عند النظر لحرب موسكو ضد كييف.. التي ادت لتحولات سياسية ورفعت من درجة الاهتمام بالدول الافريقية.. ظهر ذلك خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية والحالية التي يشارك فيها نائب الرئيس مالك عقار.. وتلويح السودان بالتحالف مع روسيا.. بينما الشعب النيجري خرج في الشوارع العام الماضي مبتهجا بخلع الرئيس بازوم وهتف محييا موسكو.
¤ خامساً: تنبع اهمية زيارة كباشي الى اتجاة السودان والنيجر نحو ايران في خطوة تعنون بالتحرر من القيود .. الاول اعاد علاقاته الدبلوماسية مع طهران بعد سنوات من القطيعة وتم قبول ترشيح سفيري البلدين.. وزار وزير الخارجية السابق على الصادق، طهران واجتمع بالرئيس الايراني الراحل ابراهيم رئيسي.. واواخر الشهر الماضي التقى سلفه السفير حسين عوض، بالرئيس الايراني المكلف د. محمد مخبر.. اما النيجر فكانت خطوتها متقدمة حيث زار رئيس وزرائها علي محمد الامين ايران مطلع هذا العام والتقى الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وتناقلت تقارير اعلامية اعتزام نيامي تصدير اليورانيوم الى طهران.. وتعتبر ايران من الدول التي ابدت استعداها للتعاون مع المجلس العسكري في نيامي.
¤ سادساً: ملف المعادن قاسم مشترك بين السودان والنيجر ويعد في ذات الوقت (كرت رابح) لهما.. حيث يتمتع السودان باحتياطي ضخم من الذهب.. وتعتبر النيجر من كبار المنتجين لليورانيوم في العالم.. مما يعطيهما ميزة المناورة والسهم الوافر في إعادة تشكيل التحالفات الدولية.. وبناء بتحالف اقتصادي مع موسكو خاصة وان مجموعة فاغنر تقوم بعمليات تنقيب في البلدين… وقد انهي مدير شركة الموارد المعدنية محمد طاهر عمر زيارة مثمرة الى موسكو الاسبوع الماضي ونجح مع اركان سلمه في اعادة كل الشركات الاجنبية الضخمة التي غادرت البلاد الى العمل مرة اخرى.. وارتفع صادر البلاد الى (15) طن من الذهب في العام الجاري
¤ سابعاً: امام الجنرال كباشي فرصة للاستفادة من تجربة النيجر في ترويض المؤسسات الاقليمية خاصة التي تهدد بالتدخل العسكري في نيامي عقب الانقلاب على بازوم.. افشلت النيجر مخطط المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي لوحت بالتدخل العسكري، باقامة تحالفات قوية مع جيرانها، الجزائر ،مالي وبوركينا فاسو.
¤ ثامناً: لدى النيجر سياسة في التعامل مع الولايات المتحدة جديرة بالدراسة وربما التطبيق.. قرر المجلس العسكري في النيجر، قبل نحو شهرين ، إلغاء الاتفاق الدفاعي مع واشنطن.. جاء القرار الجرئ ردا على اشتراطات الاخيرة على النيجر ، ( تحديد جدول زمني للانتقال الديمقراطي وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية ، عدم تعزيز العلاقات مع موسكو) في مقابل تعهد واشنطن.. استعادة العلاقات وتقديم المساعدات العسكرية ،
¤ تاسعاً: الدرس الذي يجب ان يكون استفاد منه كباشي – وعليه نقله لرفاقه في الجيش – هو توفير اجابه للسؤال الاجتماع مع من من الاجانب ومتى ؟.. بعد انقلاب العسكريين في النيجر وصلت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند تقدمت بطلبين (لقاء الرئيس الجنرال عبد الرحمن تجاني ولقاء الرئيس المحتجز بازوم).. وتم رفض الطلبين.
¤ عاشراً: ننتظر من كباشي ان يكون تعرف على سر عدم تردد جنرالات النيجر خاصة فيما يلي تشكيل حكومة.. بعد فترة قصيرة جدا من اطاحة العسكريين بازوم سارعوا بتسمية الاقتصادي على محمد الامين رئيسا للوزراء – شكل حكومته بعد يومين من تعيينه.. شغل الامين في وقت سابق منصب مدير مكتب الرئيس ووزير الماليه.. وتقبله العسكريين والشارع ولم يصفوه بـ (الفلول).