عبد الماجد عبد الحميد يكتب.. لجنة تحقيق من أجل الكرامة في القضارف
الغبار الإسفيري الذي يعلو سماء أرض ولاية القضارف منذ يوم أمس لن يحجب مهما فعل المرجفون في المدينة شمس الحقيقة التي تقول بلسان الفعل إن قضارف الخير تقف بلا منٍ ولا أذى في مقدمة الولايات التي وقفت سنداً للجيش بالمال والرجال في معركة الكرامة.
أكثر من 70 قافلة زاد سيّرتها ولاية القضارف إلى متحركات ومواقع الجيش في كل جبهات القتال ..وأكثر من 100 شهيد من خيرة ضباط الجيش وجنوده وزهرة الشباب وكرام الشيوخ من الشهداء قدّمتهم القضارف ضمن قوافل شهداء معركة الكرامة ضد مليشيا التمرد وكلاب صيدها من العملاء والخونة وأشباه الرجال .
القضارف التي قدمت كل هذا لاتزال تداوي آلام وجروح وكسور أبنائها وأبناء السودان الذين أصيبوا في معارك الكرامة .. والقضارف مع هذا تتنادى بمختلف ألوان طيفها الإثني والإجتماعي والسياسي .. تتنادى لتتقاسم مع أهل الشهداء أحزان البشارة ووعد الله لهم بأعالي المراتب في جناتٍ لايبغون عنها حولاً بإذن الله الواحد الأحد.
هي القضارف التي لاتزال جموع أهلها تقصد منزل أسرة الشهيد العقيد معاذ عباس الذي ارتقى إلى علياء الشهادة خواتيم الأسبوع الماضي في جبهة سلاح الإشارة ..هي ذاتها القضارف التي قدمت العميد جمال عثمان شهيداً وقبله الشهيد العقيد الرمز عبدالرحمن الطيب والشهيد المقدم عمر أسامة.
لا يستطيع أحد المزايدة على دور ومسيرة وعطاء القضارف في دعم ومساندة القوات المسلحة ماضياً .. وحاضراً ومستقبلاً ..
لقد كانت القضارف في مقدمة الولايات التي استنفرت كل مكونات مجتمعها لصفوف المقاومة الشعبية ولولا التعقيدات والمتاريس التي وضعتها وتضعها جهات لاتزال غامضة وخلف الكواليس أمام مخازن تسليح وتجهيز المقاومة الشعبية .. لولا المتاريس والعقبات التي تحدث عنها الدكتور مزمل أبوالقاسم بكل صراحة وشجاعة .. لولا تلك المتاريس لكانت كتائب وفرسان المقاومة الشعبية لأهل القضارف على مشارف مدينة الخرطوم وليس تحرير وتنظيف وتأمين ولاية الجزيرة فقط.
لقد خرجت جموع أهل القضارف في ( نفرات) المقاومة الشعبية بصور ومشاهد غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث .. لكن بيروقراطية الأجهزة التي تدير دولاب العمل في السودان كله تتحمل كامل المسؤولية في وأد فورة وحماسة المقاومة الشعبية ليس في القضارف وحدها وإنما في بقاع وفيافي السودان كافة.
إن الأحاديث التي سارت بها مجالس السياسة داخل وخارج السودان عن قضية شراء مسيرات ومعدات فنية أخرى لحماية ولاية القضارف .. هذه الأحاديث تعكس في جانبها المشرق وتؤكد ما ذكرناه عن تقديم ولاية القضارف للمال والرجال لدعم معركة الكرامة .. أما في الجانب غير الإيجابي من الصورة فنجد كل سلبيات طريقة إدارة الحكم الإتحادي في بلادنا حيث غابت المؤسسات التشريعية والرقابية وحضرت الإجتهادات التي لا تحكمها ضوابط ولا تحيطها شفافية الوضوح والصراحة في أوجه صرف المال العام.
ولهذا فإن تشكيل لجنة تحقيق للنظر في الإتهامات التي طالت بالقول قيادات عسكرية وأمنية رفيعة يُعد أمراً لازماً لقطع الطريق أمام سيل الإتهامات الإسفيرية التي يظن من يشعلون أوارها أنها ستضعف تجاوب أهل القضارف ومساندتهم لجيش البلاد في معركته الوجودية ضد مليشيات التمرد بكل قرونها الشيطانية.
ما يعلمه أهل القضارف وعليهم تذكره جيداً ألف مرّة .. ومرّة أن الذي يحميهم ويمنع ولايتهم من شرور التمرد والخيانة ليس المسيّرات ولا كاميرات المراقبة الحرارية .. الذي يحمي ولاية القضارف هو حرص أهلها بكل ألوان طيفهم السياسي والإقتصادي والإثني على الفيسفيساء التي شكّلت مجتمع القضارف طوال تاريخها القديم والحديث.
لن تقوم للقضارف قائمة وسيصيبها ما أصاب مناطق السودان التي ضربها إعصار الخوف والجوع والهلع إن تركت حبل مقودها للمتنافرين والمتنافسين على متاع الدنيا الزائل من السلطة والجاه الذي ظنّ كثيرون أنه سيطعمهم من جوعٍ ويأمنهم من خوف .. حتى إذا ما تنافروا عليه وتنافسوه وجدوه سراباً لايروي ظمأ الهاجرة ولايقي برد الصقيع.
للكاتب عبد الماجد عبد الحميد مالي أراك تكتب بهذه الطريقة كأنما ما أُثير من قول حول عملية شراء المسيرات أصابك أنت إذاً فليكن التحقيق حتى نعرف من وراء كل تلك الفوضي وقد أشرت بنفسك إلى أن هناك من يعمل في الخفاء وفي إعتقادي بأن الأمور لن تعتدل ما لم يحس كل من تسول له نفسه باللعب على مقدرات البلاد بأن هناك من يكشفه ويقدمه ليد العدالة وأحسب بأن من قام بنشر الخبر محقٌ فيما ذهب إليه ولأنه قد ذكر إسمه في تسجيله فيبدو بأنه يمتلك من المعلومات التي ستضع حداً لهذا الأمر